الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ

واشنطن - المغرب اليوم

يُصنّف الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ (Vincent van Gogh) المولود يوم الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1853 بمنطقة زونديرت (Zundert)، كواحد من أبرز الرسامين على مر التاريخ، حيث يعتبر وجها ورمزا من رموز المدرسة الفنية ما بعد الانطباعية والتي ظهرت خلال القرن التاسع عشر كامتداد للانطباعية التي ضمت العديد من عباقرة الرسامين ككلود مونيه (Claude Monet) وبول سيزان (Paul Cézanne) وألفرد سيسلي (Alfred Sisley).

اقرأ أيضا:دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

منذ البداية عاش فنسنت فان غوخ الفشل، حيث انقطع عن الدراسة عام 1868 وهو في الخامسة عشرة من عمره قبل أن يحصل خلال العام التالي على وظيفة بإحدى المؤسسات المختصة في تجارة الأعمال الفنية في لاهاي عقب تدخل أحد أقربائه لصالحه. وبفضل هذه الوظيفة الأولى، تمكن من السفر لكل من باريس ولندن ليبدأ على إثر ذلك بمراسلة شقيقه ثيودروس المعروف بثيو (Theo van Gogh).

لم تكن هذه الوظيفة الأولى ملائمة للرسام الهولندي الذي لم يبد أي اهتمام يذكر بها ليطرد من عمله بسبب ذلك مع حلول عام 1876. لاحقا، عمل فنسنت فان غوخ مدرس إنجليزية في إنجلترا قبل أن يعود لهولندا ليعمل فترة وجيزة موظفا بإحدى المكتبات. وعام 1878 أبدى اهتماما شديدا بالمسيحية، وبسبب ذلك انتقل للعمل كواعظ ديني بإحدى المناطق بجنوب بلجيكا قبل أن يطرد مجددا من قبل المنظمة الدينية التي موّلت مهمته.

في السابعة والعشرين من عمره، قرر فان غوخ أن يبدأ حياته الفنية كرسام ليتنقل بين مدن عديدة لتعلم الرسم والبحث عن مصادر إلهام عقب حصوله على دعم مادي من شقيقه ثيو الذي عمل في مجال تجارة الأعمال الفنية، وفي عام 1886، التحق الرسام الهولندي بشقيقه بالعاصمة الفرنسية باريس ليلتقي هنالك بعدد من كبار الرسامين كإدغار ديغاس (Edgar Degas) وهنري دو تولوز-لوترك (Henri de Toulouse-Lautrec) وبول غوغان (Paul Gauguin).

وخلال فترة تواجده في باريس، قدّم فنسنت فان غوخ العديد من اللوحات الفنية، وعانى الأخير من الفقر والجوع ونقص التغذية بسبب إنفاقه للمبالغ المالية التي كان يحصل عليها من شقيقه ثيو في دفع الكراء وشراء أدواء الرسم، وفي عام 1888، انتقل فان غوخ للعيش بالجنوب الفرنسي وقدم هناك أهم أعماله الفنية التي كانت عبارة عن سلسلة لوحاته حملت اسم دوار الشمس (Sunflowers).

وسعى الرسام الهولندي لتكوين مجموعة من الرسامين بالمنطقة فما كان منه إلا أن استدعى صديقه الرسام بول غوغان ليكون رفيق سكنه وزميله في الأعمال الفنية. إلا أن العلاقة بين الرجلين تدهورت بعد فترة وجيزة، وخلال ليلة الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1888 غادر غوغان المنزل بعد خصام مع رفيقه الهولندي ليقدم فان كوخ عقب ذلك على قطع جزء من أذنه اليسرى باستخدام موسى الحلاقة.

لم تكن هذه سوى أولى ملامح تدهور المدارك العقلية للرسام الهولندي الذي قضى فترات طويلة في التنقل بين المستشفيات والمصحات العقلية، حيث أشارت العديد من الأبحاث المعاصرة إلى إصابة فان غوخ باضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، ولاحقا انتقل بناء على رغبة شقيقه نحو منطقة أوفير سور ويز (Auvers-sur-Oise) الفرنسية التي اعتاد الرسامون التحول إليها بحثا عن مصدر إلهام.

وفي الأثناء، استقر فان غوخ قرب منزل الطبيب بول غاشيه (Paul Gachet) الذي عرف بقربه للأوساط الفنية، وفي يوم السابع والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1890، أقدم على إطلاق النار على نفسه فأصاب صدره في أحد الحقول القريبة قبل أن يعود مسرعا لغرفته. ولكن صراخه جلب انتباه الجميع الذين حلوا بالمكان وعجزوا عن إخراج الرصاصة من صدره ليفارق الرسام الهولندي الحياة بعد نحو 30 ساعة عن الحادثة.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني عام 1891، فارق ثيو شقيق فنسنت فان غوخ الحياة بسبب تبعات مرض الزهري لترث بذلك جوانا فان غوخ بونغر (Johanna van Gogh-Bonger) زوجة ثيو، أعمال فنسنت فان غوخ ورسائله لتبدأ تدريجيا بالترويج لها من خلال العديد من المعارض، كما أقدم فنسنت وليام فان غوخ (Vincent Willem van Gogh) ابن ثيو، على بعث مشروع متحف لعرض أعمال عمّه فنسنت فان غوخ الفنية بأمستردام.

خلال فترة حياته، رسم فنسنت فان غوخ أكثر من 1500 لوحة فنية لم يبع منها سوى لوحة واحدة، وعرف الأخير فشلا ذريعا في الترويج لأعماله وعاش الفقر وعانى من اضطرابات نفسية، لكن بعد وفاته كسبت لوحات فان غوخ شهرة عالمية من خلال المعارض لتباع في المزادات العالمية بأسعار مرتفعة، حيث بيعت لوحة بورتريه الطبيب غاشيه التي رسمت عام 1890 عام 1990 بنحو 82,5 مليون دولار لتصنف كواحدة من أغلى اللوحات الفنية في العالم، بينما بلغت قيمة لوحته irises التي تعود لعام 1889 نحو 53.9 مليون دولار.

قد يهمك أيضا:ثلاثة فنانين يستعينون بالذكاء الصناعي لرسم اللوحات الفنية

عائدات مبيعات التحف و اللوحات الفنية تحقق مبالغ خيالية بثمانية أرقام

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
مركز أبوظبي للغة العربية يُقدم 53 منحة جديدة إلى…

اخر الاخبار

ملك المغرب يؤكد أن هناك من يستغل قضية الصحراء…
الملك محمد السادس يقرر إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بشؤون…
محمد بن سلمان يهنئ دونالد ترامب ويوكد أنه يتطلع…
الملك محمد السادس يوجه خطاباً سامياً الشعب المغربي بمناسبة…

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُعرب عن سعادته بتحقيق أغنيته «سقفة» أول…
أحمد السقا يكشف أسراراً من كواليس فيلم "السرب" ويتحدث…
يسرا تُعرب عن سعادتها بتواجدها في مهرجان الجونة وتُؤكد…
الموت يغيب الفنان القدير مصطفى فهمي عن عمر 82…

أخبار النجوم

حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"
محمد امام يعتبر والده "الزعيم" هو نمبر وان في…
أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني
محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان…

رياضة

وليد الركراكي يخطط لثورة في تشكيلة المنتخب المغربي قبيل…
محمد صلاح يحتفل بصدارة الدوري الإنجليزي ورقمه القياسي ويوجه…
وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي
الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

صحة وتغذية

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…
حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها
عقار شائع للإجهاض قد يساهم في إطالة العمر ويشعل…
تناول الماغنيسيوم مع فيتامين D يُعزّز صحة العظام ووظيفة…

الأخبار الأكثر قراءة

وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
مركز أبوظبي للغة العربية يُقدم 53 منحة جديدة إلى…
وزارة الأوقاف المغربية تُطالب الأئمة والمؤذنين بفصل عداداتهم عن…