نيويورك ـ مادلين سعادة
تعتبر مهنة الـ"إستايلست" أو مبتكر الأسلوب، سلاح الموضة غير السري. وعلى مدار العقد الماضي باتوا أكثر شهرة وتأثيراً في عالم الموضة، مثلاً كارين رويتفلد أو كاتي الكبيرة. لكن من أجل رؤية واقعية للعملية الغامضة التي تحول أستوديو مليء بصناديق الأحذية ورفوف الملابس إلى قطعة فنّية من الجمال، سيكون عليك شراء كتاب الـ"إستايلست" الشهير لوري غولدشتاين، الذي يحمل اسم "الأسلوب هو غريزة"، وهو كتاب جديد للسيدة
غولدشتاين التي تحمل 35 عامًا خبرة في المهنة، وتتحدث فيه عن عالم التصميم وابتكار النمط. مطلع الأسبوع الماضي، جلست السيدة غولدشتاين داخل الأستوديو الخاص بها في شيلسى لتتحدث عن مسيرتها.
وأكدّت غولدشتابن "دائمًا كنت أعرف أمرين، أنني أحب الملابس، وأنني سأغادر أوهايو، أنا لا أخطط أبداً لما سأفعله. كان لي صديق بعد المدرسة الثانوية، ولم أكن حقًا حتى أحبه، وقد قال لي ذات يوم هل تريدين الذهاب معي إلى لوس انجلوس؟ فذهبت، وعملّت لدى محلات التجزئة فريد سيغال، وعلى الفور عرفت أنّ هذا هو المكان حيث أريد أنّ أكون".
أوضّحت بقولها "مع فريد سيغال ذهبت إلى نيويورك في رحلة شراء، وهناك ذهبت إلى فيورتشى Fiorucci، و قلتُ لنفسي، سوف أعمل هنا خلال ستة أشهر. و في Fiorucci، التقيت جوي أرياس وكلاوس نومي، وفجأة، بدلاً من أنّ أكون غريبة في ولاية أوهايو، كنت بين أهلي".
وتابعت "لم يكن هناك مخطط لحياتي المهنية. لم أكن أعرف حقًا ما هي مهنة "الاستايلست"، ولكن وضعت نوعاً من التصور وأخذته إلى تيري ميلفيل في ميسي، وفي اليوم التالي كنت أصور مع ألبرت واتسون".
وأشارت إلى "أنها غريزة، هذه القناعة بأن رؤيتك هي الصحيحة عندما أصبحت "ستايلست"، في هذا الوقت كان الاستايلست هم الأدنى أجرًا في جلسات التصوير، وكنت أجنى 350 دولارًا في اليوم، وكان ذلك بمثابة 35 ألف دولار في اليوم".
وأكدّت أنّه "ورغم قضائي 35 سنة في هذه المهنة حتى الآن، فأنا ما زلت أحبها، وأنا لا أخرج من البيت كثيراً، ولا أذهب إلى العروض، حيث يُنَّصب الناس أنفسهم حكامًا على عمل الآخرين. ولا أعتقد أنّه بدون حضور العروض لن أحصل على المعلومات والأفكار، فيمكنني الحصول على ذلك من المجلات ومن التحدث إلى الناس، تستطيع بسهولة أنّ ترى الاتجاهات المقبلة في عالم الموضة. كما أنّى أقوم بالكثير من التسوق، فأنا إمرأة وأحب التسوق".
وأشارت بقولها "التقيت المصور ستيفن ميزل، وقال لبولي ميلين، لابد وأن تقابلي هذه الفتاة، وفجأة أصبح لدى عمل معها وذهبنا لعروض في باريس وصورنا كل شيء. في تلك الأيام، لم تكن هناك قواعد إلزامية، كُنّا نصور كل ما نريد وكان كل شيء جميلاً، ثم أصبحت الموضة عملاً تجارياً، وتحولت إلى شيء قبيح".
وألّمحت أنّ "كثير من الناس يعملون اعتمادًا على مرجعية ما، أمّا أنا فعلى العكس تمامًا، أنا أكره المرجعيات، وأحب أنّ أبدأ من الصفر، وأقوم بجمع كل الأشياء المفضلة لدى، لم أذهب قط إلى غرفة التصوير قبلها بيوم لأضع بعض التفاصيل بشكل مسبق، إنّ ما يعتبره البعض عامل الأمان هنا اعتبره أنا عامل خوف وهو سيئ في عالم الأزياء".
وتابعت "أقوم الآن بالتصوير لمجلة مهمة كبيرة مع ماريو تيستينو، وماريو تيستينو كان زميلى في السكن منذ زمن طويل. والتصوير كان بمثابة عيد الشكر، لأكون صادقة معك، كانت هناك فترات مرت على قلت فيها لنفسي أنا أكره هذا، ولماذا أفعله ؟، ولكن بمجرد أنّ يجيء العمل يأخذني الحماس".
وأضافت "بعد كل تصوير، يكون لدي مساعد جديد، وأنظر في عينهم وأقول بعدما رأيتم كل هذا الجنون والعمل الجاد مع أرتال الملابس، هل ما زلتم تريدون أن تكونوا ستايلست؟، الموضة تبدو براقة من الخارج، ولكن أنا أقول للناس، لقد سافرت إلى جميع أنحاء العالم وكان كل ما رأيته الأقبية".
كما أضافت "مات جياني فيرساتشي، وطلبتني دوناتيلا وسألتني إن كنت أستطيع العمل معها، وكانت هذه فكرة ستيفن ميزل الذي كان يقوم بتصوير حملة لفيرساتشى مستوحاة من كتاب "وادي الدمى"، والكتاب كان بمثابة الهاجس في حياتي كلها، وأحبت دوناتيلا هذه الفكرة، وذهبنا إلى لوس أنجلوس ووجدنا هذا البيت الذي يعود للستينات في تراوسديل، وسرعان ما كُنُا هناك مع فنان الماكياج بات ماكغراث والعارضات أنبر فاليتا وجورجينا جرينفيل".
وأشارت إلى أن "الحملات الدعائية تحمل أكثر من مجرد استعراض الملابس، إنها تحكي قصة العلامة التجارية، وبينما نحن نصور تلك الحملة، فكرت فجأة، هذه هي اللحظة التي كنت أتمناها إنها تحدث الآن".
وتابعت بقولها "وصورنا أيضاً مع العارضة هانيلور ناتس، أخذناها إلى وادي سان فرناندو، وجعلناها تمشى على طوال الوادي كامرأة وحيدة حزينة، قد يكون هذا قد بدا غريباً لكثير من الناس، ولكن التصوير كان رائعاً". وأضافت "كانت هناك لحظة أخرى عندما كُنّا نصور مع العارضة فريجا بيها، وكانت الملابس لبعض المعلنين، وفكرت ماذا يمّكن أنّ نفعل؟ ثم جاءتني فكرة أنّه ربما ينبغي أنّ يكون ثدييها كبيرين، لذلك ذهبنا وأحضرنا حمالة صدر كبيرة لنحصل على صدر اصطناعي كبير، بل وأضفنا مؤخرة مبطنة وهمية، كنا ندفع الأمور حتى الحافة، حيث كُنت تشعر وكأنك تقول، ما الذي ستظنه والدتي؟".
وأشارت إلى أنها تكره لعالم المشاهير، وأكدّت "أنا أكره هذه الكلمة، و أكره عالم المشاهير، ولكن عندما كانت آني ليبوفيتز تقوم بحملة دعائية لصالح أميركان إكسبريس، كانت المرة الأولى التي يستخدم فيها أحدهم أي من الفنانين أو الكتّاب أو الموسيقيين، وكانت آن ماغنوسون، وهى صديقة قديمة لي، على وشك أنّ تخضع للتصوير من قبل آني لصالح مجلة فانيتي فير وطلبت منى المساعدة، ومن هنا كانت البداية". وتابعت "آني وأنا ظلّلنا نقوم بالتصوير على مدى العقد التالي، وتعاملنا مع الكثير من المشاهير، من رأي تشارلز إلى سامي ديفيس جونيور وويلت تشامبرلين، ولست متأكدة حقيقة من منهم كان مدهشاً أكثر".