الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
بن عثمان التويجري يبرز دور المرأة بوصفها وسيطًا ثقافيًّا في الحوار الأورومتوسطي

الرباط- سناء بنصالح

ألقى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، كلمة في الندوة الدولية التي تنظمها جمعية "إعلاميات عربيات"، بالتعاون مع الإيسيسكو وعدد من المنظمات والمؤسسات، حول محور "دور المرأة بوصفها وسيطاً ثقافياً في الحوار الأورومتوسطي".

وذكر المدير العام للإيسيسكو، في مستهل كلمته، في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي في باريس، أنه إذا كان الحوار الأورومتوسطي صيغة حديثة ومبتكرة لحوار شمال-جنوب، تَـتَـمَاشَى والتطورات التي شهدتها العلاقات بين الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط خاصة، والعلاقات الدولية عامة، فإن الحوار في عمقه وجوهره وفي أهدافه القريبة والبعيدة، هو إحدى الوسائل الفعالة لبناء الثقة، وتعزيز الاحترام المتبادل، ولإقامة الجسور للتعاون المتوازن والمتكامل في جميع المجالات، ولإحلال الأمن واستتباب السلام في هذه المنطقة من العالم.

وأشار التويجري إلى أن الدورة السابقة لهذه الندوة، ناقشت الوسائل الكفيلة بإنجاح حوار هادف وجادّ بين ضفتي المتوسط حول قضايا المرأة، من أجل الوصول إلى مقترحات عملية ومشاريع قابلة للتنفيذ، ترمي إلى دعم مشاركة المرأة في التنمية الشاملة المستدامة، وستناقش الدورة الحالية موضوعاً متكاملاً مع سابقه، وهو دور المرأة في الحوار الأورومتوسطي، بوصفها وسيطاً ثقافياً، تنهض بمهامّ ثقافية رئيسَة متعددة الاهتمامات، من شأنها أن تساهم بقوة في نشر ثقافة الحوار على جميع المستويات، وفي تعزيز قيم التعايش والتسامح بين الشعوب، وفي درء خطر الحروب والأزمات والحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات.

وذكر المتحدث ذاته أن الموضوعَيْن في الدورتين السابقة والحالية للندوة، ينسجمان ويتكاملان من حيث المضمون العميق، واعتباراً لما للرسالة الثقافية والاجتماعية والإنمائية التي تنهض بها المرأة، من قيمة بالغة ومن أهمية فائقة،  وأوضح الدكتور عبدالعزيز التويجري، أنه في هذا الإطار تدخل الجهود التي تبذلها دول الاتحاد من أجل المتوسط على صعيد المؤتمرات الوزارية التي عقدت خلال الأعوام 2006، و2009، و2013، في كل من إسطنبول، ومراكش، وباريس، والتي أسفرت عن خطة عمل حول مكانة المرأة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وقال "هذه الخطة برنامجٌ واسعٌ ومتعدّدُ المجالات، لتفعيل دور المرأة في خدمة المجتمع، ليس بالطريقة التقليدية فحسب، على أهميتها وجدواها، وإنما بالطرق الحديثة التي تشمل الإسهام في العمل الثقافي والسياسي الواسع النطاق الهادف إلى النهوض بالمجتمعات، لترتقي إلى مستوى الوعي العميق بأهمية الحوار على مختلف الأصعدة، في التقريب بين السياسات التي تخدم المصالح الحيوية للشعوب".

وأكد أن الوساطة الثقافية باعتبارها آليةً متقدمةً من آليات توسيع دائرة المشاركة في تدبير الشأن الثقافي العام، وبحسبانها استراتيجيةً للعمل المتكامل المتعدد المجالات الذي يحقق التنمية الشاملة، فهي منهجٌ للتقارب بين الثقافات من منطلق التفاهم بين الشعوب، وأداة لتعميق الحوار الاستراتيجي الذي ينشئ علاقاتٍ متميزةً تفاعلية بين الدول، وهي بذلك إحدى الوسائل الفعالة للنهوض بالمجتمعات الإنسانية وتحقيق التقدم والتطور والتحديث لها، ودعم تنميتها في شتى المجالات، على النحو الذي يدعم سياسة حُسن الجوار وتبادل المصالح المشتركة، من خلال تفعيل الحوار في مجالاته المتعددة.

وتحدث التويجري عن الظروف الدولية التي تعقد فيها الندوة، فقال إن العالم الذي يمـرّ اليوم بأزمة حضارية خانقة، على كثير من المستويات، والذي يشهد حروباً مدمّرة، وصراعات حادة، وانتشاراً للتيارات العنصرية والكراهية، وتنظيمات التطرف والعنف، وتدفقاً كبيراً للمهاجرين، مضيفًا "لن يخرج العالم من أزمته سوى بالعودة إلى القيم الإنسانية والمبادئ السامية التي هي القاعدة الأخلاقية للقوانين الدولية، من ميثاق الأمم المتحدة، إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإلى العهود والمواثيق والأوفاق الدولية ذات الصلة التي تحتاج إلى تفعيل جادٍّ وإلى تطبيق عادلٍ، من خلال إرادة سياسية صادقة".

وبيَّـن أن الحوار إذا كان هو البديل للصراع، والتفاهم هو الوسيلة إلى ترسيخ الثقة وتعميق الاحترام المتبادل، فإن تعزيز قيم الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، هو الطريق الذي يؤدي إلى ازدهار العلاقات الدولية، وإيجاد التسويات الملائمة للأزمات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، مشددًا في ختام كلمته على ضرورة تفعيـل الحوار الأورومتوسطي، وداعيًا إلى تطويره وتوسيع مداه، حتى يكون القاطرة نحو استقرار الأوضاع في حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى الارتقاء بمستوى الحياة في هذه المنطقة من العالم، مختتمًا "هذه مهمة مشتركة، ورسالة جماعية، وواجب أخلاقي، ومسؤولية سياسية تقع على عاتـقـنـا جميعاً، المرأة تتحمل نصيباً وافراً من هذه الالتزامات التي سيقع النقاش حولها خلال هذه الندوة".

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
نزار بركة يُؤكد أن حزب الاستقلال يُواصل جهوده لتعزيز…
المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية
مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…
معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…