الرباط - ناديا احمد
صادق المغرب وفرنسا، الاثنين على اتفاق مشترك بمناسبة زيارة وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي إلى المملكة لوران فابيوس، رفقة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية إليزابيث غيغو، وعضو مجلس الشيوخ روبير ديل بيتشيا، ووفد يضم رؤساء شركات ومسؤولين ثقافيين.
وأجرى فابيوس سلسلة محادثات مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار، كما التقى رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ووزير الاقتصاد والمال محمد بوسعيد، وكذا وزير الصناعة والتجارة والاستثمار مولاي حفيظ العلمي.
تأتي الزيارة في إطار التحركات للتعاون الموثوق بين البلدين، والتي أعلن عنها قائدا البلدين خلال محادثاتهما في قصر "الإليزيه"، في شباط/فبراير المنصرم، كما أنهى تعطي دفعة جديدة للحوار الثنائي في المجالات كلها، على اعتبار أن كلا من فرنسا والمغرب يمثلان لبعضهما البعض شريكا أساسيا في تدبير الرهانات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد فابيوس أنَّ اللقاء الـ12 رفيع المستوى "الفرنسي- المغربي،" الذي سيُعقد في باريس نهاية آيار/ أو بداية حزيران، سيتيح تحديد خارطة طريق مشتركة للعامين المقبلين، وإطلاق سلسلة من المشاريع الجديدة. وسيسبق اللقاء زيارة للمغرب سيقوم بها الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، بدعوة من نظيره عبد الإله بن كيران، في 10 نيسان/ أبريل
أضاف أن المغرب وفرنسا يتقاسمان مسألة تعزيز شراكتهما الاقتصادية، خصوصًا عبر الاستمرار في تشجيع المشاريع المشتركة. ويعتزمان معا مواصلة التعاون الذي شرعا فيه في مجالات النقل المحلي، سيرا على نموذج الدار البيضاء والرباط، وتطوير الطاقات المتجددة والمدن المستدامة، على غرار مدينة "زناتة الإيكولوجية" ومدينة الشرافات الجديدة.
واتفق البلدان أيضا على تعزيز تعاونهما في مجال السياحة.
وبحث مزوار مع فابيوس، التطلعات المشتركة من أجل تنمية واستقرار القارة الأفريقية. وسجلا رغبتهما في تشجيع شراكات جديدة في مجالات الاستثمارات الاقتصادية، والتعليم العالي، والأمن الغذائي. كما اتفقا على تعزيز آليات التعاون الثلاثي لصالح أفريقيا، فضلا عن مواكبة الشركات الصغرى والمتوسطة بالبلدين في المساعي المشتركة حول القارة. ورحبا أيضا بإطلاق "باريس أوروبليس" مع مؤسسة "أفريكا-فرنسا" لتجمع مالي فرنسي-أفريقي، ليكون من بين المشاركين الأوائل في الأسواق المالية للدار البيضاء، وباريس، وأبيدجان. كما جددا التأكيد على رؤيتهما المشتركة للفرنكفونية كفضاء للتضامن والفرص.
واتفق المغرب وفرنسا على اغتنام فرصة ترؤسهما المشترك لمنتدى 5 + 5 لتعزيز الجهود الاقتصادية في غرب المتوسط. بهدف تطوير المبادلات الاقتصادية بين ضفتي المتوسط، يلتزم المغرب وفرنسا بأن يعقدا، تحت رئاستهما المشتركة، الدورة الأولى لمجموعة 5+5 تجارة واستثمار و 5+5 للسياحة وكذا اجتماع حول البيئة والطاقة. وبخصوص المناخ، فإن فرنسا التي تتولى رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة الـ 21 حول المناخ، والمغرب باعتباره سيتولى الرئاسة المقبلة لهذا المؤتمر، اتفقا على تنسيق جهودهما بشكل وثيق ، وسيقدم المغرب دعمه التام لفرنسا من أجل التوصل إلى اتفاق عالمي لمكافحة الاختلالات المناخية خلال مؤتمر "باريس 2015". وسيتم إشراك المغرب بشكل وثيق في التحضير لهذا الحدث وانعقاده.