الدار البيضاء - جميلة عمر
عاد داء الليشمانيا الفيروسي، مجددًا والذي تتسبب فيه حشرة تدعى "ذبابة الرمل"، ليضرب من جديد بعض قرى ودواوير إقليم زاكورة، بعد أقل من ثلاثة أشهر من تأكيد وزارة الصحة عدم تسجيل أي حالات إصابة جديدة. وأكّدت مصادر محلية، أنه تم تسجيل 37 حالة في مدينة زاكورة لوحده بالإضافة إلى عشرات الحالات التي تم تسجيلها في عدد من الدواوير، موضحة أن أغلب الحالات المسجلة كانت في صفوف الأطفال والنساء.
وأضافت ذات المصادر، أن أهالي المنطقة حملت مسؤولية وزارة الصحة في عودة الفيروس، موضحة أن المستشفى الإقليمي المعني باستقبال الحالات المصابة لا يتوفر على التجهيزات الطبية ولا الأدوية اللازمة لمواجهة الداء.
وعن سبب عودة الداء من جديد للمنطقة، أرجعت ذات المصادر عودة داء الليشمانيا، إلى الأمطار التي عرفتها المنطقة، والتي ساهمت في تنقل الفيروس عبر الوادي، وأيضا توفر البيئة الملائمة لانتشار وتكاثر ذبابة الرمل المسببة للمرض، موضحة أن انتشار القمامة في بعض المناطق وجو الإقليم، خلال هذه الفترة، الذي يمتاز بالحرارة والرطوبة، يعتبر مناخًا ملائمًا لانتشار ذبابة الرمل، بالإضافة إلى احتمال تنقل الفيروس على طول الشريط الممتد بمحاذاة وادي درعة.
ونبهت مصادر حقوقية إلى "المغرب اليوم"، احتمال تكرار كارثة الأيام الماضية والتي أودى فيها المرض بحياة 4 أطفال، لم ينفع معهم نقلهم صوب مستشفيات ورزازات ومراكش، بسبب تفاقم المرض، واكتفاء الأطباء بتشخيصه على أنه حمى عادية ستزول بمرور الأيام. وطالب الحقوقيون من وزارة الصحة التدخل السريع للحد من هذا الداء اللعين ، معتبرين ما يحدث خطير جدا، ولا يمكن القفز عنه أو تجاوزه سوى بالعمل الميداني وتأطير السكان.
وكشف إبراهيم رزقو، عضو مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، في تصريحات إلى "المغرب اليوم"، أن "السكان سجلوا، خلال الأيام القليلة الماضية، حالات لشمانيا كثيرة في صفوف أطفال بني زولي، في ظل غياب أي تحرك من لدن السطات المحلية ووزارة الصحة، التي تتلقى دائما شكاوي من طرف المؤسسات التعليمية، تفيد بانتشار الليشمانيا، لكن السلطات تكتفي بإرشاد التلاميذ على مستوصف مغلق ".
وزاكورة كانت قد شهدت، خلال السنة الماضية، حالات مينانجيت أدت إلى تسجيل العديد من الوفيات في صفوف الأطفال واليافعين، بالرغم من التطمينات التي قدمتها مندوبية وزارة الصحة بزاكورة بخصوص توفير اللقاحات الضرورية لوقف المرض القاتل.