الرباط - المغرب اليوم
كانت مدينة الجديدة، الثلاثاء، على موعد مع حدث افتتاح أول محطة شمسية بالمصنع المحلي لشركة “نستله المغرب” المتخصصة في منتجات القهوة والحليب، ستُولد 1.7 جيغاواط من الطاقة الكهربائية في السنة الواحدة، فيما ستحدّ من انبعاث أكثر من مليون كيلوغرام من ثنائي أوكسيد الكربون بصفة سنوية.المحطة الشمسية الأولى من نوعها بمدينة الجديدة ستساعد الشركة السويسرية على تحقيق التزامها المتعلق بتخفيض الانبعاثات الناجمة عن عمليات الإنتاج بمقدار النصف بحلول سنة 2030، حتى تبلغ الهدف المنشود المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات يصل إلى نسبة الصفر في أفق سنة 2050.ورصدت الشركة ميزانية مالية قدرها 12 مليون درهم مغربي من أجل تشييد المحطة الشمسية، المكونة من 2600 لوح شمسي كهروضوئي على مساحة 7000 متر مربع، بتعاون مع شركة “Qair” الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة، ما يجعل من مصنع “نستله المغرب” ثالث مصانع الشركة العالمية التي تشتغل بالطاقة الشمسية في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بعد دبي والأردن.وينتج مصنع “نستله” بالجديدة، الذي تأسس عام 1992، علامتي “نيدو” و”نسكافيه”، بما في ذلك مسحوق الحليب كامل الدسم المدعَم، وحليب النمو والقهوة. وتلبي هذه المنتجات معايير السلامة والجودة الأكثر صرامة، إذ حصل المصنع على العديد من الشهادات في مجال إدارة السلامة الغذائية وإدارة الجودة والبيئية، فضلا عن صفر نفايات للصرف.ويتخذ مصنع الجديدة أيضا مجموعة من الإجراءات العلمية الرامية إلى الحفاظ على البيئة، بينها التحول نحو استعمال غاز البترول المسال كوقود؛ ما سيُمكن من الحد من انبعاث ثنائي أكسيد الكربون بأكثر من 3.7 ملايين كيلوغرام في السنة.
في هذا الصدد قالت إيمان زاوي، مديرة الأعمال العامة لشركة “نستله المغرب”، إن “جميع الأطراف فخورة بتدشين أول محطة شمسية للطاقات المتجددة بمدينة الجديدة، إذ يعمل مصنع نستله على استهلاك مائة بالمائة من الطاقات المتجددة في أفق 2025، وإحقاق صافي انبعاثات يبلغ الصفر بحلول عام 2050”.وأضافت زاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المصنع الجديد يعكس الالتزام العالمي للشركة على الصعيد البيئي، في أفق تعميم التجربة بجميع بلدان العالم”، ثم زادت مستدركة: “المشروع الممتد على مساحة 7000 متر مربع كلّف 12 مليون درهم”.وأفاد ريمي عجل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “نستله” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن “منتجات الشركة تحترم المعايير الصحية الموصى بها عالمياً، وتستجيب أيضا للمعايير البيئية التي صارت محل اهتمام دولي متزايد”.وأوضح المسؤول عينه أن “المصنع يساهم بشكل مباشر في الجهود الوطنية المبذولة من أجل تحقيق التنمية المستدامة بالمملكة المغربية، من خلال استخدام الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة بنسبة مائة في المائة بحلول عام 2025”.وبعدما أثنى على تعاون السلطات المحلية أثناء تشييد المشروع، أشار المتحدث إلى أن “الشركة تواصل رفع معدلات الاستثمار بالمغرب طيلة السنوات الماضية، بالموازاة مع الاستثمار في الرأسمال البشري، والحرص الصارم على ضمان السلامة الغذائية”.من جانبه، أبرز عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، أن “المصنع المحلي بمدينة الجديدة يعد نموذجا متميزا في ما يتعلق باستهلاك الطاقات النظيفة والمتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية على وجه التحديد، وذلك بشراكة مع وزارة الصناعة”.وأكد الرباح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب يسعى إلى تعميم الطاقات النظيفة على مختلف ربوع التراب الوطني بهدف خفض تكلفة الإنتاج من جهة، بالنظر إلى أن كلفة الطاقة تشكل 30 بالمائة من الكلفة العامة الإنتاج في بعض الأحايين، واحترام الجوانب البيئية من جهة ثانية، من خلال تخفيض الانبعاثات الغازية”.وأورد الوزير المغربي أن “الاستثمار في الطاقات المتجددة من شأنه خلق أنشطة اقتصادية تندرج ضمن ما تسمى الخدمات الطاقية، على أساس أن مئات الشركات المتوسطة والصغرى باتت تشتغل في مجال الألواح الشمسية، ومن ثمّ تشجيع الصناعة الطاقية عبر تشييد مصانع مخصصة لهذا الغرض بالبلاد”.
قد يهمك ايضا :
الصين واليابان تخططان لقيادة صناعة الخلايا الشمسية في العالم
اليابان تتمكّن من تقليص حجم النفايات وتستخدمها لتوليد الطاقة