الرباط - المغرب اليوم
تحدّث الممثل عبد الحق بلمجاهد، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، عن حضوره المتذبذب داخل الساحة الفنية في السنوات الأخيرة بقوله إن “الأمر يتعلق بخصوصيات الصناعة التلفزية والسينمائية في المغرب، لأن المجال لا تحكُمه قواعد مضبوطة من حيث الاشتغال”.
وأضاف بلمجاهد، خلال حلوله ضيفاً على برنامج “FBM ـ المواجهة”، أن “عدم اشتغال الممثل بطريقة متواصلة من شأنه أن يجمّد آليات التشخيص لديه”، موردا أن “الممثل يعمل بشكل جيد في بعض السنوات، ثم يغيب نهائيا في مرحلة لاحقة، بالنظر إلى غياب قوانين ضابطة للميدان”.
وأوضح الممثل المغربي، الذي راكم ربع قرن من التجربة الفنية، أن “الصدأ الذي يصيب الآلة المتوقفة عن الاشتغال ينتقل كذلك إلى الممثل، في حين أن الفنان كلما اشتغل في الإنتاجات السينمائية والتلفزية كلّما طوّر أدواته، غير أن الأمر ليس اختيارياً، بل خارجا عن إرادة أبناء الميدان، ذلك أن المسألة تتعلق باختيارات المخرجين والمنتجين”.
وبخصوص تزامن الحضور الفني في بعض الأعمال خلال وقت واحد، يرى المتحدث أن “الأعمال صُورت خلال فترات مختلفة”، ويتعلق الأمر بكل من “شهادة ميلاد” و”سلمات أبو البنات” و”الإرث”، على أساس أن “الأدوار كانت صغيرة في تلك الأعمال؛ ومن ثمة لم تتطلب الكثير من الوقت”.
وتابع الفنان ذاته شارحا: “حقيقة حينما يتعلق الأمر بأدوار بطولة في أعمال كثيرة فإنني أرفض الأمر لأنه مرهق، وهو ما يسلط الضوء على ظاهرة تصوير الأفلام في ظرفية واحدة، لا تتعدى الثلاثة أشهر في السنة، فيما ينبغي أن تكون الدراما التلفزية على طول السنة”.
واستطرد الممثل عينه بأن “تصوير الأفلام التلفزية أصبح مثل ‘المُوسْم’ قبل شهر رمضان، وهي مسألة غير صحية لأنها تفضي إلى خصاص كبير من حيث التقنيين والمبدعين والممثلين، ما يتطلب ضرورة إعادة النظر في السياسة التدبيرية التي تهمّ القطاع”.
وانتقد بلمجاهد “تطفل” مجموعة من الأشخاص على الميدان الفني بالمغرب، خاصة ما يتعلق بالتمثيل والإخراج والسيناريو، اعتباراً للقرابة العائلية أو أجور الاشتغال؛ ومع ذلك سجل “نقلة نوعية في الدراما التلفزية خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ ازدادت الأعمال الدرامية التي يتم إنتاجها بالمقارنة مع السنوات الماضية”.
وبخصوص الغياب عن ميدان السينما، أفاد ضيف البرنامج بأن “السينما يحكمها منطق التجمعات والتكتلات، فكل مخرج له جماعة معينة من الممثلين، رغم أن هذه الممارسات تظل غير موضوعية، ولا تخدم جوهر السينما بالمغرب، بينما نحتاج إلى الجرأة لدى المخرجين في اختيار الممثلين حسب الأدوار المناسبة لهم”.
وعن علاقته بالممثل المسرحي عبد الحق الزروالي تابع الممثل بأنه من معجبيه منذ فترة الطفولة، ثم استرسل: “اقترح عليّ الاشتغال معه في مسرحية فردية أعاد كتابتها لتشمل شخصيات إضافية خلال الموسم الأول من الدعم المسرحي، وقدمنا العمل بشكل جيد، فاكتشفت عالم عبد الحق الزروالي الذي يعد بحقّ مكتبة متنقلة”.
وخلص بلمجاهد إلى أن “المسرح كان يعيش سكتة قلبية في عهد حكومة التناوب، لكن دعم الإنتاج ساهم في إحياء الحركة المسرحية بمختلف ربوع التراب الوطني، منذ 1997 إلى غاية 2021، من خلال تزايد فضاءات المسرح، دون إنكار النقائص التي مازالت تعتري المجال المسرحي”.
قد يهمك ايضاً :
الفنان المغربي مراد بوريقي يطلق أغنية إهداء لمرضى السرطان
المنصات الإلكترونية تجذب كبار النجوم بـ " المسلسلات القصيرة"