الجزائر ـ سميرة عوام
تشهد المطاعم الشعبيّة في الجزائر، إقبالاً واسعًا من طرف الباحثين عن الأكلات التقليديّة، خصوصًا "البوراك العنابي"، والذي يتصدر قوائم الطلبات اليومية للزبائن، لأنه يتوافر على نكهة وخلطات خاصة جعلته يتميز على بعض المُقبلات الأخرى، والتي تُزيّن موائد الجزائريين لا سيما في المناسبات الدينيّة
.وتشتهر مطاعم المدن الكبرى في الجزائر، وخصوصًا عنابة، بتحضير مختلف أنواع المُقبلات، منها الأسماك المشويّة على الجمر وخلطات الفلفل المشوي، إلى جانب مُقبلات الهريسة بزيت الزيتون، وهي من اللواحق الضرورية التي تقدم باردة مع طبق "البوراك العنابي"، والذي ذاع صيته في البلاد، حيث أن العائلات العريقة وسُكان الجزائر الأصليين يُتقنون جيدًا إعداد عجينة البوراك، والمتكونة من السميد والماء وقليل من الملح،حيث تعجن العجينة بطريقة تقليدية، وبعدها تحضر على شكل طبقات خفيفة للعجينة المورقة، والتي تطهى على الفحم، حيث تتحول العجينة بعد الطهي إلى ما نطلق عليه بـ"الورق"، ويُطلق عليه في العاصمة بـ"الديول"، وتصبح جاهزة لحشوها، الذي يختلف عملية إعداده من منطقة إلى أخرى، لكن ما توارثه سكان عنابة، والتي تشتهر مطاعمها بأحسن طبق للبوراك، والبوراك العنابي يتوافر عادة على الحشو الذي يتكون من البطاطا المرحية والبصل ومختلف البهارات والمنكهات الضرورية منها حشيش المعدنوس والهريسة المحضرة على الطريقة التقليدية، إلى جانب لواحق أخرى، منها الجبن والتونة والطماطم الطازجة والمقطعة إلى مكعبات، ويضع الحشو تدريجيًا إلى أن يتم حشو ورقة الديول، والتي يُضاف إليها ثلاث بيضات، مما يستلزم تغيير شكل "البوراك العنابي"، و الذي يكون كبير الحجم، ويختلف عن غيره في المناطق المجاورة، وحتى في مختلف ربوع الوطن.
ويتباهى سكان الجزائر كثيرًا بأنواع والأشكال المختلفة لـ"البوراك" خصوصًا في شهر رمضان، أن تجد البوراك سلطان الصينية الجزائرية، وهناك من الرجال من يُعد طبق البوراك بنفسه، حيث يدخل عليه تعديلات جديدة، وتقدم مثل هذه الأطباق مع صحن الشربة الساخنة، حيث لا نتصور بوراك من دون شربة في عنابة، وقد تطورت حياة سكان الجزائر بعد أن أصبح طبق "البوراك" يُقدّم حتى في الأعراس وحفلات الختان و التي تُقام في القاعات، حيث يتم دعوة الأصدقاء، وحتى السيّاح، ومن خلال هذه الأعراس يتعرف زوار عنابة الجزائرية على البوراك العنابي، والذي أصبح الطلب عليه واسعًا خلال الآونة الأخيرة، أين يقدم مع المقبلات الباردة، وحتى الأسماك المشوية على الجمر، ويصل سعر الحبة الواحدة إلى 90 دينار جزائري، وإذا تم تشكيلها على طريقة "السيقار" يُقدّر سعرها بـ60 دينارًا.