لندن ـ كارين إليان
ترك جون غاليانو فجوة كبيرة في عالم الموضة والأزياء عندما خرج من دار "ديور"، لم يستطع أحد أن يملأها لحد الآن، حيث أخذ معه كل مقومات الإبهار، والدراما، التي كان يتحفنا بها في عروضه.
وعلى الرغم من أنه غاب عن خريطة الموضة، منذ مواسم عدة، ورغم أن الغالبية لا توافق على ما تفوه به من كلمات نابية ومعادية للسامية، في تلك الأمسية المشؤومة، التي أسقطته من برجه العاجي وصنعت منه
مصممًا تراجيديًا، لا يمر أسبوع موضة دون أن يتحسر هؤلاء على أيامه، وعلى شطحاته.
كان غاليانو يأخذنا إلى عوالم فانتازيّة، تجسد كل ما تعنيه الموضة من حلم وخيال وتفرد، لكن كل هذا لم يشفع له، ولا يزال مجرد اسمه يثير الريبة والتحفظ في بعض الأوساط، الأمر الذي برهن للكل بأن عالم الموضة قد يغفر كل شيء، ما عدا معاداة "الساميّة"، وليس أدل على هذا من أنه لم يجد مخرجًا للمأزق الذي وجد نفسه فيه، رغم كل ما بذله من مجهود لكي يطوي هذه الصفحة، حيث لم تقبل اعتذاراته المتكررة، ولا تدخل بعض الأسماء المهمة لصالحه، من أمثال الرئيس التنفيذي لمجموعة "كوندي ناست" جوناثان نيوهاوس، ومؤسسة محلات "براونز" جوان بيرشتاين، والمصمم أوسكار دي لارونتا، وغيرهم.
ولعل أوسكار دي لارونتا كان أشجع هؤلاء، لأنه رافق القول بالفعل، عندما قدم له طوق نجاة في الموسم الماضي، وعرض عليه فرصة تصميم تشكيلة خاصة، تم عرضها في أسبوع نيويورك، لخريف وشتاء 2013.
ويبدو أنه لا يزال عازمًا على مساعدته بأي شكل، حيث تحدث أخيرًا في قمة الريادة في التصميم "Design Leadership Summit"، التي جرت في نيويورك، عن غاليانو، قائلاً "أعرف جون منذ أكثر من 30 عامًا، إنه موهبة فذة، ورغم أنه يعاني من مشكلات عدة، فأنا أؤمن بأنه عندما يسقط المرء علينا أن نساعده على الوقوف ثانية، اعتقد أن كل إنسان يستحق فرصة ثانية في الحياة".
يذكر أن المصمم، الذي يبلغ من العمر 81 عامًا، كان أول من مد يده للمصمم جون غاليانو، بعد أن طرد من دار "ديور"، حين فتح له أبواب معامله، وتعاون معه عبر تشكيلة يتيمة، قيل حينها إن المصمم المخضرم كان يريد منها جس النبض، أي ما إذا كانت المبيعات ستتأثر بشكل يمنع من التعاون معه بشكل دائم أم لا.
العرض أثار الكثير من الجدل والاهتمام، وكان أهم عرض في أسبوع نيويورك، إذ أراد كل من له علاقة بالموضة حضوره، كما أن موقع دار "أوسكار دي لارونتا" تعطل لساعات بسبب الإقبال.
عن هذه التجربة، أوضح أوسكار دي لارونتا أنه "كان سعيدًا بها واستفاد منها كثيرًا"، مشيرًا إلى أنه "مهم جدًا أن يكون هناك شخص يتحداك ويحفزك على اكتشاف طاقات دفينة داخلك".
وبما أن التكهنات تقول بأن أوسكار دي لارونتا يحضر نفسه للتقاعد، وربما يعبد الطريق أمام جون غاليانو ليخلفه، ويأخذ فرصة ثانية في الحياة، فإنه لم يؤكد هذه التكهنات، واكتفى بالقول إنه يتمنى من كل قلبه أن يعود غاليانو في يوم من الأيام إلى التصميم، مضيفًا أن "خليفته قد يكون أي شخص موهوب، إذا لم يكن جون فسيكون مصممًا آخرًا"، مؤكدًا بذلك على الأقل شائعات التقاعد.