الرباط - المغرب اليوم
قدمت جمعية مهندسي المدرسة المحمدية تقريرا عن رؤيتها للنموذج التنموي الجديد، يتضمن مقترحين لمشروعين لتسريع التنمية الوطنية، مؤكدة أن السياق الحالي لأزمة كوفيد 19 أعطى مزيدا من الأهمية لهذا التفكير العميق والموسع حول النموذج التنموي الوطني.ودعا التقرير الذي تم عرضه على اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، إلى تطوير النظام الوطني لتكوين المهندسين، عبر إنشاء أقطاب تكنولوجية جهوية، تشكل كذلك دعامة جديدة وفعالة لأنشطة البحث والتطوير والابتكار، ووضع نظام جديد لحكامة المشاريع والبرامج الـتــنموية الوطنية، يضمن التنسيق بينها وكذلك تتبعها وتسييرها وفق آليات تقوي مردودها ونجاعتها.
وفي ما يتعلق بالأقطاب التكنولوجية الإقليمية، تحدث التقرير عن ضرورة جعل الهندسة المغربية رافعة لتنافسية الاقتصاد الوطني، وتنفيذ وتطوير البحث والتطوير التطبيقي المرتبط بالمناطق، مع إنشاء أرض خصبة للابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال، ودعم ظهور الجهات الاقتصادية الوطنية الفاعلة، ثم تقديم الدعم التكنولوجي للهيكلة الإقليمية، والمساهمة في التأثير الإفريقي للمملكة.
وفي ما يرتبط بحوكمة البرامج والمشاريع العامة قال التقرير إن دعم الدولة للمشاريع والإستراتيجيات التنموية المختلفة في المملكة أدى إلى نمو كبير ومستدام في الاستثمار العام (حوالي 200 مليار درهم عام 2020)، موضحا أن هذا الوضع يعطي كفاءة الاستثمار العام بعدا إستراتيجيا.
وتقترح الجمعية نظاما جديدا للحوكمة للمشاريع والبرامج العامة، جزء منه يعتمد على تجارب ناجحة من عدة دول حول العالم، ويستند إلى أربعة محاور، وتتعلق المحاور الأربعة التي جاء التقرير على ذكرها بالمراقبة الإستراتيجية للمشروعات الكبرى والإستراتيجيات العامة، بهدف التوجيه والتنسيق والتحكيم، ووضع الدولة مكتب إدارة المشاريع الذي يقوم بدعم المسؤولين عن المشاريع العامة، مع القيام بدور المستشار ونشر الممارسات الجيدة، ثم اعتماد معيار وطني لإدارة المشاريع، قادر على تأطير أدوات وقواعد إدارتها، وبالتالي تحسين كفاءتها؛ فيما يتعلق المحور الأخير بمواءمة الأنظمة واللوائح التي تحكم إدارة الاستثمارات والإستراتيجيات العامة مع نظام القيم المشتركة الذي يفهمه الجميع.
وتقول الجمعية إنها اعتمدت على نهج مبني على مبدأين؛ يهم الأول توجيه مساهمتها في موضوعات تتماشى مع خصوصيتها كتجمع كبير من المهندسين والأطر العليا، والثاني يرتبط بتبني مقاربة تشاركية موسعة، مؤكدة أنها فتحت مجال التعبير لأكبر عدد من أعضائها.
ويذكر أن عابد شاكار، رئيس الجمعية، وخلال اجتماع لتقديم التقرير تحدث عن السياق الحالي لأزمة كوفيد 19، قائلا إنه أعطى مزيدا من الأهمية لهذا التفكير العميق والموسع حول النموذج التنموي الوطني، وزاد: "ذلك أن الانخراط القوي للمغرب في هذا المشروع، حتى قبل اندلاع هذه الأزمة متعددة الأبعاد، سيمـكن من تحليل أفضل لمعطياتها وإدماج دروسها في إطار من التفكير أكثر شمولية وبعد نظر".
قد يهمك ايضا
رياض " سنترال مدينة " جمالية الهندسة المغربية والإقامة التقليدية بين أحضان مراكش
رياض "المزوار" لمسة من الثقافة المغربية المميزة في مدينة مراكش