الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
واحة سيوة

القاهره - المغرب اليوم

«الطبيعة الصامتة» أحد أنواع الفنون التشكيلية، التي تختص بتصوير الأشياء والعناصر المحيطة بالإنسان، لكن في غير البيئة الحقيقية لها، حيث يعتمد ذلك على تكوينات وأساليب فنية، عبر إدراك كل فنان لطبيعة ما حوله، فيما تأتي رسومات الطبيعة الحية لتجعل الرسم ينبض بالحياة، في بث مباشر من الطبيعة. وتعد أعمال الفنانة المصرية كاميليا المدني، التي يحتضنها معرضها «من وحي الطبيعة» بدار الأوبرا المصرية، ترجمة عملية لكلتا الطبيعتين؛ فالطبيعة الصامتة تتحول إلى ناطقة بعد أن تبدعها عملاً فنياً بأناملها، حيث تضفي عليها إحساسها، غير متناسية للظلال والأبعاد وإسقاطات الضوء، وكذلك تأتي انعكاسات مفردات الطبيعة الحية على لوحاتها، لتجسد ملامح ومشاهد من جماليات الحقيقة. تقول صاحبة المعرض، لـ«الشرق الأوسط»: «يضم معرض (من وحي الطبيعة) مشاهدات حية وأخرى صامتة، فهي انعكاس لتراكمات ثقافية ومشاهدات حية مختلفة أثّرت في حياتي ووجداني، فبالنسبة لي أحب كل ما هو جميل في الطبيعة، وأشعر أنني أدخل معه في حوار حسي، لأترجم بعد ذلك هذا الحوار على اللوحات». توقفت الفنانة المصرية لسنوات طويلة عن الرسم لظروف عائلية، لكن مع تعدد رحلاتها لأماكن مختلفة داخل مصر في السنوات الأخيرة، نما الحوار الحسي بينها وبين الطبيعة مجدداً، وكان محركا لها لكي تعود إلى فرشاتها وإبداعها. تقول كاميليا لـ«الشرق الأوسط»: «تأثرت بالطبيعة الساحرة لواحة سيوة القابعة في صحراء مصر الغربية، ومحمية وادي الجِمال على ساحل البحر الأحمر، إلى جانب روعة البحر في الإسكندرية عروس المتوسط، لأستمد من هذه المشاهد الطبيعية شحنات نفسية إيجابية متتالية، نظراً لما شاهدته في هذه البيئات، وهو ما حفزّني بقوة لكي أعبّر عنه فنياً». يأخذك المعرض إلى أماكن زارتها التشكيلية كاميليا المدني، فمن بين لوحات الطبيعة الحية أو المباشرة تجد نفسك بين المنازل الطينية القديمة والأسواق بواحة سيوة، التي تنقلها الفنانة للمتلقي بإسقاطات الضوء والظل، وهو ما يمتد إلى مشاهد الغروب والشروق في البحيرات بالواحة، والنخيل والنباتات المزهرة والطيور بوادي الجِمال، والمراكب ومشاهد البحر بالإسكندرية. تمتد الطبيعة الحية إلى بعض «البورتريهات»، التي تأثرت الفنانة بملامح وشخصيات أبطالها خلال رحلاتها، فنجدها تعبر عن عزة النفس لدى عُمال وادي الجِمال، الذين اكتسبوا سمرتهم من عملهم أسفل أشعة الشمس، وترسم ملامح البراءة في وجه أحد أطفال المنطقة، وتجسد معاني الجمال في وجه سيدة من صعيد مصر من خلال إبراز التضاد عبر ملامحها السمراء وبريق سِنها الذهبية في أثناء ابتسامتها». أما في لوحات الطبيعة الصامتة؛ فتنقل صاحبة المعرض للمتلقي عبر ضربات فرشاتها القوية مشاهد الزهور والثمار وبعض الآنية والأباريق وغيرها، لكن تظل الزهور هي بطلتها الأولى. وعن ذلك تقول: «أعشق الزهور، فهي أقرب رمز للطبيعة، لذا أحاول أن أعبّر عنها بعد أن انتقلتْ من بيئتها، وأتنوع في أفكار رسمها، فتجدها على طاولة أو في داخل مزهرية، لأني أحب التنوع، كما استهواني بعض الآنية والأباريق لأعبّر عنها في أكثر من لوحة، وجميعها أرى أنها تتحول من الحالة الصامتة إلى الناطقة، بعد أن تصبح عملاً فنياً من خلال إحساسي الخاص». أخذت المدني من رواد الطبيعة الصامتة، أمثال بول سيزان وفان جوخ وغيرهم، الأسلوب التأثيري، وإضفاء الحياة والروح على ما هو صامت، لكن –حسبها- تظل لها بصمتها الخاصة، وتقول: «أحاول نقل الحياة على لوحاتي الصامتة، من خلال عنصر الضوء الناعم، فالضوء هو محركي الأول، إلى جانب الألوان الساخنة، وكذلك الأفكار، التي تجعل المتلقي يتأملها طويلاً، كأنه يتحدث مع اللوحة». بسنوات خبراتها؛ تلفت الفنانة المصرية إلى أن «الطبيعة الصامتة» كأحد أنواع الفنون التشكيلية غير منتشرة على نطاق واسع، ولا تراها كثيراً داخل المعارض الفنية، وتُرجع ذلك إلى أن «كثيراً من الفنانين يحبون الخروج عن المشاهد الصامتة إلى موضوعات أخرى، أو لأن الطبيعة الصامتة قد تكون مقيدة للبعض منهم».   وقد يهمك أيضا :    لعروسي يخوض بالتحولات الجيوسياسية والنزاعات المسلحة في الشرق الأوسط   شغف القراءة يجمع المغرب بالسويد في معرض الكتاب الدولي في الدار البيضاء  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

معرض الشارقة للكتاب يضم مشاركة 112 دولة والمغرب يحل…
حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

اخر الاخبار

الحكومة المغربية تُعزز قطاع الدفاع الوطني بإعفاءات ضريبية جديدة
بوريطة يُؤكد أن وزارة الخارجية ساهمت في تطور التجارة…
اتهام موظف أميركي بتسريب خطط إسرائيل لضرب إيران
مجلس النواب المغربي يكشف عن أسماء البرلمانيين المتغيبين بدون…

فن وموسيقى

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…
كاظم الساهر يتألق في مهرجان الغناء بالفصحى ويقدم ليلة…

أخبار النجوم

محمود حميدة يكشف تفاصيل شخصية "ياسين" في مسلسل موعد…
إسعاد يونس تُعرب عن سعادتها البالغة بعودتها للمسرح
هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجدداً بعد غياب 12…
محمد هنيدي يُعلن دخوله منافسات دراما رمضان 2025 بمسلسل…

رياضة

محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
إصابة في الرباط الصليبي تبعد إلياس أخوماش عن الملاعب…
المغربي ياسين بونو بين كبار اللعبة بمتحف أساطير كرة…

صحة وتغذية

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…
أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات…

الأخبار الأكثر قراءة

حاكم الشارقة يعلن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء…
وزارة الثقافة المغربية تدعم 412 مشروعاً في قطاع النشر…
وزارة الثقافة السعودية تحصد وسام أخلاقيات الذكاء الاصطناعي 2024
المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة
مركز أبوظبي للغة العربية يُقدم 53 منحة جديدة إلى…