مراكش - جميلة عمر
أشرف الملك محمد السادس، مرفوقًا بالأمير مولاي رشيد والأمير مولاي إسماعيل، وبحضور نائب رئيس جمهورية كوت ديفوار، دانييل كابلان دانكان، الإثنين في أبيدجان، على تدشين مركز التكوين المهني متعدد التخصصات "محمد السادس" في يوبوغون، حيث أعطى الملك انطلاقة أعمال بناء داخلية في المركز.
ويعكس هذا المشروع، الذي تطلب استثمارات بقيمة 70 مليون درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك للشباب ولتكوين وتأهيل العنصر البشري، الذي يعد حجر الزاوية لأي مشروع تنموي، وكذا إرادته مواكبة كوت ديفوار الشقيقة في زخمها التنموي، عبر تعزيز فرص تشغيل الشباب والنهوض باندماجهم السوسيو –مهني، ويطمح هذا المشروع، الذي كان الملك قد أعطى انطلاقة أعمال إنجازه في يونيو 2015، إلى تمكين قطاع البناء والأشغال العمومية وكذا السياحة والفندقة والمطعمة من موارد بشرية مؤهلة.
ويوفر المركز الذي أنشئ على مساحة تناهز 3 هكتارات، 5800 مترًا مربعًا منها مغطاة، تكوينات في 12 تخصصًا بقطاع البناء والأشغال العمومية و9 تخصصات في قطاع السياحة، وله طاقة استيعابية تسع لـ1000 متدرب في العام، ويضم مركز التكوين المهني متعدد التخصصات "محمد السادس" في يوبوغون قطبًا لـ"الفندقة والسياحة والمطعمة"، يشتمل على فضاء للاستقبال، وصالون بيداغوجي، ومطعم بيداغوجي، ومطبخ بيدغوجي، وورشات لصناعة الحلويات والشكولاتة ومخبزة، وفندق بيداغوجي، وقاعات للمعلوميات.
ويضم المركز قطبًا خاصًا بـ"البناء والأشغال العمومية"، يشتمل على ورشات للترصيص وكهرباء وصباغة البنايات، ونجارة الخشب والألومنيوم، وأشغال البناء، والتبليط، وصناعة قوالب الجبس، وكذا مختبر للهندسة المدنية، وقاعات للدروس ورسم البناء، ويعد المركز الجديد ثمرة شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم التقني والتكوين المهني الإيفوارية، ومؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي يؤمن المساعدة التقنية وهندسة التكوينات وتكوين المكونين.
وستمكن داخلية مركز التكوين المهني متعدد التخصصات "محمد السادس" بيوبوغون، والتي أعطى الملك انطلاقة أشغال بنائها هذا اليوم، متدربي المركز من متابعة تكوينهم في أفضل الظروف، وستشتمل الداخلية المزمع بناؤها، والتي تتطلب غلافًا ماليًا بقيمة 22 مليون درهم "نحو 32ر1 مليار فرنك أفريقي"، على 30 غرفة من أربعة أسرة، وغرفتين انفراديتين للأشخاص ذوي الحركة المحدودة، ومطعم من 120 مقعدًا، ومطبخ وغرفة غسيل، وصالة للتلاميذ.
وتعكس مختلف هذه المشاريع التي تعد تجسيدًا بليغًا لتعاون جنوب -جنوب ناجح، العزم الراسخ للمغرب على مصاحبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها جمهورية كوت ديفوار، وكذا الرغبة والالتزام القويين للمملكة حيال تنويع مجالات التعاون، وتقاسم الخبرة التي راكمتها في القطاعات المحدثة للثروة وفرص الشغل، والمساهمة في تنمية ورفاهية المواطن الأفريقي.