الرباط - المغرب اليوم
نبه مهنيون إلى أن اختفاء دواء "بلاكُنيل"، الذي شرع المغرب في استخدامه رسمياً لمعالجة المصابين بفيروس "كورونا"، من شأنه أن يٌفاقم معاناة بعض المرضى الذين كانوا يتناولون هذا الدواء مسبقاً.
ومنذ أن قرر المغرب، قبل أيام، الشروع في استخدام عقاري "بلاكنيل وهيدروكين"، اللذين يستخدمان لعلاج الملاريا والروماتويد والأمراض المناعية، فقد اختفيا كليا من صيدليات المملكة.
وقال أمين بوزوبع، الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، إن الإشكال المطروح اليوم هو أن "دواء بلاكنيل يُستخدم في علاج التهابات المفاصل الحادة، وبعض المرضى يطلبونه ويتوفرون على وصفات طبية لاستخدامه، لكنه مفقود من صيدليات المملكة بعد قرار احتكاره من قبل وزارة الصحة".
وأوضح الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، في تصريح لهسبريس، أن "بعض المرضى لا يستجيب العلاج عندهم إلا عن طريق استخدام هذا الدواء، واختفاؤه من الصيدليات من شأنه أن يفاقم معاناتهم".
ودعا أمين بوزوبع وزارة الصحة إلى إيجاد طرق مناسبة حتى يتمكن هؤلاء المرضى الذين يتوفرون على وصفات طبية ويستخدمون هذا الدواء مسبقاً من مواصلة العلاج به، مشيرا إلى أن "الإشكال المطروح يتعلق بمرضى الأمراض الحادة للروماتيزم".
وكان وزير الصحة، خالد آيت الطالب، وجه مراسلة رسمية إلى المسؤولين عن قطاع الصحة بالمستشفيات، أكد فيها ترخيص المغرب بشكل رسمي لاستخدام "كلوروكين" و"هيدروكسي كلوروكين" المصنوعين بالمملكة لعلاج المصابين بفيروس "كورونا".
وجاء هذا القرار، الذي اتخذه المغرب أمس الاثنين، بعد اتفاق مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة الأمراض التنفسية الحادة بالمملكة، الذي يقضي بالسماح لكافة المستشفيات بالمغرب في استخدام هذه الأدوية لكن وفق شروط صارمة.
الوثيقة الصادرة عن وزير الصحة شددت على حسن تدبير المخزون الوطني من هذا الدواء من قبل المسؤولين عن التموين والصيدلة في الإدارات الجهوية للصحة، وأشارت إلى أنه سيتم وضع الدواء في مخازن مؤمنة وإحداث لائحة بأسماء الذين سيتم تسليمه لهم.
المراسلة الرسمية أكدت أن "عملية تسليم الدواء لن تتم إلا بورقة للطبيب تتضمن المعلومات الضرورية المرتبطة بشروط استعمال الدواء"، بالإضافة إلى وضع سجل لتتبع مسار الدواء من الجهات التي تستفيد منه، مع مراقبة صارمة لعملية استعماله من قبل مرضى آخرين غير المرضى المصابين بكوفيد-19.
محمد اليوبي، مدير الأوبئة بوزارة الصحة، أكد في تصريح لهسبريس أن وزارة الصحة ستعمل على تقنين استعمال هذا الدواء، ما يعني عدم بيعه إلى عموم المواطنين في صيدليات المملكة.
وكانت شركة "سانوفي المغرب"، المتخصصة في صناعة هذا الدواء، سلمت لوزارة الصحة المغربية مخزونها الكامل من "نيفاكين" و"بلاكنيل" المخصصين لعلاج الملاريا.
وذكرت الشركة التابعة لـ"سانوفي الفرنسية" أنها تقوم بتنسيق مع وزارة الصحة المغربية بتتبع الأبحاث السريرية المتعلقة بالدواءين، في إشارة إلى النتائج الواعدة بعد تجريبهما على مصابين بفيروس "كورونا" المستجد.
وأوردت الشركة أن نيفاكين (كلوروكين سولفات)، الذي يوصف في العلاج والوقاية من الملاريا، المنتج من قبل مصنع "سانوفي بالمغرب"، لديه رخصة التسويق صالحة فقط بالسوق المغربية، مؤكدةً أنه موجه حصريا للسوق المغربية وغير معني بالتصدير.
وتحذر مصادر طبية من خطورة تعاطي هذا الدواء بدون وصفة طبية وبدون إشراف الطبيب المعالج، ونقلت عن مصادر إعلامية أن هذا الدواء تسبب في وفاة أمريكي وإدخال زوجته العناية المركزة بمدينة فينيكس في ولاية أريزونا، بعدما تعاطيا إليه بدون إشراف طبي، في محاولة منهما للعلاج الذاتي.
جدير بالذكر أن وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، أعلن، الإثنين، أن المجلس الأعلى للصحة العامة في فرنسا قد وافق على استخدام "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج الحالات الخطيرة المصابة بفيروس كورونا المستجد في المستشفى.
قد يهمك ايضا:
وزارة الصحة المغربية تعلن تسجيل4 حالات جديدة بفيروس "كورونا"
وزارة الصحة المغربية تُسجِّل 23 حالة إصابة جديدة مُؤكِّدة بفيروس "كورونا"