وجدة - هناء امهني
تحافظ المملكة المغربية، منذ سنين مضت على مجموعة من العادات والتقاليد المتوارثة والمرتبطة بتاريخها وتراثها في شهر رمضان المبارك، والتي تعبّر عن احترام خاص لهذا الشهر الفضيل؛ من خلال أوجه مختلفة في المأكل والملبس والعلاقات الاجتماعية.
ويتميز المغرب بطقوس رمضانية، بعضها لا تمارس إلا من قبل أهل هذا البلد، رغم أن العديد من العادات القديمة يبدو أنها في طريقها إلى الاندثار تدريجياً؛ منها شخصية "النفار" الذي كان يعلن عن قدوم الشهر الكريم، حيث كان هذا الشخص يحمل مزماراً طويلاً ينفخ فيه سبع نفخات، إما في مئذنة المسجد، أو متجوّلاً بالأزقّة العتيقة معلناً عن قدوم "سيدنا رمضان"، وكذلك يقوم بإيقاظ الناس في وقت السحور.
واعتاد المغاربة على أن يتبادلوا التهنئة بقدوم رمضان بعبارة "عواشر مبروكة"، والعبارة تقال بالعامية المغربية وتعني (أيام مباركة)، أي مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
وتهتم ربة البيت المغربية إلى حد كبير بزينة البيت وتجهيزه لاستقبال الضيوف من الأهل والجيران، حيث تزدان أركان المنزل بالزهور الطبيعية والأعشاب الخضراء، ويشتري الأب أو كبير العائلة مجموعة كبيرة من المسابح ويهديها للأطفال الصغار، احتفالا بقدوم شهر المغفرة.
وترتدي الفتيات دون سن البلوغ فستاناً يسمَّى "تكشيطة" أو القفطان، وهو رداء نسائي تقليدي مغربي خالص، كما تكسو أيديهن نقوش الحناء، وتمتلئ شنطهن الصغيرة بالتمر والجوز والمكسرات وقطع الحلوى. ومن العادات التي اشتهر بها المغاربة في شهر رمضان عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان، ولا سيما بالسابع والعشرين منه، ويعدّ الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية.
وتقاليد الإفطار أيضا لها خصوصية في المغرب؛ فهم يفطرون بعد أذان المغرب على مجموعة من فطائر الحلوى؛ أهمها "الغريبة" و"الشباكية" و"المقروط الوجدي"، ثم يمضون لتأدية صلاة المغرب وصلاة التراويح التي تمتد حتى ساعة متأخرة من الليل.