الرباط - سناء بنصالح
ترأس، الوزير المنتدب المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف, الوفد المغربي المشارك في البعثة الإقتصادية المغاربية الثانية إلى الولايات المتحدة الأميركية، في الفترة الممتدة ما بين 6 و10 آذار/مارس 2016 في كل من هيوستن وأوستن، في ولاية تكساس الأميركية.
وخلال اللقاء الإفتتاحي للنشاط, أبرز بوليف, مختلف فرص الإستثمار المتاحة في المغرب، خاصة في القطاعات المرتبطة بالتجهيز والنقل واللوجستيك، إضافة إلى الميادين الأخرى المرتبطة بالإستراتيجيات القطاعية الكبرى للمملكة, كما أكد على ضرورة تعزير العلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية، خاصة في ظل إتفاقية التبادل الحر التي تربط الطرفين، والتي ستساهم في زيادة التعاون الإقتصادي والتجاري بين البلدين.
وخلال مشاركة بوليف في ورشة بعنوان "المغرب بوابة نحو إفريقيا"، مع رئيس الغرفة التجارية التابعة إلى مدينة الدار البيضاء، مصطفى أمهال, والمدير العام لمجموعة أكوا،, ورئيس فدرالية الطاقة في الكنفدرالية العامة لمقاولات المغرب، محمد رشيد الإدريسي, وممثل بنك BMCE إفريقيا، مصطفى كنت, وركّز على الإستقرار السياسي والاقتصادي والإجتماعي والأمن الذي حققته المغرب, كما أكد بوليف على أن المغرب منفتح ويحتضن كل الشركاء المتميزين الذين يسعون لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع المغرب, وقد أثار بوليف ملف مناخ الأعمال الذي يتطور في المغرب ويفتح آفاق جديدة للإستثمار، والذي حقق فيه المغرب مراتب جد متقدمة في السنتين الأخيرتين, كما أبرز أهمية المغرب الإستراتيجية، وذلك من خلال الوضع الذي يحظى به مع الإتحاد الأوروبي، الذي يوّفر له وضعية متقدمة في التعاملات التجارية والإقتصادية، ويمكنه من تطوير علاقات ثنائية أو متعددة الأطراف مع الشركاء الآخرين.
وخلال, المنتدى الثاني الاقتصادي المغاربي الأميركي، أجرى بوليف مباحثات مع عدد من الفاعلين الإقتصاديين المهتمين بالأعمال والإستثمار، وكذلك الشركات الكبرى في مجال النقل, كما أجرى لقاءات مع بعض أعضاء الكونغرس الأميركي، حيث سلط بوليف الضوء على الورش الإصلاحية الكبرى التي إنخرطت فيها المغرب, لاسيما مشروع الجهوية المتقدمة، والمشاريع الكبرى في مجالات الطاقة المتجددة وصناعة السيارات والطائرات.
وفيما يخص الزيارات الميدانية، قام بوليف بزيارة ميناء هيوستن والذي يُصنّف في المرتبة الأولى بالنسبة لموانئ الشحن الدولية في الولايات المتحدة الأميركية، والثانية/الثالثة على الصعيد العالمي، حيث قدم عرضًا حول مختلف موانئ البلاد، ومختلف الخدمات التجارية التي تقدمها، ومن أجل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الموانيء، وتم الإتفاق على توقيع إتفاقية شراكة في القريب العاجل ما بين ميناء هيوستن وميناء الدار البيضاء.
وفي المجال الجوي، قام الوزير بزيارة مطار هيوستن من أجل التعرف على طريقة عمل, وتسيير المطار, والإستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال، كما تم تدارس إمكانية العمل على إنشاء خط مباشر ما بين الدار البيضاء وهيوستن أو إحدى مدن ولاية تكساس، وذلك من أجل تعزيز وتقوية الربط الجوي ما بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية, وهي الفكرة التي لاقت ترحيبًا من طرف مختلف الفاعلين المهنيين والإقتصاديين والسياسيين في الولاية.
وفي مجال الشحن الجوي، عقد بوليف لقاء مع الشركة العالمية ups ، وتعتبر من أهم الشركات الرائدة في هذا المجال، حيث قدم السيد الوزير فرص الإستثمار في المغرب وعرض الفرص المتاحة في مجال الشحن نظرًا للموقع الجغرافي الذي يتمتع به المغرب، وكونه بوابة حقيقية نحو إفريقيا.
وإعتبارًا لكون الوفد المغربي يضم بعض الفاعلين في مجال الصحة، قام بوليف, مع أعضاء الوفد، بزيارة مركز تكساس الطبي والذي يعتبر من أكبر تجمعات معاهد الأبحاث الطبية في العالم، والذي يشغل اكثر من 120000 شخص، حيث تعرّف السيد الوزير على طريقة عمله وتسييره، وتقرب من مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وفي أوستن، العاصمة الإدارية لولاية تكساس، عقد بوليف عدة لقاءات مع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والتجاريين، نذكر منها إجتماعًا مع الكاتب العام لولاية تكساس، بالإضافة إلى إجتماع مع أعضاء مكتب حاكم ولاية تكساس المتابعين للملفات المعروضة للنقاش، ولقاء آخر مع غرفة التجارة التابعة لأوستن، وذلك من أجل التباحث في سبل تعزيز التعاون بين الولاية والمغرب، وخاصة في مجال النقل والملاحة الجوية والطاقات المتجددة, وخلال الإجتماعات تم عرض بعض الملفات العملية، كما تم الإتفاق على العمل على تنظيم الإعداد لبعثة رسمية مكونة من رجال أعمال من تكساس، من أجل إكتشاف مختلف الفرص المتاحة في المغرب والتواصل مباشرة مع المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص والعام.
كما إستغلّ بوليف, والوفد المرافق له تواجدهم, في ولاية تكساس لزيارة مقر التدريب والقيادة العامة لشركة نازا، حيث أعطيت له شروحات حول عمل المؤسسة، وكذا البرنامج المستقبلي للبحث والتطوير, إضافة إلى زيارته لأحد أكبر المراكز العالمية في مجال دعم وتكوين ومواكبة الشركات الناشئة، start up، وتم خلالها الاتفاق مع القائمين على المركز على إعداد ورقة تصورية حول إمكانية إستفادة المقاولات المغربية من خدمات المركز, كما زار الوزير مقر شركة "فيسبوك" العالمية المتواجدة في تكساس, ووقف على طريقة عملها والإستفادة من مواردها البشرية.