واشنطن - المغرب اليوم
شدد مختص في أسواق النفط على ضرورة تشجيع وزيادة الاستثمار في قطاع النفط التقليدي، حتى يتمكن من مواجهة الصعاب التي أفرزها التوجه الأميركي لزيادة إنتاج الزيت الصخري، من أجل بلوغ نقطة التوازن واستقرار السوق العالمية والوصول إلى السعر العادل.
وقال الدكتور أنس الحجي، المختص في أسواق النفط المدير الشريك في "إنريجي أوتلوك أدفايزرز" في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية، لـ"الشرق الأوسط": "رغم التعاون الحالي بين أوبك وروسيا لرفع أسعار النفط والغاز، فإن هناك شعورا بوجود نقص في مجال الاستثمار في قطاع النفط التقليدي، يحتم إيجاد سبل كفيلة، تعظم هذا الجانب".
وأضاف الحجي: "هناك حاجة ماسة لإيجاد نقطة توازن في سوق النفط العالمية، للحصول على أفضل الأسعار مع الحفاظ على معادلة معقولة من الطلب والعرض، وهذا لم نره الآن بسبب وجود النفط الصخري والتوجه للاستثمار فيه، وانخفاض الأسعار عامي 2015 و2016. وأوضح أن موضوع الاستثمار يؤثر على المدى الطويل".
ونوّه بأن ما غلب على أجواء الندوة الثامنة لوكالة الطاقة الدولية، التي نظمها منتدى الطاقة العالمي واختتمت أعمالها أمس، هو التخوف من انخفاض الاستثمار في قطاع النفط التقليدي، وبالتالي حدوث أزمة إمدادات ضخمة جدا في سوق النفط العالمية. ولفت إلى أن المشكلة في زيادة الزيت الصخري، تكمن في أنه ليست له علاقة بالحكومة الأميركية نهائياً، بقدر ما يرتبط بمصالح القطاع الخاص الذي ينتجه في أميركا، لأنه يبحث عن تحقيق أرباح معينة وعندما يجد المناخ المناسب لتحقيق ذلك لن يتوانى عن الحصول عليه.
وأوضح أن السوق العالمية كشفت أن نقاط الفرق أو نسبة استهلاك النفط الصخري من الاستهلاك العام من النفط بقيت خفيفة، ولذلك فإن الاستثمارات يتحتم أن تتجه للنفط التقليدي عموما لتحقيق التوازن، غير أن الاستثمارات انحرفت نحو النفط الصخري، بسبب توفر المعلومات التقنية والجيولويجية وإمكان الحصول على المعلومات كافة لمعرفة مكانه وكميته وفي أي طبقة.
وأشار إلى وفرة الخبرات الكافية والحفارات الحديثة والأموال الكبيرة للزيت الصخري، في ظل وجود تكنولوجيا عالية لإنتاجه، في وقت يعاني فيه النفط التقليدي من بؤر الصراع وعدم الاستقرار السياسي. ومع ذلك فنّد الحجي، توقعات وكالة الطاقة الدولية، بنمو كبير جدا في النفط الصخري يتجاوز مليون برميل يوميا لعام 2025، ثم تغطية الطلب على النفط، بحجة زيادة عدد السكان والفقراء المحتاجين للطاقة وبالتالي نقص الإمدادات.
ووصف الحجي توقعات الوكالة، بأنها غير صحيحة على الإطلاق، بسبب أنه خفيف جدا، وأن المصافي لا ترغبه، مؤكدا أن النفط الصخري لن يفي بالاحتياجات ولا السيارات الكهربائية ستغنيهم عن النفط التقليدي.
ويُذكر أن الموضوع الرئيسي لمحادثات الندوة الثامنة لوكالة الطاقة الدولية، التي نظمها منتدى الطاقة العالمي في الرياض، كان حول مستقبل الطاقة وبدائلها في العالم والجهود المبذولة، للمحافظة على التحسن المستمر في أسواق البترول وتعافي الأسعار وعودة الأسواق لطبيعتها، والتنسيق في مجال السياسات الدولية الخاصة بالتغير المناخي والطاقة. وشددت الندوة على ضرورة، تحجيم الآثار السلبية على السوق البترولية على المدى المتوسط والبعيد، وعلى تقليص منابع الاستثمار الحيوية في البنية التحتية والتقنيات الخاصة بالمواد الهيدروكربونية النظيفة عموما.