الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
مهرجان "كان" السينمائي الدولي

باريس - مادلين سعادة

يوم آخر ويكون قد انقضى نصف أيام دورة هذا العام من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، وحتى الآن، غابت أيّة مفاجأة إيجابية كبرى، بإجماع النقاد والمهتمين، على الأقل من ناحية ما كان منتظرًا من أصحاب الأسماء الراسخة.

وبكلمات أخرى، شهدت أيام العروض الفائتة نوعًا من تدحرج الرؤوس الكبيرة، لاسيما تلك التي كان معوّلاً عليها لإعادة الاعتبار إلى المهرجان بعدما باتت مهرجانات أخرى منافسة له، أكثر قدرة على اجتذاب الأفلام الكبيرة وأصحابها.

وفي العام الماضي مثلاً تأمنت إعادة الاعتبار عبر ما لا يزيد على نصف دزينة من تحف سينمائية تبدت لاحقًا أفضل ما في الإنتاجات لذلك العام.

أما هذ العام، فباستثناء أفلام قليلة لآتين جدد، بعضهم بالكاد سمع أحد باسمه، يجازف "كان" بألا تكون أفلام عرضت في دورته الجارية في مقدم لوائح الأفلام الأفضل عند نهاية العام.

وفي طليعة المتدحرجين هذا العام، وودي آلن الذي فشل جديده (خارج المسابقة) "الرجل اللاعقلاني" في تسجيل عودة كبيرة له إلى سينما الأفكار الكبرى وعالم المثقفين الأميركيين، الذي ابتعدت أفلامه عنه منذ زمن، ومن الواضح أن وودي كان يتطلع إلى أن يكون فيلمه الجديد هذا أشبه بخبطة مسرحية كبيرة تفعل فعل "ضربة المباراة" قبل سنوات، حين أبدع في خروجه من نيويورك إلى أوروبا لتكتب له حياة سينمائية جديدة تحت مظلة عمل ينتمي إلى دوستويفسكي، وتنفتح أمامه أبواب أوروبا مشرّعة تعوّض عليه جحود الأميركيين.

لكن الرحلة المعاكسة اليوم، من أوروبا إلى أميركا، تحديدًا إلى البيئة الجامعية الأميركية لم تنجح؛ فحكاية الأستاذ الجامعي المتخصص في الفلسفة، وزير النساء الذي يشعر بانسداد عاطفي وفكري، يقتل رجلاً بجريمة أرادها أن تكون كاملة وأخلاقية الهدف، فيستعيد حيويته حتى لحظة العقاب، هذه الحكاية على رغم مشروعية موضوعها وحبكتها الجيدة، لم تنجح في أن تكون مقنعة، ما شكل خيبة أمل كبيرة.

ويبدو أن وودي الذي كان أتى إلى أوروبا قبل 10 سنين بديناميكية السينما الأميركية، عاد منها الآن محمّلاً بثرثرة السينما الفرنسية إلى درجة أن "الرجل اللاعقلاني" كاد أن يكون فيلم حوار لا يتوقف، تزينه حركية خجولة.

ونتوقف أيضًا عند خيبة أخرى رأى كثر أنها أشد قسوة، هي الخيبة تجاه أولى محاولات الممثلة الشابة ناتالي بورتمان خوض الإخراج، وذلك في فيلم "حكاية عن الحب والظلام".

وكان أقل ما قيل تجاه الفيلم الذي صوّر في الأراضي المحتلة، وتحديدًا في القدس مسقط رأس الممثلة الأميركية والمخرجة الشابة، أن بورتمان دمّرت رواية عاموس أوز التي اقتبست جزءًا منها، وبالمعنى الحرفي للكلمة.

والرواية الأوتوبيوغرافية التي تعتبر درة الأدب "الإسرائيلي" وأثارت منذ إصدارها حفيظة اليمين الديني المتطرف في الدولة العبرية، ما عاد وانعكس في تحركات المتطرفين ضد بورتمان حين صوّرت جزءًا من مشاهدها في أحياء المتشددين اليهود، فشتموها واعتبروها معادية لقومها وتحمل من الأبعاد والأفكار والذكريات والشخصيات ما يفيض كثيرًا عن فيلم في ساعتين، وعن قدرة مخرج متمكن.

وبالتالي، وعلى رغم النيات الطيبة للمخرجة وإبداعها في لعب دور أمّ الكاتب ذات الأصول البورجوازية البولندية والتي انتهت منتحرة لغربتها عن المكان الذي جاءت إليه مدفوعة بالأفكار الصهيونية، لم يتبد الفيلم أكثر من حكاية ميلودرامية تستدر التعاطف العابر، معتقدة في طريقها بأنها تؤرّخ لولادة الدولة العبرية، طارحة إشكالية الشعب الآخر الذي كان قيام الدولة على حسابه: الشعب الفلسطيني، من منطلق يذكر حقًا بتعبير الكاتب الفرنسي أندريه فونتين حول "سرير واحد كيف يمكنه أن يتسع لحلم شعبين؟".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…
الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…
وزير العدل المغربي يعقد أول اجتماع مع المحاميين لمناقشة…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة