الرباط _المغرب اليوم
عندما افتتحت الإذاعة المغربية حرصت على أن تنتج وتذيع أغنيات كبار المطربين، أمثال أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، سعياً إلى تشكيل الذوق الفني للمستمع المغربي. وتجاهلت أغاني الفولكلور والتراث الشفهي وأغاني الفلاحين، لتبقى هذه محصورة بمن يستمعون إليها في المواسم أو في حفلات السمر. ولم تبدأ الإذاعة الرسمية ببثّ الأغاني الشعبية، إلا بعدما أخذت طابعاً أكثر التزاماً في شكل الأغنية الحديثة، بداية من أغاني حميد الزاهر وبوشعيب البيضاوي. أما قبل ذلك، فيصعب تحديد نقطة الوصل بين مواويل الرواة وأغاني المواسم والحفلات، والتحول إلى الأغنية الشعبية ذات الكلمات واللحن والتوزيع، المحتفظة بروح تمغريبيت، سمتها الأساسية، في تفضيل الإيقاع على النغم. ويتردد أن روح الأغنية الشعبية هي الحكاية التي ترويها، والكلمة القوية القريبة
من لسان السامع، حتى تختلط بمعجم عقله، وتنضم إلى قائمة مصطلحاته اليومية. ومن خلال النظر في بعض الأغاني المنتشرة حاليا في الأوساط الشعبية لعدد من الفنانين الشعبيين مثل الستاتي ، ولد الحوات ، الصنهاجي ، كمال العبدي، نلاحظ أنها تعبر عن عدد من الموضوعات المرتبطة بحياة الناس ، و تنقل نبض الشارع وتهيمن عليها الموضوعات الاجتماعية و العاطفية : فقد تغنت الأغنية الشعبية ببعض مظاهر الحياة الاجتماعية و كشفت عن تغير العلاقات الاجتماعية هاذ الدنيا اللي غادية غير بالمقلوب وسجلت الفوارق الاجتماعية، و مشاكل الهجرة والبطالة ، تحوّل القيم وطغيان الثقافة المادية حيث لم تعد هناك صحبة و لا صداقة لا صحبة لا عشرة لا تقول عندي صاحب… ، والمال في العلاقة بين الأفراد : صحابك هما جيابك ، وتراجع روابط القرابة :
دمي و لحمي شهدوا فيا… ورغم الانتقادات على مستوى الكلمات والمواضيع لا تزال الأغنية الشعبية هى الأغنية الأقرب إلى قلوب المغاربة، فعندما نتحدث عن إحدى المناسبات أو تجمع الأصدقاء والتفكير فى سماع لون من الأغانى، سوف نلاحظ أن اختيار الأغنية الشعبية يأتى فى الصدارة، وهذا ليس مقتصرا فقط على أبناء جيل السبعينات، فاللون الشعبى هو اللون المتصدر على عرش الأغانى داخل قلوب جميع الأجيال، بداية من جيل بوشعيب البيضاوي والمريشال قيبو،حتى محطة الستاتي، الصنهاجي والداودي…
قد يهمك ايضا
فنانون رتلوا القرآن الكريم بصوتٍ مُميَّزٍ أبرزهم تامر حسني وأم كلثوم
إقبال جماهيري على حفلات "أم كلثوم" بتقنية الهولوجرام في القاهرة