الرباط ـ سهام أحمد
ترأس العاهل المغربي، الملك محمد السادس، حفلة توقيع اتفاقيتي تعاون مع نيجيريا، أولهما مشروع أنبوب الغاز الطبيعي بين البلدين، والثانية بين جمعية منتجي وموزعي الأسمدة النيجيرية، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفات المغربية، من أجل تقوية ودعم إنتاج وتوزيع الأسمدة في نيجيريا.ووقعت الاتفاقية الأولى المديرة العامة للمكتب الوطني للمحروقات والمعادن في المغرب، أمينة بن خضرة، والمدير التنفيذي العام للشركة الوطنية النيجيرية للبترول، مايكنتي كاكالا بارو، فيما وقع الاتفاقية الثانية رئيس جمعية منتجي وموزعي الأسمدة في نيجيريا، توماس إتو، والمدير التنفيذي لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات المغربية، مصطفى التراب.
وحضر حفلة توقيع الاتفاقيتين القائم بأعمال سفارة الإمارات في المغرب، أحمد علي سيف المحيربي، والرئيس التنفيذي لشركة "آبار" العقارية، المهندس سعيد محمد المحيربي. ويذكر أن المغرب ونيجيريا أعلنتا إطلاق مشروع لإنجاز خط إقليمي لأنابيب الغاز، يربط نيجيريا بمجموعة من بلدان غرب أفريقيا والمغرب، وذلك خلال زيارة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لنيجيريا، في الثالث من ديسمبر / كانون الأول الماضي، ولقائه بالرئيس النيجيري، محمدو بخاري، في القصر الرئاسي في أبوجا.
ويمر خط الأنابيب، الذي من المتوقع أن يكون له تأثير مباشر على نحو 300 مليون نسمة، من دول بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، بطول نحو أربعة آلاف كيلومتر. وشهد القصر الملكي، في الرباط، مساء الإثنين، توقيع اتفاقية التعاون من أجل بدء الخطوات التنفيذية للمشروع، حيث سيتم تصميم خط الأنابيب بمشاركة جميع الأطراف المعنية، بهدف تسريع مشاريع الكهرباء في المنطقة بكاملها، مشكلاً بذلك أساسًا لإحداث سوق إقليمي تنافسي للكهرباء، يمكن أن يتم ربطه بالسوق الأوروبي للطاقة.
وشارك في حفلة التوقيع رئيس الحكومة المغربية، ورئيس مجلس النواب، ومستشارو الملك، وأعضاء الحكومة، وممثلو أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وأعضاء الهيئة الدبلوماسية المعتمدة في الرباط. وقال وزير الخارجية النيجيري، جيوفري أونياما، إن زيارة العاهل المغربي لنيجيريا أثمرت عن عمل الجانبين معًا لتقوية مجالات التعاون في قطاعات عدة، من
بينها الزراعة والبنية التحتية والغاز.
وأكد أن مشروع أنبوب الغاز مهم جدًا بالنسبة لنيجيريا، التي تملك أكبر احتياطي مثبت من الغاز في أفريقيا، وسابع احتياطي في العالم، مشيرًا إلى أنه، في مجال الأسمدة، تمت الاستفادة من الفوسفات المنتج في المغرب لإحياء معامل الأسمدة النيجيرية، التي كانت مهجورة، ما أوجد المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
وأوضح وزير الخارجية النيجيري أن التعاون بين البلدين في مجال الأسمدة يهدف إلى توفير أسمدة جيدة للمزارعين في نيجيريا، في بداية الموسم الزراعي، وتقوية الموارد الطبيعية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، منوهًا بتطوير أقطاب صناعية مندمجة في قطاعات مثل الصناعة والزراعة ومجال
الأسمدة.
ومن جهته، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب، ناصر بوريطة، إن توقيع اتفاقية التعاون بشأن مشروع أنبوب الغاز، بين المغرب ونيجيريا، يعني بدء التعاون بخصوص الدراسات الفعلية للمشروع الذي سيكون له وقع إيجابي على منطقة غرب أفريقيا، ويستفيد منه ثلاثة ملايين شخص،
محددًا عددًا من القطاعات التي ستستفيد من أنبوب الغاز، وهي التنمية الصناعية والزراعة وتوليد الكهرباء والصحة والسياحة، وعدد من القطاعات الأخرى.
واستعرض مدير الشركة الوطنية النيجيرية للبترول، فاروق سعيد جاريجا، مشروع خط الأنابيب، معلنًا أنه من المقرر الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع خلال عام، بحيث يكون تمويل دراسة الجدوى مناصفة بين البلدين. كما تقرر إنشاء مجلس لإدارى المشروع يجتمع مرة واحدة كل شهر، في السنة الأولى من عمر المشروع، ثم يجتمع مرة كل ثلاثة أشهر في العام التالي، فضلاً عن جهاز للتنسيق الثنائي مكلف بمتابعة هذا المشروع، والمصادقة على الموازنة.
وذكر رئيس جمعية منتجي وموزعي الأسمدة في نيجيريا، توماس إتو، أن توقيع اتفاقية التعاون سينقل مشروع إنتاج الأسمدة الزراعية إلى مرحلة ثانية، حيث بدأ الإنتاج بنحو طن واحد من الأسمدة الفوسفاتية، ستتم مضاعفتها خلال العام الجاري، في حين أن حجم الاحتياج الفعلي من الأسمدة حاليًا يبلغ ثمانية ملايين طن سنويًا، متوقعًا أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع ستة ملايين طن في عام 2020.