لندن - كاتيا حداد
وفقا لإرشادات طبية حديثة، ينبغي على الإباء تقدم الفول السوداني لأطفالهم الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة إلى ستة أشهر، حيث انه حاليا ينتظر الإباء حتى بلوغ أطفالهم الشهر الثاني عشر لإطعامهم الغذاء الذي يجعلهم أشد عرضة "للصدمة الحساسية".
ففي تحديث جديد نشر يوم الجمعة، يشدد الأطباء على أن التعرض المبكر لمصدر الحساسية يمكن أن يقلل بشكل جذري عدد الأطفال المصابين "بحساسية الفول السوداني". ويتابع الدكتور ماثيو غرينوت الذي نشر التحديث وهو طبيب في مستشفى الأطفال في ولاية "كولورادو" أنها فرصة جيدة لتقليص عدد الأطفال الذين يعانون من "حساسية الفول السوداني".
وكان الأساس الذي قامت هذه الإرشادات هو دراسة "المعرفة المبكرة لحساسية الفول السوداني". ففي هذه الدراسة كان الأطفال الذين لديهم مستوى مرتفع من احتمالية الإصابة بحساسية الفول السوداني، والذي يناولونهم الفول السوداني في سن مبكر هم الأقل عرضة لتطور الحساسية تجاهه عند بلوغهم سن الخامسة، وقد نشرت هذه النتائج العام الماضي في مجلة " نيو إنغلند جورنال" الطبية.
وتقدم الإرشادات الطبية الحديثة التي عرضها الدكتور ماثيو غرينوت ثلاث طرق لتقديم الفول السوداني للأطفال وفقا لمستوى خطوة الإصابة بالحساسية للأطفال.
فالطريقة الأولى، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من "الأكزيما" الشديدة أو "حساسية البيض" أو الاثنين معا. وينبغي تناولهم الفول السوداني بمجرد بلوغ عمر 4 إلى 6 أشهر لتقليل خطر الإصابة بالحساسية. وعلى الرغم من ذلك على هؤلاء الأطفال الخضوعالى لتحليل "وخزة الجلد" قبل ذلك، فإذا أسفرت نتائج التحليل على عدم وجود "أثر" أو كانت نسبته طفيفة تصل إلى 2مم، ففي هذه الحالة يمكن للأباء تقديم الفول السوداني لأطفالهم. أما إذا كانت نتائج التحليل فيها "أثر" يصل إلى 3مم أو أكثر ففي هذه الحالة يقدم الفول السوداني تحت إشراف الطبيب، أو ينصح بتجنبه تمامًا.
الطريقة الثانية، بالنسبة للأطفال الذين يعانون من "الأكزيما الخفيفة إلى المعتدلة" والذين بدأوا بالفعل بتناول الأغذية الصلبة فهؤلاء ينبغي تعرضهم لتناول الفول السوداني من سن 6 أشهر.
الطريقة الثالثة: بالنسبة للأطفال الذين لا يعانون من "الأكزيما" أو غير مصابين بحساسية لأي طعام آخر، فهم أقل عرضة للإصابة "بحساسية الفول السوداني"، حيث يمكن تقديمه في أي وقت بمجرد بلوغهم سن 6أشهر وهو العمر المناسب لذلك.
وقد يتبادر للبعض أن حجم "حبة الفول الواحدة" يمكن أن تخنق الطفل. والسؤال الآن ما هو الشكل المناسب لحبة الفول المناسبة لعمل الطفل. وتجيب على هذا السؤال الدكتورة أمل أسعد طبيبة أطفال ومشاركة في إعداد "الإرشادات الطبية" حيث حدد عدد من البدائل لهذا الأمر وتقول:" توجد العديد من الطرق والأشكال المناسبة لتقديم أطعمة تحتوي على الفول السوداني وهي كتقديم "زبدة الفول السوداني" التي يمكن بسهوله أن تجعل قوامها أنعم وأخف بإضافة القليل من الماء الدافئ عليها لتتركها تبرد لتكون معدة للتناول بعد ذلك، أو يمكن إضافة "زبدة الفول السوداني" على "الفشار" وتقديمه للأطفال. أما بالنسبة للأطفال في سن متأخر من الطفولة يمكن أضافة "زبدة الفول السوداني" الى عصير التفاح أو غيره من الفاكهة.
ومن المقرر نشر التحديث الأخر لهذه "الأرشادات الطبية" في يناير/كانون الثاني المقبل في موقع "المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية" على الانترنت. حيث أن هذا الموقع يضم "الإرشادات الطبية" لعام 2010 بشأن حساسية الفول السوداني وحساسية الأنواع الأخرى. ويقول الدكتور ستانلي فاينمان المتخصص بأمراض الحساسية "إنه من الأمر الرائع رؤية العديد من الأبحاث في هذ الصدد التي تمكننا من فهم كيف تنمو حساسية الفول السوداني عند الأطفال وكيف يمكننا التعامل معها والوقاية منا، لكن المشكلة التي تلوح في الأفق الآن هم عدم توصلنا لإي إرشادات طبية، موضحة أنه بشأن سن الأطفال الذين يمكن والذين لايمكن تقديم الفول السوداني لهم. لكن هذه الإرشادات الطبية الجديدة هي بمثابة العون الشديد لنا."