تونس - كمال السليمي
غادر آلاف السياح الأجانب تونس، أمس السبت، في عمليات إجلاء واسعة غداة الهجوم على فندق في ولاية سوسة السياحية، الذي أسفر عن مقتل 38 شخصًا معظمهم من البريطانيين.
وأعلنت شركتا "تومسونط " و "فيرست تشويس" للسياحة، المملوكتان للمجموعة الألمانية "تي يو إي"، أن زبائنهما قدروا وقت وقوع الهجوم بنحو 4600 سائح في أنحاء مختلفة من تونس.
وأكد خبراء وعاملون في المجال السياحي إن أحداث سوسة المتطرفة أصابت السياحة التونسية في مقتل، في الوقت الذي كانت تلتمس فيه طريق النجاة من تداعيات هجوم باردو الذي وقع في آذار/مارس الماضي، والذي أوقع 21 قتيلًا من السياح، ومما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للعاملين في المجال أنه ليس واضحًا بعد ما هي الخطط التي ستدفع بها وزارة السياحة لمنع حدوث نتائج مدمرة للقطاع.
وفي هذا الصدد أكد الخبير في السياحة ومدير المرصد التونسي للسياحة عفيف كشك،: "إنها كارثة قومية، ولا أمل في المستقبل. القطاع سيحتاج وقت طويل للتعافي حتى يعود السياح إلى تونس".
ومن جانبها، صرحت وزيرة السياحة سلمى اللومي، بأنَّ أحداث سوسة المتطرفة ستكون لها تداعيات كارثية على القطاع، خصوصًا أنه يشغل 400 ألف عاملٍ، ويساهم بنسبة سبعة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. فيما أفادت مندوبة السياحة في سوسة سلوى القادري، بأن عددًا كبيرًا من السياح عبروا عن رغبتهم في المغادرة فورًا عقب الحادث.
وبحسب أرقام وزارة السياحة، فقد بلغ عدد الوافدين من السياح خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري أكثر من مليون و900 ألف سائح أجنبي. ويعد الرقم أقل مما سجل في العام السابق حيث بلغ عدد الوافدين مليونين و324 ألف سائح. ويرجع ذلك، حسب مراقبين، إلى تأثيرات الهجوم الإرهابي على متحف باردو.
وكانت الحكومة تتوقع قدوم سبعة ملايين سائح العام الحالي، ما يعني العودة إلى المعدلات العادية لفترة ما قبل أحداث الثورة، تحديدًا عام 2010، ولكن مع توالي الهجمات الإرهابية سيكون التحدي الأكبر هو الحفاظ على معدلات العام الماضي، التي سجلت قدوم نحو ستة ملايين و300 ألف سائح.
من جهته، وصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه ضربة موجعة لاقتصاد بلاده، فيما أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد وضع مخطط استثنائي لمزيد من تأمين المواقع السياحية والأثرية بنشر وحدات مسلحة من الأمن السياحي على كامل السواحل، وداخل الفنادق اعتبارًا من مطلع تموز/يوليو المقبل، لافتًا إلى أن الأمن السياحي الحالي غير مسلح.
لكن هذه الإجراءات لن تأتي بنتائج سريعة لأن الموسم السياحي الصيفي بدأ بالفعل، ولذلك يشعر جل العاملين في القطاع السياحي بخيبة أمل كبيرة لأنهم يعولون على عودة أفراد الجالية التونسية المهاجرة التي تساهم في خلق رواج تجاري كبير وتساهم في إنعاش السياحة وتوفير مداخل مهمة من العملة الصعبة، لكن بسبب الهجوم الأخير فإن هؤلاء المهاجرين قد يفكرون بتغيير وجهتهم وقضاء عطلة الصيف في بلد آخر غير تونس.