القاهرة - فاطمة علي
فوجئ الجميع بأن الدراما هذا العام وللمرة الأولى تخلو من السياسة والدين في مضمونها، رغم توقع البعض أن تكون معظم مسلسلات رمضان هذا العام تتناول فى موضوعاتها السيسة والدين، خاصة ما شهدته من أحداث خلال الفترة الماضية، مع محاولة من جانب بعض الكتاب التلميح في بعض الأعمال عن بعض السياسة في العمل كخط درامي، ليتسق مع خطوط أخرى وليس كخط درامي أساسي في العمل، وحاول "العرب اليوم" أن يعرف الأسباب الرئيسية لاختفاء هذه الأعمال في التحقيق الآتي:
وفي البداية، أكّدت الناقدة ماجدة خير الله أن اختفاء الاعمال الدرامية السياسية في دراما رمضان هذا العام يرجع الى عدم وضوح المشهد السياسي حتى الان، سواء كان متعلقًا الامر بالثورة او بـ "الاخوان المسلمين او بالرئيس المخلوع مبارك او حتى الاحداث التي شهدها الشارع المصري خلال الفترة الماضية، مما جعل غالب المنتجين يبتعدون عن إنتاج أعمال سياسية هذا العام، لانه ما زال هناك حقائق كثير غائبة، ولفتت خير الله الى أن هناك أعمال سيكون فيها لمحات سياسة مثل مسلسل "صديق العمر"، الذي اعتبرت أن فيه إسقاط ًاعلى الحاضر من خلال علاقة الرئيس بالشعب والرؤساء، وتطرقت الى
اختفاء الاعمال الدينية، والتي ترجع الى االبحث عن مادة جيدة تصلح لأن تقدم للجمهور خاصة في ظل وجود أعمال درامية تعتمد على ظاهرة البلطجة والمخدرات، ورغم الظروف التى يمر بها الانتاج الا انني أطالب المسؤولين بإنتاج أعمال دينية لان المجتمع في حاجة اليها خاصة في تلك الفترة.
من جانبه، أكد الناقد عصام زكريا أن المنتجين أصبحو يلعبون في المضمون من خلال أنتاج أعمال جاذبة للاعلانات، لان هدفهم هو العائد المادي في المقام الاول من دون النظر إلى قيمة العمل المقدم، لذلك فالاتجاة الغالب هو تقديم أعمال تعتمد على ظواهر البلطجة والحارة الشعبية، فهذه النوعية من الاعمال تحقق نسبًا عالية من المشاهدة، وبالتالي فهي جاذبة للاعلانات، أما الابتعاد عن الاعمال السياسية يرجع الى اختلاف الآراء السياسية، والتي من الممكن لو قدمت ستُسبب حالة من التخبط والخسارة لدى صناع العمل، ولفت الى أن انتاج أعمال دينية خلال هذه الفترة غير مربح للمنتج.
أما الناقدة خيرية البشلاوي فأعلنت أن "الجمهور مل من التحدث في السياسة، وبالتالي فلن يتابع أي عمل سياسي، وهذا يرجع الى الاحداث السياسية التي حدثت خلال الفترة الماضية ومزاج المشاهد لا يسمح بتقديم أعمال سياسية، لذلك ففضل المنتجين وصناع العمل الدرامي اللعب في المضمون، وتقديم أعمال درامية وترفيهية، لأنها ستكون جاذبة للجمهور.
ولفَتَت البشلاوي الى أن تقديم أي عمل ديني خلال هذه الفترة لن يجذب الجمهور، بسبب ما سببته جماعة "الاخوان المسلمين" من تشوية للصورة الحقيقية لمفهوم الدين.
من ناحية أخرى، أوضحالناقد طارق الشناوى أن تقديم أعمال سياسية هذه الفترة لن يتقبلها الجمهور لان الاحداث السياسية التي شهدتها مصر لا تزال مضطربة، مما دفع صناع الدراما للابتعاد عن تقديم هذه النوعية من الاعمال، والاتجاه الغالب سيكون للاعمال الاجتماعية والترفيهية فقط، أما في ما يتعلق بالابتعاد عن تقديم الاعمال الدينية فأرجع السبب الى أن مسلسل مثل "الفاروق عمر" نجح نجاحًا كبيرًا لذلك، فالمشاهد لن يتقبل أي عمل دينى يقل عن عمل مثل "عمر".