الرباط - المغرب اليوم
قال المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية إن جائحة فيروس كورونا المستجد، التي اندلعت نهاية سنة 2019، فاجأت العالم بسبب حجمها وسرعة انتشارها، وهو ما جعل منها حدثا تاريخيا غير مسبوق دفع دول العالم إلى اتخاذ إجراءات قاسية للتحكم في انتشارها.وأورد المعهد في تقرير استراتيجي أصدره مؤخرا بعنوان “نحو عالم جديد لما بعد كوفيد-19؟”، أن الإجراءات التي اتخذتها الدول لمواجهة تفشي الجائحة جعلت من الأزمة الصحية أزمة متعددة، لأنها مست جميع مناحي الحياة.
وفي رأي المعهد، فإن هذه الوضعية جمعت مقدمات التحولات والقطائع التي قد تنشأ في المستقبل على المستويات الجيو-سياسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية والبيئية، وهو ما يستلزم تغييرا كبيرا، لأن عالم الغد سيكون بالضرورة مختلفا عن عالم اليوم.وأورد التقرير أن الرؤية الجديدة للعالم، التي هي في طور البروز، تستوجب استجابة نسقية لوضع الإنسان في صلب العملية التنموية، وإعادة النظر في العلاقة بين الإنسان والطبيعة، والتواصل والارتباط بين النطاق المحلي والعالمي.
وأكد المعهد البحثي أن الوباء يوفر للعالم، والمغرب على وجه الخصوص، فرصة لاعتماد هذه الرؤية في تنزيل نموذج تنموي جديد من أجل تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق لتحسين رفاهية المواطنين والحفاظ على البيئة وزيادة مرونة الاقتصاد الوطني في مواجهة الصدمات الخارجية.وفي نظر خبراء المعهد الملكي، فإن الخروج من أزمة كورونا يتطلب إصلاحات هيكلية عميقة، والتحضير لعالم ما بعد “كوفيد-19” من خلال تفكير عميق من أجل فهم الرهانات الحالية، مع استحضار شبه استحالة استشراف المستقبل والصعوبة في تنفيذ السياسات العمومية الملائمة للمستقبل.
ويعتمد التقرير، وهو النسخة السادسة من سلسلة تقارير المعهد تحت عنوان “بانوراما المغرب في العالم”، على منهجية تحليلية استشرافية تتبع ثلاث مراحل: الفهم والتوقع المستقبلي وتقديم الاقتراحات.يشار إلى أن المعهد هو مؤسسة بحثية تأسست بظهير ملكي، وبالإضافة إلى مهمته الأساسية المتمثلة في اليقظة الاستراتيجية، فهو فضاء للتفكير لدراسة القضايا الاستراتيجية ذات التأثير القوي على مستقبل البلاد، ويسعى إلى فهم تطورات السياق العالمي والإقليمي والوطني واستباق المخاطر، ثم اقتراح سياسات عمومية ملائمة للرهانات المطروحة.
قد يهمك أيضَا :
مؤسسة تؤكد أن المغرب يتوفر على إيجابيات عدة لفائدة الشركات الأجنبية
المعهد الملكي للدراسات يؤكد ارتفاع التبعية الغذائية وتحسن القوة العسكرية للملكة المغربية