الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
الفنانة اللبنانية تالا خليل أثناء تصوير أحد المشاهد في فيلمها الجديد

لندن – زكي شهاب

لم تكن تالة خليل(Tala Calil)، وهي طفلة، لم تتجاوز العشر سنوات، تعرف أن ما قالته عنها جارتهم، ماري أنج في مدينة ميلانو الإيطالية، حيث كانت تعيش مع والدتها، سيكون حقيقة ما ينتظر الفتاة اليانعة، التي خبرت حياتها في عالم الاغتراب منذ نعومة أظفارها.
فالجارةُ الإيطالية تنبأت بأن تالة ستكون صانعةُ أفلام، بعدما لاحظت، كما المحيطين بتلك الطفلة حينذاك، عشقها للأفلام و التمثيل، وهو ما أصبح حقيقة واقعة مع قرب وضع اللمسات الأخيرة لفيلمها الذي سيتم تصوير آخر لقطاته في العاصمة اللبنانية بيروت, في الأسابيع القليلة المقبلة، وستكون بطلته وكاتبة قصته، التي عاشته تفاصيلها شخصياَ.

تالة، التي ولدت لأم دبلوماسية مخضرمة، هي السيدة إنعام عسيران. وأبٌ، هو رجل الأعمال علي رمضان، عاشت عشرين عاما تقريبا، متنقلة في عواصم العالم بعيدة عن وطنها الأم، لأسبابٍ، لا مجال لذكرها الآن. ولطالما كانت تالة تحلم بأن تدخل عالم الإخراج من بابه الواسع. ورغم محاولة الأم ثنيها عن ذلك، ودفعها لاختيار حقل آخر. كان اختيارها دراسة التسويق والعلاقات العامة في جامعة ويستمنستر وسط العاصمة البريطانية، لندن، ما تم التفاهم بشأنه، قبل أن تعود الطامحة إلى ولوج عالم السينما لتتَعلم فن الاخراج السينمائي في جامعة لندن "يو سي أل"، ولتحقَق ما كان يجول في خاطرها وتحلم به منذ زمن.

حين التقيت تالة في مناسبة اجتماعية، قبل أكثر من 8 سنوات. كان كل ما أذكره عشقها عالم الإخراج السينمائي، وشغفها ولووجه،وإن كانت الكتابة قفزت الى مخيلتها بحكم الظروف التي عاشتها، ولم تجد وسيلة للتغلب عليها، إلا بالكتابة عنها والبوح بما يجول في خاطرها.
ولا تشعر تالة بالحرج من الحديث عن ذلك، منذ كانت في سنٍ مبكرة، عندما كانت تؤمن بالتصالح مع ذاتها. وربما الشعور نفسه أقنعها بفكرة التصالح مع والدها، الذي كانت بعيدة عنه، على مدى عقدين من الزمن.

تالة خليل مخرجة سينمائية وكاتبة نص و ممثلة لبنانية

تالة تقول إن ولعها بمشاهدة الأفلام السينمائية، في سن مبكرة كانت تفرضه ظروف حياتها، وعمل والدتها، الذي لم يكن يترك لها الوقت المتاح لمشاهدة الأفلام السينمائية المختلفة، وربما تكرار مشاهدة بعض مما يعجبها لمرات ومَرات.
ومثل هذا الواقع، تضيف تالة، لعب دوراَ أساسيا في تفتح عينيها على ما كانت تتمناه ونجحت في شحذ موهبتها وزاد من تصميمها على دخول هذا المعترك من بابه الواسع.وتقر بأنها لم تكن تفكَر في يوم من الأيام، ولو لحظة، بأن التمثيل سيكون أحد خياراتها، لكن القدر والظروف أملت الاستجابة لما لم يكن في الحسبان.

قصة الفيلم، الذي لعبت تالة الدور الأساسي فيه، كان محوره علاقتها، بوالدها، الذي انقطعت عن رؤيته عقدين من الزمن، والتي كانت كافية ليدور في مخيلتها الكثير من الأفكار. وكانت مناسبة مرضه، في بيروت في العام 2014، وهي بعيدة عنه كل هذه السنوات. ما أشعل عزيمتها على الكتابة عن كل ما اعتراها من مشاعر وأحاسيس، قبل أن تصل إلى قناعة أنه لا بد من اللقاء، ومواجهة الواقع، ولو من باب السعي للتصالح مع حقائق عاشتها كل هذه السنوات. لكن القدر كان بالمرصاد ولم يحصل ما كانت تاله تمني النفس بحصوله. لكن ما عكسه الفيلم، والدور الذي لعبته، كان في الحقيقة، أكثر جرأة مما حصل على أرض الواقع. حين سعت للتوجه إلى بيروت، للتصالح مع ذاتها، ومع والدها، من دون أن يعكس ذلك النية للتسامح مع ما خلّفه الفراق من شؤون وشجون.

كان انتشار جائحة كورونا عالميا يفوق كل تصوَر، وسقوط الضحايا وارتفاع عدد الإصابات، أكثر من طاقة الدول العظمى، بكل إمكاناتها، للتعامل مع فيروس، أدرك العالم، متأخر جسامة خطره. لدرجة أنه لم يوفَر فيها دولة أو زعيماً، في طول العالم وعرضه. وبات التنقل من بين الدول، على درجة من الصعوبة، لم تعهدها الدول. فأغلقت المطارات، و تبعها إغلاق الحدود، الأمر الذي لم يرقَ لممثلة كان قد تم التفاهم معها للعب دور تالة في الفيلم، على تغيير رأيها في اللحظة الأخيرة. فكان أن اعتذرت عن القيام به. ولم تجد المخرجة الإيرانية الأصل تينا غارافي والتي رُشَح أحد أفلامها للفوز بجائزة بافتا البريطانية الشهيرة، سوى الطلب من تالة القيام بالدور. لأنها رأتها أفضل من تقوم به لأكثر من سبب. ليس أهم من ذلك سوى حرص كل من المخرجة وتالة والمنتجين للبدء في التصوير، في المواعيد المحددة لهذه الغاية . كل ذلك وضع تالة في موقف ليس فيه خيار غير القبول بالتمثيل في فيلم حبكت قصته بأصابعها.

ما شهده لبنان من أحداث، كان أهمها تفجير مرفأ بيروت، الذي حصد مئات الضحايا و آلاف الجرحى وخسائر مادية تقدَر بعشرات المليارات من الدولارات الأميركية، و عدم الاستقرار السياسي و الوضع الاقتصادي المتردي والغضب الشعبي العارم على ما ألت اليه الأوضاع في لبنان.كل ذلك لم يترك أمام منتجي الفيلم و المخرجة، إلا باختيار العاصمة البلغارية، صوفيا، للتصوير. حيث تملك الشركة المنتجة استوديوهات مجهزة لهذه الغاية .

منذ اللقاء الأول بين المخرجة تينا وتالة في بداية شهر شباط/فبراير 2020، وما تلاه لاحقا من لقاءات، بدأ العمل الجدي لتحويل النص المكتوب على الورق و المرسوم في مخيلة تالة، إلى حقيقة واقعة، عندما بدأ التصوير للفيلم ينفَذ بعد عام بالتمام و الكمال،أي بداية شهر شباط/فبراير العام 2021.

قد يهمك ايضاً

نجوى كرم تتحدث عن "إكسبو 2020" والظرف الراهن في لبنان

نادين لبكي توجه "رسالة حب" إلى بيروت من مهرجان فينيسيا السينمائي الـ78

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

شيرين عبد الوهاب تواجه 5 عقوبات عقب إحالتها للتحقيق…
أنجلينا جولي وزندايا من بين المكرمين في حفل توزيع…
المهرجان الدولي للفيلم في مراكش يُكرم النجم الأميركي شون…
الأمير مولاي رشيد يترأس حفل عشاء أقامه الملك بمناسبة…
نجوم السينما العربية والعالمية يلتقون بالمهرجان الدولي للفيلم في…

اخر الاخبار

وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة
وزير الخارجية الأميركي يُشيد بالشراكة مع المغرب في مجال…
لفتيت يُبرز مجهودات وزارة الداخلية لمحاربة البطالة ودعم المقاولات…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

مهرجان البحر الأحمر يكشف عن أهم الأفلام العربية المشاركة…
إشادات واسعة بحسين فهمي بعد إعلان موقفه من شركات…
تعرف على الأفلام المشاركة في الدورة 21 للمهرجان الدولي…
انطلاق التصويت لجوائز Joy Awards 2025 ومنافسة قوية بين…
مهرجان القاهرة السينمائي يرفض مشاركة أفلام أجنبية مدرجة في…