الرباط-المغرب اليوم
تسلّم محمد فوزي الكركري، شيخُ الطّريقة الكركريّة، كأس الجائزة الإفريقية، الذي قدّمه له وفد خاصّ من مؤسسة الجائزة الإفريقية حلّ بمقرّ الزاوية في مدينة العروي؛ ضواحي الناظور.
وتقول الجائزة، التي ترأّس وفدها نصر الله بلخياط، إنّ محمدا فوزي الكركري قد حصل عليها “نظير ما قدمه للشعوب الإفريقية من خدمات جليلة في شخص مريديه، الذين عملوا على مد يد المساعدة والعون للقبائل الإفريقية التي وضعها قدَرها في ظروف معيشية صعبة، تعاني فيها الفقر والتهميش وندرة الماء وغيرها”.
ويقول بيان لكأس الجائزة إنّ “الطريقة الكركرية هي طريقة تربوية تجسد من الدين مقام الإحسان، الذي هو مقام مراقبة ومشاهدة ومقام يصبو العبد من خلاله إلى الفناء عما سوى الله. وهي الغاية التي يتخذ من خلالها المريد
الشيخ المربي الذي يعلمه كيفية مخالفة الأهواء، والارتقاء بنفسه إلى مقام الخلافة التي قلده الله مسؤوليتها؛ ما يجعل المريد يتشبث بمعاني الإنسان الكامل الذي ينأى بنفسه عن الغوص في الدوافع الطبيعية والنزعات الغريزية في كل حركاته وسكناته”.
وتقول مؤسسة الجائزة الإفريقية إنّ هذا الاختيار جاء بعد استحضار “هذه القيم النبيلة التي تجتث نواقص الإنسان، من أنانية وحقد وعنصرية وكراهية وغيرها، من جذورها وتستبدلها بالقيم النبيلة السامية من تسامح وغيرية وحلم وعطف ورحمة”.
وتضيف الجائزة الإفريقية: “ولما كان المريدون هم اليد التي تفعِّل ما استمدوه من شيخهم من علوم وتوجيهات تربوية، وجدناهم يبادرون في مختلف بقاع العالم بتجسيد معالم هذه القيم، والتحلي بالإحسان الذي يجعل القيم الإنسانية السمحة فوق كل اعتبار، وتذوق المحبة التي تذيب الحواجز العرقية والجنسية والدينية والفكرية وغيرها”.
وتستحضر المؤسسة المبادرات الخيريّة للزّاوية الكركرية، التي تهمّ التنمية البشرية في مجالات عديدة قام بها مريدو الطريقة بمختلف الدول، خاصة الإفريقية منها كالسنغال والتوغو ومدغشقر والكوت ديفوار وغانا ومالي.
وتزيد: “هذا ما دفع إلى اختيار سيدنا الشيخ كشخصية هذه السنة، من بين أكثر من ستين مرشحا، عمل كل منهم في مجاله للرفع من المستوى المعيشي والثقافي والاجتماعي للشعوب الإفريقية”.
ووجد وفد المؤسسة في استقبالهم شيخ الزاوية ومريديه المتجردين في الزاوية، حيث تسلّم الجائزة والشهادة من طرف نصر الله بلخياط، رئيس مؤسسة الجائزة الإفريقية.
وتحدّث بلخياط، في كلمة ألقاها هذه المناسبة، عن تقديره “للجهود التي تبذلها الطريقة الكركرية في خدمة الإنسانية ونشر المحبة والسلام والخير بين الناس”.
قد يهمك ايضا