الرباط_ المغرب اليوم
دعت دراسة صادرة عن المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين المغرب إلى تكثيف عمليات البحث والتنقيب على المعادن الإستراتيجية لمواكبة الركب العالمي، باعتبارها محور الرهانات الإستراتيجية الكبرى في الألفية الثالثة.
وتستهدف المنظمة، التابعة لجامعة الدول العربية ويوجد مقرها في الرباط، من خلال دراستها المعنونة “المعادن الإستراتيجية في الدول العربية” الصادرة الأسبوع الجاري، أصحاب القرار والمختصين والعاملين بقطاع التعدين في الدول العربية.
وحسب الدراسة، يحظى المغرب ببيئات جيولية متنوعة تتوفر فيها العناصر الأرضية النادرة؛ مثل الصخور النارية القلوية، وصخور الكربوناتيت، والبجماتيت، والتي توجد في مناطق آغراخا وأوهفريت وآوارك نواحي أوسرد.
وفي جبال الأطلس العليا جنوب مدينة ميدلت، أشارت الدراسة إلى انتشار الأتربة النادرة ضمن تكوينات الكربوناتيت على شكل شعتي أو شكل عروق بجماتيتية في صخور النيفلين سيانيت ضمن مجمع معروف باسم “Tamazert Complex”.
وبخصوص معدن الكوبالت، ذكرت الدراسة أن المغرب يعتبر الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنتجة للكوبالت، حيث يعد منجم بوازار نواحي ورززات واحدا من أقدم وأكبر مناجم الكوبالت في المغرب بدأ الاستخراج منه سنة 1993.
وبناء على بيانات هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، فإن إنتاج الكوبالت في المغرب وصل سنة 2018 إلى 2300 من الأطنان، وقدر نسبة الإنتاج المغربي بحوالي 2 في المائة من الإنتاج العالمي الذي بلغ في السنة نفسها حوالي 140 ألف طن.
أما فيما يتعلق بمعدن الأنديوم، فقد كشفت الدراسة أن الرواسب الكبريتيدية البركانية الكتلية، وهي إحدى المصادر الحاملة لعنصر الأنديوم، تنتشر في العديد من المواقع بالمغرب؛ منها منطقة كتارا القريبة من طريق مراكش- آسفي ومنطقة هجار جنوب مراكش.
وقال عادل الصقر، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، في تقديم للدراسة، إن “استغلال المعادن يمثل أحد الروافد الاستثمارية الواعدة التي ستساهم في الرفع من القيمة المضافة للناتج المحلي الإجمالي ودعم اقتصاديات الدول العربية لتكون قاطرة تنمية محلية”.
وذكر الصقر أن “الصناعات الحديثة دخلت على خط المنافسة للحصول على المعادن الإستراتيجية المستخدمة التي تدخل في صناعات التطور التكنولوجي والصناعي وفي مجال الطاقة المتجددة، حيث أصبحت تثير نزاعات عالمية واقتصادية بالإضافة إلى المضاربة عليها في الأسواق؛ الأمر الذي يؤدي إلى الطلب المتزايد على هذه المعادن وتوقع ارتفاع أسعارها”.
ويقصد بالمعادن الإستراتيجية، وفق الدراسة، كل المعادن الأساسية اللازمة لمتطلبات واحتياجات التطور التكنولوجي والصناعي حيث دخلت في العديد من التطبيقات الصناعية المتقدمة، وخصوصا الصناعات الدفاعية والعسكرية والطاقات المتجددة.
وتوجد هذه المعادن الإستراتيجية في بيئات جيولوجية وأقاليم معدنية محددة تتوفر أغلبيتها في الدول، وتضم أساسا العناصر الأرضية النادرة، الليثيوم، الكوبالت، الأنديوم والتيلوريوم، حيث تستخدم في صناعة المغناطيس وأجهزة لاتصالات والليزر ومنتجات إستراتيجية أخرى، بالإضافة إلى صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية لاستخدامها في مكونات تقلل من تلوث البيئة.
ومن أجل الاستفادة من الأهمية الاقتصادية لهذه المعادن، أوصت المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين بقيام الدول بوضع خطة دراسة وتقييم الأقاليم المعدنية والبيئات الجيولوجية المتوفرة على معادن الطاقة الإستراتيجية وخاصة العناصر الأرضية النادرة، الليثيوم والكوبالت والأنديوم والتيلوريوم.
كما دعت المنظمة، ضمن توصياتها، بوضع خطط وآليات مناسبة لتفعيل وإقامة المشاريع المشتركة بين الشركات العربية والأجنبية مالكة التكنولوجيا لدراسة وتطوير واستغلال خامات الطاقة الإستراتيجية، وتوفير سياسات جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة عبر تحديث القوانين والتشريعات.
قد يهمك ايضا :
"الصناعة والثروة المعدنية" تستعرض إستراتيجية التعدين والمبادرات الطموحة في أستراليا
"معادن" تستعرض قدراتها أمام صناع القرار وكبار المستثمرين في مبادرة مستقبل الاستثمار