الرباط - المغرب اليوم
دفع ارتفاع سعر الفائدة من طرف البنك المركزي الأمريكي مصرف “وادي السليكون”، وهو أحد أهم البنوك بأمريكا، إلى الاستثمار أكثر في سندات الخزينة؛ مما خلق أزمة نقد وعجز عن تلبية الطلب الكبير للزبائن.
واضطر البنك إلى طلب الرفع من رأس ماله الأساسي؛ غير أن البنك المركزي الأمريكي تدخل، أمام ارتفاع حجم الطلبات وعدم قدرة بنك “وادي السليكون” على الإيفاء بالتزاماته مع زبائنه، لتدبير شؤون البنك الأخير في انتظار إيجاد حل لهذه الأزمة التي طرأت أخيرا في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من أزمة لم يعشها منذ 40 عاما.
رشيد ساري، محلل اقتصادي، قال إن هناك، إلى حدود الآن، 4 بنوك أمريكية فقدت ما قيمته 52 مليار دولار، على الرغم من تصريحات وزيرة الخزينة الأمريكية لطمأنة الرأي العام وحديثها عن أن ما وقع محدود جدا وأن النظام المالي والمصرفي الأمريكي قوي.
كما أضاف ساري أن التضخم، من جهة، والأزمات المتلاحقة التي يعيشها الاقتصاد الأمريكي، من جهة ثانية، ربما يعجلان بإفلاس مجموعة من البنوك الأمريكية وربما يمتد إلى دول أخرى، مشيرا إلى ما شهدته مجموعة من البنوك ليل الجمعة من تأثر سلبي في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وسويسرا.
وتوقع الباحث في الاقتصاد أن يعيش العالم أزمة أعمق من التي عاشها سنة 2008، بسبب تداعيات الحرب من جهة وكذلك مخلفات جائحة كورونا التي ما زالت تنخر الجسد الاقتصادي والاجتماعي للعالم من جهة ثانية.
وجوابا عن سؤال هسبريس بخصوص امتداد تداعيات الأزمة للمغرب، قال ساري إن “المغرب يظل بعيدا عن هذه التداعيات بحكم عدم خضوعه لنفس النمط النقدي والمالي، خاصة أن النظام المصرفي والمالي متحكم فيه ولا نخضع لنفس القواعد”.
جدير بالذكر أن بنك “وادي السليكون” يحتل الرتبة الـ16 على مستوى الولايات المتحدة ويبلغ حجم ما يتوفر عليه من ممتلكات 209 مليارات دولار، وجل تعاملاته مع زبائن مقاولات ناشئة مختصين في ميدان التكنولوجيا.
والمعاملات في هذا القطاع، يوضح المحلل الاقتصادي رشيد ساري، كانت يحقق هوامش ربح مهمة وفائض سيولة كبيرا جدا، خاصة في فترة جائحة كورونا، إلا أنه يعاني حاليا من أزمات متلاحقة.
قد يهمك أيضاً :