الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
ميناء طنجة المغربي

الرباط -المغرب اليوم

يوما بعد يوم، يرسخ ميناء طنجة المتوسط" شمالي المغرب مكانته على خريطة الموانئ الاستراتجية في المنطقة، الأمر الذي بات يثير قلق الموانئ الإسبانية التي تتقاسم معه مياه البحر الأبيض.وظهر قلق مدريد في تقرير نشرته جريدة "إيه بي سي" (ABC) الإسبانية، قالت فيه صراحة إن ميناء طنجة المتوسط يشكل تهديدا خطيرا لموانئ الشحن الإسبانية، وعزت ذلك إلى "محافظته على مسار نمو لا يمكن إيقافه".

ونقلت الجريدة عن رئيس هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء جيراردو لاندالوس، دعوته إسبانيا والاتحاد الأوروبي إلى دعم وحماية موانئ إعادة الشحن الإسبانية، في ظل المنافسة الشرسة من قبل موانئ في دول الجوار، مشيرا إلى أن ميناء طنجة يعتبر "مسألة دولة" بالنسبة للمغرب، على غرار ميناء للسينيس البرتغالي.

وقبلها أشارت صحيفتا "إلبايس" و"إلكونفيدينثيال" الإسبانيتان إلى المنافسة الشرسة التي يشكلها الميناء المغربي بالنسبة لموانئ الجارة الشمالية، خاصة ميناء الجزيرة الخضراء، متطرقة إلى انعكاسات ذلك على الفرص التجارية وحركة النقل الدولية في مضيق جبل طارق.ويقع ميناء طنجة المتوسط أو "طنجة ميد" الذي يضم مساحة اقتصادية تفوق 200 هكتار، في موقع استراتجي قبالة مضيق جبل طارق، ويحوز لوحده 95 بالمئة من المبادلات التجارية للمغرب مع دول العالم.

مشروع ضخم

ويعتبر ميناء طنجة المتوسط من بين أضخم المشاريع الاقتصادية التي أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على إطلاقها.ويعول المغرب من خلاله على استقطاب الاستثمارات، مراهنا على موقعه الجغرافي المطل على أوروبا وعلى الامتيازات الضربية والجمركية التي توفرها المناطق الحرة، إلى جانب انخفاض كلفة اليد العاملة.

وفي فبراير 2003، أعطى العاهل المغربي إشارة انطلاقة الميناء الضخم، وقال في خطاب آنذاك: "ها نحن نقدم اليوم بعون الله وتوفيقه على إعطاء الانطلاقة لمشروع من أضخم المشاريع الاقتصادية في تاريخ بلادنا. إنه الميناء الجديد لطنجة المتوسط الذي نعتبره حجر الزاوية لمركب ضخم مينائي ولوجستي، صناعي وتجاري وسياحي".وبعد سنوات من إطلاق المشروع الضخم وإعادة توسيعه وتأهيله عام 2019، تمكن الميناء من تحقيق نتائج مذهلة ومتسارعة، تؤكدها حصيلة نشاطه السنوي الذي يشهد نموا متواصلا.وبفضل ذلك، احتل الميناء المغربي المرتبة رقم 35 من أصل 120 ميناء عالميا في تدبير ومعالجة الحاويات خلال عام 2019، ضمن تصنيف "لوديز ليست" التي تعد من بين أهم المراجع العالمية في ترتيب الموانئ.

منافسة مغربية إسبانية

وبفضل بنيته التحتية وقدرته الاستيعابية، أضحى طنجة المتوسط، أول منشأة مينائية في حوض البحر الأبيض المتوسط في مجال معالجة الحاويات والبضائع سنة 2020، متجاوزا ميناءي فالنسيا والجزيرة الخضراء الإسبانيين.وبلغ نشاط المعالجة في طنجة المتوسط 5.7 مليون حاوية، فيما حقق ميناء فالنسيا 5.4 مليون مقابل 5.1 مليون لميناء الجزيرة الخضراء.

وسجل رواج البضائع السائبة الصلبة ما يفوق 303 أطنان خلال عام 2020، بارتفاع بلغ 18 بالمئة مقارنة مع سنة 2019، وذلك خاصة بفضل نقل لفائف الصلب وشفرات توربينات الطاقة الريحية والحبوب.ويتفوق ميناء طنجة المتوسط من حيث البنى التحتية على الموانئ الإسبانية المجاورة، وخصوصا على صعيد شبكة السكك الحديدة.

ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس بالرباط عمر الكتاني، إن إسبانيا كانت تهيمن على النشاط التجاري في المتوسط عبر ميناء الجزيرة الخضراء، قبل أن يدخل ميناء طنجة حيز الخدمة و يشكل منافسا جديا.

ويضيف في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن "التحدي الرئيسي يتجلى في الحفاظ على وتيرة النمو التي يحققها الميناء، عبر مسايرة التطور التكنولوجي واللوجيستي، وتعزيز قدراته التنافسية بشكل متواصل ومستدام لجدب المزيد من المستثمرين".ويشدد على أهمية تنويع المغرب لشراكاته التجارية، بهدف تعزيز موقعه على المستوى الدولي، وعلى ضرورة استثمار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لتطوير المبادلات التجارية، وتحويل طنجة المتوسط إلى بوابة للتجارة بين القارات.

ملتقى طرق قاري ودولي

وتربط ميناء طنجة المتوسط شراكات تجارية بأكثر من 180 ميناء عالمي، حسب بيانات رسمية.

ويمثل الميناء المغربي قطبا صناعيا لأكثر من 1100 شركة عالمية تنشط في مجالات مختلفة، مثل صناعة السيارات والطائرات والنسيج واللوجستيك والخدمات، بمعاملات تفوق 5 مليارات يورو.

وكان مدير ميناء طنجة المتوسط رشيد الهواري، قد أكد أن دول غرب إفريقيا تشكل أكبر سوق للميناء الأكبر على مستوى القارة، بحصة قدرها 40 بالمئة.ويقول الكتاني إن ميناء طنجة المتوسط "لديه العديد من المواصفات التي تؤهله للعب دور محوري في التجارة العالمية، في مقدمتها موقعه الاستراتيجي بين واجهتي المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، وعلى بوابة مضيق جبل طارق، وقدرته على استيعاب أكبر البواخر التجارية، مما يجعل منه قطبا للتبادل عبر شبكة المبادلات الدولية بين أوروبا وآسيا والأميركيتين وإفريقيا".

ويضيف أن "وجود مثل هذا الميناء الضخم في المغرب كان من العوامل التي ساهمت في تشجيع المستثمرين الأجانب على توطين استثماراتهم بالمملكة خاصة في مناطق الشمال، التي احتضنت مشاريع مهمة من قبيل صناعة السيارات".ويتابع الكتاني: "ميناء طنجة لعب دورا محوريا في النواحي اللوجستية والصناعية، إلى جانب إحداثه منصة لوجستية لتصدير السيارات المصنعة في المغرب".ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن المغرب مقبل على تشييد المزيد من الموانئ الضخمة، من أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي، وجنوب المملكة، وميناء الناظور غرب المتوسط، في أفق تعزيز دوره كملتقى طرق اقتصادي قاري ودولي.

قد يهمك ايضا:

مشروع قانون مالية 2022 يتوقع نمواً اقتصادياً يناهز 3,2 % في المغرب

ارتفاع مبيعات الإسمنت المغربي بنسبة 17,73 في المائة حتى متم يوليو 2021

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

اللجنة الوطنية للاستثمارات برئاسة أخنوش تُصادق على 56 مشروعاً…
مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون يتعلق بإصلاح…
أبرز 7 دول عربية إنفاقاً على مشروعات البنية التحتية…
وزير الصناعة المغربي يكشف عن قيام وزارته بمراقبة الصفقات…
أخنوش يؤكد أهمية وضع استراتيجية جديدة تجمع المغرب بالبنك…

اخر الاخبار

إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…
وزير الداخلية المغربي يؤكد الاهتمام الذي يوليه الملك محمد…
وفد برلماني شيلي يشيد بدينامية المشاريع التنموية بمدينة الداخلة

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري
أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
أحمد السقا يكشف عن مفاجأة حول ترشحه لبطولة فيلم…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة
المغرب يُنتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في أفريقيا

الأخبار الأكثر قراءة

لقجع يُؤكد أن أسعار أدوية في المغرب تضاعف نظيرتها…
عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في…
بنك المغرب يُفيد بأن احتياجات السيولة لدى البنوك بلغت…
البنوك المغربية تُواجه تحديات متزايدة مع الاتحاد الأوروبي لتشديد…
نشوة الانتخابات تضع إنفيديا على رأس الشركات الأكثر قيمة…