الرئيسية » عالم الاقتصاد والمال
جنود اسرائيليون يصلحون عطل في السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة

القدس المحتلة - ناصر الأسعد

يتوسط السياج الحدودي الاسرائيلي الواقع في الحقول على الحدود مع المنطقة الوسطى لقطاع غزة باب مقفل ، وبعد هذا السياج يمتد طريق ترابي تمتلئ بالدوريات الاسرائيلية ثم حاجز ثاني من الأسلاك الشائكة وبعدها تنتشر أشجار الكافور التي تدل على اسرائيل.

وتتوسط البوابة جدار شاهق من الخرسانة وحولها كاميرات وأبراج مراقبة وبالونات حرارية للمراقبة أيضا، ولكن مع ذلك يتزايد عدد الشبان الفلسطينيين الذين يحاولون تجاوز البوابة عبر السلك للوصول الى الحقول عبر الطرف الاخر، متوجهين الى عالم من العمل والفرص في المدن الاسرائيلية مثل بئر السبع.
وأشارت التقارير الاعلامية العام الماضي أن بين 150 و 200 شاب من سكان غزة أمسكوا وهم يقفزون عبر السياح معظمهم كان يبحث عن عمل، وقبض على شخصين هذا العام كانوا من نشطاء حماس كما قالت اسرائيل.


وتركز اسرائيل أكثر على أنفاق حماس، و كشفت عن اثنين في الاشهر الأخيرة، ولكن اكثر المتسللين من الفلسطينيين دخلوا اسرائيل من فوق السياج منذ حرب غزة عام 2014، ويبدو ان هؤلاء الشبان يائسين أكثر من كونهم خطرين، متأثرين بعشرة أعوام من الحصار على قطاع غزة والعديد من المفاهيم غير الواقعية لما وراء السياج الحدودي.

وما يزال الشباب الفلسطيني يملك دافعا للقفز من فوق السياج على الرغم من زيادة النشاط العسكري الاسرائيلي على الحدود بحثا عن الأنفاق، لعدم وجود مفر أخر، فقد أغلقت الجهود المصرية العديد من الانفاق جنوبا في رفح الحدودية، وأصبح المرور مكلفا جدا.

ويندفع الشباب الى المخاطرة بسبب الفقر والبطالة في القطاع والتي تنطوي على اطلاق النار في كثير من الاحيان، وكان محمد نشوان البالغ من العمر 18 عاما واحدا ممن سمعوا هذه القصص وقرروا القفز، ولكنه واجه الاعتقال في السجن الاسرائيلي وأفرج عنه قبل أربعة أشهر، ويشعر أنه أوفر حظا من غيره, ويعمل والده هاني كسمسار لتأجير العقارات، وباع حلى زوجته كي يفتتح لمحمد محل لإصلاح الدراجات حتى لا يخاطر بالقفز فوق السياج مرة أخرى، وصرح محمد " قفزت فوق السياج في اب/أغسطس الماضي، وقضيت ستة أشهر في السحن قبل أن يطلق سراحي، وبعدها قضيت 11 يوما في سجن حماس، وكنت قد قفزت كي أحصل على عمل، وناقشت الامر سابقا مع اثنين من أصدقائي والذين ذهبوا معي وكانا يعملان بدوام جزئي في أعمال البناء، ولم تكن لدينا خطة سوى القفز من على السياج."

وقفز الشباب الثلاثة صباح أحد الايام الساعة الخامسة، وتابع " استطعنا العبور ثم ركضنا طويلا وجلسنا بعدها لنستريح وبعدها بدأنا بالركض مرة أخرى، وقفزنا بعدها فوق سياج أخر، ثم ظهرت لنا سيارة جيب تابعة للجيش."

وواصل هاني القصة " لم نكن نعرف عنه شيء لمدة 10 أيام، سواء كان على قيد الحياة أم لا، ثم اتصل بنا الصليب الاحمر ليخبرنا انه كان في أحد السجون الاسرائيلية" وهناك تلقى محمد راتبين أحدهما بقيمة 400 شيكل تقدمها السلطة الفلسطينية للمعتقلين و400 أخرى للعمل داخل السجن.

وأضاف محمد بأسى " كان لي صديق ذهب من قبل، التقيت به مرة أخرى في السجن." وعلى بعد بضعة كليومترات من منزل محمد يقع منزل سليم صنعاء الغائب في السجون الاسرائيلية والذي يقضي عقوبة بسبب قفزه من فوق السياج للمرة الثانية، فيما أخوه سليمان اعتقل معه أثناء محاولته للقفز في عام 2013.
ويوضح سلميان " هذه المرة الثانية لاعتقال سليم، المرة الأولى قضى 9 أشهر، اما هذه المرة فسيقضي 19 شهر." ويتابع أن أخوه تسرب من المدرسة في سن ال16 وكان يعمل بدوام جزئي في أعمال البناء, وأضاف " اعتقد انه اذا استطاع عبور السياج فسيجد مدينة بئر السبع، واعتقد أن الامر سهل اذا ذهب في الظلام بينما الجنود نائمون، ولكن في المرة الاولى اعتقل بعد 200 متر وفي المرة الثانية حاصروه بعد 50 مترا", واسترسل " الأسباب بسيطة وراء محاولاته، فهو يبلغ من العمر 21 عامًا وبلا عمل، ويعيش في ضغط نفسي بسبب الاوضاع في غزة، ويمكنه أن يكسب المال في السجون الاسرائيلية."

وتحدث سليمان عن قصته الخاصة في القفز في المرة الأولى مع سليم ثم قبض عليهم وعادوا بعد ساعات من استجوابهم في معبر ايرز، وللمرة الثانية استطاع أن يقطع ثلاثة كليومترات داخل الحدود بعيدا بما فيه الكفاية للعمل مع مجموعة من المزارعين الفلسطينيين الذين نصحوه بالاختباء.

واسترسل انه سرعان ما القيَ القبض عليه فيما بعد، وسمع سليمان فقط عن حالة واحدة استطاع الوصول الى أشخاص في الضفة الغربية وعمل في محل لبيع الخضار لمدة ستة أشهر قبل أن يلقى القبض عليه، ولكن هؤلاء الأشخاص لم يدفعوا له فلسا واحدا مقابل عمله, ويعمل اخو سليم وسليمان ويدعى حمدي شرطي في حكومة حماس ويرتدي الزي الأسود، وضحك عندما سؤل اذا كان سيمنع اخوه من القفز فوق السياج مرة أخرى اذا أطلق سراحه المقبل, وأجاب " من انا لأقول له أي شيء، انا رجل شرطة، ولكني شرطي بلا راتب," اشارة الى المشاكل المالية الخانقة في القطاع، ويقول سليمان أنه سيحاول مرة أخرى وانه كان سيذهب مع شقيقه عندما ألقيَ القبض عليه في المرة الثانية ولكن عائلته أوقفته.

ويؤكد على أن العديد من الشباب في القرى والبلدات في هذه المنطقة من غزة يتحدثون باستمرار عن محاولة القفز، ربما أكثر من أي وقت مضى، وفي ورشة عمله رفض محمد هذه الفكرة قائلا, "عندما عبرت السياج لم يكن هذا ما توقعته، اعتقد انه سيكون هناك حشود من الناس، كنت اعتقد أنني سأضيع بينهم، ولكن يجب أن أمتلك اوراق، أعلم اليوم ان الامر مستحيل."

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

مجلس بنك المغرب يقرر خفض سعر فائدته الرئيسي إلى…
سويسرا تكشف عن قيمة أموال سوريا المجمدة في بنوكها…
رئيس الحكومة المغربية يتسلم التقرير السنوي لهيئة مراقبة التأمينات…
اللجنة الوطنية للاستثمارات برئاسة أخنوش تُصادق على 56 مشروعاً…
مجلس النواب المغربي يُصادق على مشروع قانون يتعلق بإصلاح…

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

وزيرة الاقتصاد المغربية ترفض تشكيك المعارضة في صلابة الأرقام…
البنك الدولي يكشف أن لبنان تكبّد خسائر اقتصادية بأكثر…
موديز تطلق توقعاتها لـ 2025 وتسلط الضوء على التهديدات…
الحكومة المغربية تُعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم…
صندوق النقد الدولي يُشيد بالتقدم الذي يحققه المغرب في…