الرئيسية » القضايا والأحداث الفنية
لشاعر الراحل الأبنودي

القاهرة – محمود الرفاعي

لم يكن عبد الرحمن الأبنودي مجرد شاعر يكتب قصائد ودواوين، ويطلب من المطربين غنائها، بل انه كان حالة استثنائية في الأغنية المصرية والعربية، فكان المطربين يتزاحمون ويترجون منه أن يوافق على منحهم قصائده لكي يتغنون بها، فمن آلاف القصائد التي كتبها الأبنودي خلال رحلة عمره التي تجاوزت الـ75 عام، تغنى عشرات المطربين بأغنياته، فالعندليب عبد الحليم حافظ تغنى له بحلف بسماها وترابها، وأنا كل ما أقول التوبة، وأحضان الحبايب، كما تغنت الجزائرية وردة بأحباب وتغنت شادية بأغاني آه يا أسمراني اللون وأغاني فيلم شيء من الخوف، وأيضا نجاة التي غنت له وحياتك يا هوي العاشقين التي لحنها حلمي بكر.

ولم يختف الابنودي عن مطربي العصر الحديث فعلى الحجار تغنى له بضحكة المساجين، وهاني شاكر بأغنية يا أم العيون الحزينة، وماجدة الرومي بأغنية جايي من بيروت، أما محمد منير فكان له نصيب الأسد من أغنيات الراحل من يا حمام وبره الشبابيك ويونس وعزيزة وقلبي مايشبهنيش، التي لحنها محمد رحيم، يتحدث الموسيقار حلمي بكر "برحيل عبد الرحمن الابنودي، فقدت الكلمة المصرية عمودا أساسيا من عمدانها وربما يكون العمود الأهم والأكبر، فالأبنودي حالة جميلة عاشتها مصر طيلة السبعين عام الماضية، وبفقدانها ستفقد مصر الكثير والكثير، فأشعاره التي تغني بها كبار المطربين من عبد الحليم حافظ مرورا بشادية ونجاة إلى محمد منير تشكل حال المواطن المصري".

وأضاف " على الدولة أن تهتم بأشعار وكتب وصوتيات الابنودي، وأتمنى أن تطرح الدولة كتب ودواوينه مرة أخرى، إضافة إلى إعادة الأغنيات التي تغنى بها المطربين له.

وعن آخر مكالمة دارت بينهم، بيّن "منذ أيام قليلة دار بيني وبينه مكالمة وحاولت فيها أن اشد من أزره، فقال لي ادعي لي يا حلمي أن يشفيني الله، ولكن رحل عن عالمنا ليقابل ربه، وأدعو الله أن يصبر أسرته، وخاصة ابنتيه نور وآية اللتين كانتا قريبتا منه للغاية".

وعن الابنودي الذي لا يعرف الناس، يصفه بكر" الابنودي إنسان ابن نكته، ربما يظهر أمام الناس بشخصية الشاعر الكبير العظيم، ولكن يستحيل أن نجلس في جلسة سويا إلا أن يلقى علينا عدد من النكات والقصص الطريفة، كما انه قادر على إلقاء قصيدة شعرية في أي وقت دون تجهيز أو تحضير".

وحول الأعمال التي كان يهتم بها، يتابع بكر "شعر الابنودي دائما ما كان يبنى على عاملين أساسيين، أوجاع الناس ثم حب الوطن، فكل الأعمال التي قدمها شعريا ستجدها تدور حول هذين العاملين، فمصر بكل ما فيها من جمال وقبح كان الشاغل الرئيسي في أعماله، حتى يوم ما دخل مجال السيناريو والحوار وقدم سيناريو فيلم شيء من الخوف، الذب أدى بطولته الفنانة شادية ومحمود مرسي، قدم مصر في صورة مختلفة باللهجة الصعيدية"

ويؤكد الملحن محمد رحيم " مات أعظم من كتب الكلمة العربية، فالأبنودي لم يكن مجرد شاعر، إنما كان حالة استثنائية في تاريخ كل من تعاون معه، وهو له فضل كبير علي خلال الفترة التي تعاونت فيها معه خلال أغنيات المطرب الكبير محمد منير حيث قدمنا سويا سلسلة من احلي وانجح الأغنيات مثل يونس التي طرحت بالبوم طعم البيوت وقلبي ما يشبهنيش التي طرحت في البوم يا أهل العرب والطرب".

وأردف "دائما ما كنت اذهب إلى منزله في الاسماعيلية لكي احضر معه أعمالنا وآخر مرة احضر لي أكثر من كتاب يحتوي على أعماله الشعرية، وحينها قمنا باختيار أغنية جديدة بعنوان كلمة مصر، وحاولت مع زوجته الإعلامية نهال كمال أن نجعله يوافق على إلقاء تلك الأغنية بطريقة الإلقاء الشعري، وبالفعل نجحنا في إقناعه واستطعنا أن نسجلها في أستوديو ياسر أنور".

وتابع رحيم "آخر زيارة لي كانت مع محمد منير، حيث ذهبنا لزيارته في المستشفى، ورغم مرضه الشديد إلا انه استقبلنا وجلس وتحدث معنا، بل قمنا بأخذ أكثر من صورة معه بواسطة بناته، فالابنودي لم يشعرك أبدا بمرضه لأنه كان يكره المرض ولا يحبه، دائما ما يشعرك بشبابه المتجدد ورغم تعبه الدائم إلا حينما كنا نعمل على أعمالنا الغنائية كان يحاول دائما إخفاء التعب والإرهاق، لأنه يرى أننا لو تركنا التعب والمرض يدخل جسدنا فلن يخرج منه، أاتذكر جملته الشهيرة أنا بلعب مع المرض، وعلمونا في الصعيد أننا لا نمرض، فالرجل يموت فجأة عندما يأتي موعده، ولكنه لا يمرض، عيب ومش قيمة".

وعن تفاصيل الأوبريت الذي كان من المقرر أن يتم تحضيره لقناة السويس، أوضح رحيم "بالفعل كان هناك تجهيزات لهذا المشروع، ولكن مرضه الأخير وقف كحائل أمام تنفيذه".

أما المطرب هاني شاكر الذي تغنى من أشعار الراحل بيّن أنه "ليس أمامي سوى أن أترحم على الخال الذي حفر اسمه في تاريخ الأغنية المصرية، فوفاة الابنودي ليست بحالة حزن على أسرته الصغيرة ولكن هي حالة حزن بمصر والوطن العربي فهو قامة مثل بيرم التونسي واحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين وآخرين".

وأضاف " تعاملت مع الراحل في أغنية  يا أم العيون حزينة تشبه سما الخريف، وكانت من أحلى وأهم أغنياتي التي قدمتها في مسيرتي الفنية".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مشاهد غير لائقة تتسبب في منعّ عرض فيلم لرانيا…
اهتمام بالإنتاج السينمائي المغربي في مهرجان "موسترا" بالبندقية
البطولة النسائية حاضرة بقوة في موسم دراما رمضان 2025
مدينة سلا تحتضن الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم…
إطلاق اسم الفنانة نيللي على الدورة الأربعين لمهرجان الإسكندرية…

اخر الاخبار

ثلاثة مشاريع مراسيم مهمة على طاولة مجلس الحكومة المغربية…
انطلاق أشغال الاجتماع الوزاري ال11 للتحالف الدولي ضد تنظيم…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة ال 15 لمعرض…
غوتيريش يرفض أي اجتياح برّي للبنان ويؤكد أن قوات…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

الفنانة دنيا سمير غانم تُقرر العودة بقوة للدراما والسينما…
ياسمين عبد العزيز تتضامن مع اللبنانيين برسالة مؤثرة
ظافر العابدين ينافس على جوائز "مهرجان الفيلم العربي"
أمير كرارة يعيش حالة نشاط فني في السينما والدراما

رياضة

الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة

الممثل الفرنسي آلان ديلون أشهر نجوم العالم يرحل بهدوء
شيرين تعتزم مقاضاة روتانا بعد حذف أغانيها الجديدة من…
الموت يغيب الفنان اللبناني سمير شمص عن عمر يناهز…
مهرجان البحر الأحمر السينمائي يفتح باب الانتساب المبكر لدورته…
القبض على شاب عراقي في فيينا بعد إحباط مخطط…