الرباط - المغرب اليوم
يباع بثمن بخس، ويقبل عليه المستهلكون المغاربة المنتمون إلى الطبقة الفقيرة؛ لكن فائدته الصحية منعدمة، بل إنه قد تكون له عواقب على صحة المستهلك. إنه لحم “الدجاج البياض”، الذي لا تسمح الدول المتقدمة ببيعه لمواطنيها؛ لكن المغاربة يستهلكونه بكميات كبيرة نظرا لرخص سعره.
لا يتعدى السعر الذي يباع به لحم “الدجاج البياض” في السوق درهمين للكيلوغرام الواحد، وأحيانا تباع دجاجة كاملة بنفس السعر؛ لكن خلف هذا الثمن البخس، الذي يجلب المستهلكين من الطبقة الهشة، تختفي مخاطر متنوعة، أدناها هو أن هذا اللحم لا يفيد الجسم بأي شيء، ذلك أنه خال من البروتين الذي يعتبر الدجاج من أبرز مصادره.
وينقسم الدجاج إلى ثلاثة أنواع، وهي: دجاج اللحم، وهو المخصص للذبح، والدجاج البياض وأمهات الكتاكيت، وهذان النوعان مهمتهما التبييض والتفريخ، وتختلف الأعلاف التي تقدم لهما عن الأعلاف التي تقدم لدجاج اللحم. كما أن هذا الدجاج يعيش في ظروف مختلفة، إذ يحبس في صناديق Cages لا تصل إليها الشمس، كما أن حركته تكون جد مقيدة، وتنتهي المهمة التي يؤديها بعد سنة ونصف السنة.
حسب المعطيات التي حصلت عليها مصادر اعلامية، فإن الدجاج البياض في البلدان المتقدمة يتم توجيهه إلى المجازر الصناعية مباشرة بعد استنفاد مهمته المتمثلة في الإباضة، وهناك يذبح وتصنع منه الأعلاف، أو يقدم للحيوانات الأليفة، ولا يباع للمستهلكين؛ بينما في المغرب يجد لحم هذا الدجاج غير الصحي طريقه إلى بطون المغاربة في مختلف الأسواق بمنتهى السهولة.
وحتى في بعض التجارب المقارنة، يتم التعامل بصرامة مع لحم الدجاج البياض؛ ففي تونس، أصدر المجمع المهني المشترك قرارا، في صيف 2019، أعلن بموجبه عن استبعاد مليون دجاجة بياضة مسنة من سلسلة الإنتاج، ملزما المنتفعين به من المذابح والمصدرين بإجبارية ذبحه في إحدى مذابح الدواجن المعتمدة لدى المجمع وتحت مراقبته.
يؤكد محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، في تصريح لوسائل اعلامية، أن الدجاج البياض في المغرب يخرج من ضيعات إنتاج البيض إلى الأسواق مباشرة، ومنها إلى المستهلك، متسائلا: “هل يعقل أن يكون هناك لحم يمكن أن يضمن السلامة الصحية للمستهلك بدرهمين للكيلوغرام؟”.
الخطورة التي يكتسيها لحم الدجاج البياض على صحة المستهلك المغربي لا تتجلى فقط في كون فئات واسعة من المواطنين تقبل على استهلاك هذا النوع من اللحم لرخص سعره؛ بل إن بعض مموني الحفلات يلجؤون إلى هذا اللحم ويقدمونه لزبنائهم، خاصة فيما يتعلق بتحضير بعض أنواع المأكولات، مثل “البسطيلة” و “البريوات” وغيرها، وفق المعطيات التي استجمعتها مصادر اعلامية.
الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم استنكرت، في بلاغ أصدرته الأسبوع الفارط، بيع الدجاج البياض لأجل الاستهلاك البشري، كونه أدى مهمته الأساسية من توفير البيض لمدة طويلة، وكونه كذلك يغذى بأعلاف تتكون من مكونات لا تتوفر على البروتينات المطلوبة.
وفي الوقت الذي يباع فيه لحم الدجاج البياض للمستهلكين على نحو واسع، قال محمد أعبود، جوابا عن سؤال حول ما إن كان هذا اللحم يشكل خطرا على صحة المستهلك: “لا نستطيع القول بأنه يشكل خطرا؛ لكن المؤكد هو أنه غير صحي، لأنه خال من البروتين”، مضيفا أن الإقبال على استهلاك لحم الدجاج البياض في تصاعد.
قد يهمك ايضاً :
المتاجر تقفل وخفض الدعم عن المحروقات يهدّد برفع كلفة العيش في لبنان
وسط أزمة استمرار انقطاع الكهرباء إحباط محاولة لتفجير أبراج الطاقة في العراق