واشنطن ـ رولا عيسى
سردت المغامرة راشيل ديكسون، تجربتها وهي مضطجعة في كيس نوم على سرير تخييم ضيق في الظلام والبرد، وذكرت أنها لم تكن في خيمة هرمية أو خيمة مخروطية الشكل مصنوعة من الجلد "تيبي" أو خيمة دائرية، مقببة، محمولة يستخدمها البدو الرحالة في آسيا الوسطى "يورت"، بل كانت في كنيسة، لذا لم تكن تخرج برحلة تخييم عادية أو فاخرة بل كانت ترفيها.
وذكرت ديكسون في روايتها، أن اختيار ذلك الوصف رهيب، ولكن التجربة كانت رائعة جدا، لافتة إلى أن "صندوق صيانة الكنائس" يرعى 347 كنيسة خرجت من دورها الاعتيادي كدار للعبادة، فهي تنفذ عمليات الصيانة والتصليح للمباني، فضلا عن توفيرها وظائف أخرى لتلك الكنائس كمدارس ترفيهية، وتجري عمليات جراحية عامة، وتعقد ورش عمل للفنانين.
وأوضحت أن "التخييم في الكنيسة" هي فكرة لامعة لصاحبها بيتر آيرس، حيث بيّن أن الكنائس تجسد مئات السنين من التاريخ البريطاني، وهي مباني جميلة قابلة للتمهيد، ووجد أن أفضل طريقة لاكتشافها وتقديرها هي قضاء ليلة واحدة فيها، وتحظى بكل ذلك لنفسك.
وأشارت إلى كنيسة السيدة مريم العذراء التاريخية في فورد ويش، في ولاية كينت التي تقع في جنوب شرق انكلترا، حيث مكثت، ونوهت إلى أن جميع كنائس العصور الوسطى توفر الترفيه لجميع القديسين، مثل كنيسة "ألدوينكل"، في مقاطعة نورث هامبتون، وفي المناطق الداخلية الجورجية ككنيسة القديس سيراك وكنيسة سانت جوليتا في سوفهم بريور، في مقاطعة "كامبردجشاير"، ويأمل الصندوق في إضافة المزيد.
وترجع كنيسة سانت ماري إلى العصور النورماندية، وهناك النوافذ ذات الزجاج الملون التي ترجع إلى القرن الـ14، واللوحات الجدارية التي تعود إلى القرن الـ17 ومقصورات الصندوق الخشبي من القرن الـ18.
وبيّنت راشيل أن المشهد كان عاطفيا، خصوصًا عندما تسلمت المفتاح – قطعة حديدية ضخمة، ثقيلة، قديمة المظهر، وذكرت "وقتها لم أتمكن من الذهاب إلى ميني بار، أو عزف الموسيقى أو مكالمة خدمة الغرف، وعلى عكس أي فندق متوسط، غرفة نومي كانت متاحة للعامة، فعندما نسيت غلق الباب، تجول رجل في مع كلبه بداخلها ليستطلع الأجواء".
وأضافت "عندما حان وقت النوم، كنت أتوقع أن ينتابني القلق – بعد المشي عبر مقبرة في جوف الليل المظلم، والكنيسة القديمة، والحقيقة أنها كانت مجرد ليلة هادئة وسالمة، وقمت بإضاءة الكثير من الشموع لأنير "غرفة نوم" لأرى الألحفة والوسائد المكدسة فوق السرير الإسبارطي".
واختتمت راشيل بأن تجربة الترفيه لا توصف كترف أو تجربة رومانسية - الكنائس التي لا تزال أماكن مقدسة، على الرغم من أن الضيوف أحرار في الحصول على قدر ما يسمح به ضمائرهم - ولكنها كانت بلا شك مكانا خاصا لقضاء ليلة.