الدار البيضاء - ناديا أحمد
أكدت رئيس المشاريع بمؤسسة محمد الخامس للتضامن سعاد بولويز، أن مركز التكوين المهني وإدماج الشباب، الذي أشرف الملك محمد السادس، على تدشينه في سلا، يندرج في إطار استراتيجية المؤسسة التي جعلت من تكوين المهني أداة أساسية لإدماج الشباب في سوق العمل.
وأوضحت بولويز أن المركز يوفر تكوينات في مهن تستجيب لمتطلبات سوق الشغل، مثل الحِرف المتعلقة بتصدير الخدمات "الأفوفشورينغ" والتكوين في المعلوميات وتكوين المساعدين الاجتماعيين والمربيين الخاصين بالتعليم الأولي، فضلاً عن محترفين للتكوين في صناعة اللافتات النيرة والتلحيم.
وأضافت أن المركز يتوافر كذلك على خلية مقاولاتية تهدف إلى مواكبة الشباب حاملي المشاريع، وسيتم تسييره في إطار شراكة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وجمعية محلية.
وشرحت بولويز أن إشراف الملك على تدشين ووضع حجر الأساس لبناء هذا النوع من المراكز في مختلف جهات المملكة، جاء للتأكيد على التتبع الميداني للمبادرات الرامية إلى النهوض بأوضاع فئة الشباب وتفادي هدر طاقاتهم، بما يمكن من خلق جيل متوازن مندمج في محيطه فاعل في بلده حريص على تقديم إسهامه في مسار التنمية.
وأضافت: كما يعكس هذا الإشراف تجسيدًا بليغا لمضامين الخطاب الملكي الذي وجهه للأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في آب/ أغسطس 2012، والذي أكد فيه أن الشباب المغربي يتطلع إلى إيجاد الظروف المثلى التي تساعده على تحقيق الذات وتحمل المسؤولية، ويحذوه الطموح المشروع إلى تحقيق اندماج أفضل على الصعيدين الاجتماعي والمهني، ولاسيما عبر خلق آفاق أوسع لفرص الشغل.
وضمن المقاربة التضامنية الناجحة لتنمية القدرات الذاتية للشباب، يأتي وضع الملك بالمناسبة الحجر الأساس لإنجاز فضاء تجاري مخصص للمقاولات الصغرى التضامنية بهدف تنمية قطاع المقاولات الصغرى ودعم حاملي المشاريع، وتشجيع تسويق منتوجات المقاولات الصغرى.
ويعكس هذان المشروعان، بحسب بولويز، المقاربة التي طورتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ إحداثها، والقائمة على ركيزتين أساسيتين ومتكاملتين هما دعم ولوج الشباب من حاملي المشاريع للقروض الصغرى وإحداث المقاولات الصغرى التضامنية، والإدماج عبر التكوين، بهدف تعزيز وتنمية القدرات الذاتية للفئات المستهدفة وضمان اندماجها السوسيو- مهني.
وقد اتخذت أعمال المؤسسة، في مجال التكوين، 3 أشكال؛ الأول برامج لفائدة الفاعلين الاجتماعيين والمستفيدين من أعمال المؤسسة، لتمكينهم من توضيح الرؤية وتحسين جودة أدوات التدبير، فضلاً عن تيسير اكتساب المهارات الضرورية بالنسبة للمستفيدين، حتى يتمكنوا من بلوغ أهدافهم، وهو ما تجسد من خلال تطوير برامج قطب التكوين والهندسة الاجتماعية للمؤسسة، وانفتاحه تدريجيًّا على الصعيدين الوطني والدولي.
أما الشكل الثاني فيهم شرائح من الساكنة التي أغفلتها البرامج التقليدية، كما هو الشأن بالنسبة للشباب المعاقين الذين بادرت المؤسسة بتعبئة برنامج لفائدتهم، يتضمن إنجاز مراكز توفر تكوينًا تم تصميمه على أساس الاستجابة لمتطلبات مختلف أنواع الإعاقة، مع مراعاة إمكانيات ولوج عالم الشغل، ويتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبير شؤون تلك المراكز.
ويتعلق الشكل الثالث بالمقاربة الجديدة لإدماج المعوزين في الحياة المهنية، لاسيما منهم الشباب، وتهدف هذه المقاربة إلى توفير تكوين مؤهل للشباب، فضلاً عن الاستفادة من التدابير المواكبة، بغية إيقاظ روح المبادرة لديهم، وتشجيعهم على خلق وحدات إنتاجية شخصية. تتضمن التدابير المواكبة، المساعدة على تخطي مراحل إرساء الوحدات الانتاجية، وتوفير أدوات التدبير والتسويق، وكذا الدعم التقني والمالي بمساعدة المهنيين.