الرباط - المغرب اليوم
فرضت المغرب إجراءات مشددة مقارنة بالعديد من الدول على مدار العامين الماضيين، في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا وظهور سلالات جديدة.الإجراءات التي فرضتها السلطات المغربية انعكست بدرجة متباينة على القطاعات، ومن بينها القطاع الثقافي، إذ تأثرت مهرجانات السينما بدرجة كبيرة، أبرزها إلغاء مهرجان مراكش الدولي للفيلم 2020 و2021، إضافة إلى إلغاء العديد من المهرجانات في مختلف أنحاء المملكة، كان آخرها إلغاء مهرجان الداخلة قبل انعقاده بيومين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسبب إغلاق الأجواء المستمر حتى الآن.
خسائر كبيرة
خسائر عدة طالت قطاع السينما في المغرب، بحسب العديد من العاملين في القطاع ورؤساء المهرجانات، إلا أن الخسائر لم تقف عند حد ما فقده المغرب خلال العامين الماضيين، ولكن أثارها تمتد للسنوات المقبلة، في ظل اتجاه شركات الإنتاج الأجنبي لدول جديدة للتصوير، خاصة مع ظل استمرار الإغلاقات التي تفرضها الحكومة المغربية.
في الثالث من ديسمبر، قررت الحكومة المغربية منع جميع المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، استنادا إلى المقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية، وتعزيزا للإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد.
فيما طالبت نقابة مهني السينما في المغرب، وزارة الثقافة والاتصال، في بيان لها نهاية ديسمبر المنصرم، بدعم مهني السينما في المغرب المتضررين من الجائحة.واستنكرت النقابة في بيانها الظروف الحالية التي تعرفها الممارسة السينمائية في المغرب، وخاصة ما يتعلق بـ"البطالة" وضعف اشتغال التقنيين ومهنيي السينما، إثرا الإجراءات المفروضة.
حتى الآن لا توجد أي آليات واضحة بشأن مواعيد إقامة المهرجانات خلال العام الحالي 2022، في ظل مخاوف عدة من تكرار الأمر، الذي يراه العاملون في القطاع بأنه يمثل أزمة كبيرة على جميع المستويات، بحسب رأيهم.
في الإطار قالت المنتجة والموزعة المغربية، أسماء أكريميش، إن "الإغلاقات التي فرضت في المغرب أثرت بدرجات متفاوتة على العديد من القطاعات".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن "إلغاء معظم المهرجانات السينمائية خلال العامين الماضيين طال ضرره أكثر من جهة، منها صالات العرض في المغرب والأنشطة الأخرى المصاحبة للمهرجانات".
وأشارت أكريميش إلى أن "مهرجان الداخلة ألغي قبل انعقاده بيومين فقط بسبب إغلاق الأجواء الذي فرضته السلطات، في حين أن كل الإجراءات والحجوزات كانت تمت، إضافة إلى عمل طويل للقائمين على المهرجان، ومشاركة العديد من الأفلام الأجنبية والنجوم الأجانب الذين تفاجئوا بالقرار في ظل استعدادهم للسفر".
تراجع إيرادات الإنتاج
وأوضحت أن "قطاع الإنتاج تأثر بدرجة كبيرة، خاصة الأجنبية نظرا لإغلاق الأجواء وفرض بعض القيود على الحركة الداخلية، الأمر الذي انعكس على الشركاء المحليين، فيما اتجهت أغلبية الشركات للتصوير في دول أخرى، ما يعني أنها قد لا تعود حتى بعد فتح الأجواء مرة أخرى، نظرا لتصويرها للأعمال في دول أخرى".
وأشارت أكريميش إلى أن "الضرر طال العاملين في القطاع على مدار الفترة الماضية، وهو ما يجب أن يضع بعين الاعتبار خلال العام الجاري"، بحسب أكريميش.
وشددت أكريميش على أن "إيرادات التصوير الأجنبي بالمغرب كانت في طريقها لتحقيق أرقام قياسية بعد أن تخطت 60 مليون دولار عام 2018، فيما تراجعت لأدنى مستوياتها الفترة الماضية".
تأثر عالمي
من ناحيته، قال رئيس مهرجان الرباط الدولي للسينما، عبد الحق منطرش، إن "الحالة التي تأثر بها العالم إثر ما فرضته جائحة كورونا طالت جميع الفعاليات الثقافية وخاصة المهرجانات السينمائية بالمغرب بقدر أكبر".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه "على الرغم من أن الدولة أولت أهمية للمواطن على حساب أي جوانب أخرى، إلا أن المهرجانات تأثرت بدرجة سيئة، خاصة أنها كانت نافذة للتعريف بنواحي عدة تهم المغرب وكذلك للتعرف على جوانب ثقافية أخرى من خلال الأفلام الأجنبية".
وأوضح أن "بعض المهرجانات عملت نسبيا خلال العام 2021، إلا أن الجائحة فرضت الإلغاء الكامل لكافة المهرجانات، وهو ما أثر بدرجة كبيرة على جميع القطاعات منها السينما والمسرح والموسيقى، إذ دخل القطاع في مشكلات ضخمة".
وشدد منطرش على أن "حجم التأثر لا يمكن تداركه سريعا، خاصة أن الفترة امتدت لنحو عامين، مع توقف الإنتاج المغربي، وهو ما انعكس على المنتجين المغاربة، في حين أن نحو 40 فيلما لم يعرضوا حتى الآن".ورغم منع إقامة المهرجانات في المغرب، لم تغب السينما المغربية على السطاحة العالمية، إذ توّج فيلم "علي صوتك"، للمخرج وكاتب السيناريو نبيل عيوش، بجائزة مهرجان "كان" للسينما الإيجابية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تكريم السينمائي الأميركي ريدفورد في مهرجان مراكش الدولي للفيلم
مغنية مغربية تُهدد نعيمة إلياس بسبب مهرجان مراكش الدولي للفيلم