الجزائر_سميرة عوام
تابعت الفرقة "الإيطالية للمسرح العالمي"، مسرحية "في انتظار المحاكمة"، تأليف محمد بورحلة وإخراج حميد قوري، وإنتاج المسرح الجهوي عزالدين مجوبي في عنابة الجزائرية.
وحققت هذه المسرحية التميز، من خلال قوة أداء وتشخيص مجموعة من الفنانين للعرض وهم بشير سلاطنية، وهشام قرقاح، أسمهان فرفار، عبد الرحمن جموعي، شيماء وراد سامي غريسي، وشناز زيادي، وتروي هذه المسرحية قصة مجموعة من الأشخاص يلتقون في مستنقع لتقاسم الحياة والتي لا تنصفهم بسبب الحقرة و التهميش.
وقد تجاوب الجمهور وفي مقدمته الشباب بشكل ملفت مع هذا العرض، حيث تناولت المسرحية واقع ممارسة السلطة في صورها المختلفة من خلال ممارسة شكلية لسلطة القضاء، كما يتناول هذا الإنتاج المسرحي الذي يوظف شخصيات بأقنعة متعددة الألوان والمصالح وأخرى تعكس المرأة والشباب والمواطن الذي سلبت منه الحقوق الصراعات من أجل المصالح والتسابق إلى السلطة للمحافظة عليها.
وتدور أطوار هذه المسرحية، وسط ديكور يصور فضاء المحكمة وسلطة القانون ويتناول ‘"محاكمة شكلية’" تديرها ‘"عدالة في مستنقع"، كما وصفها مخرج هذه المسرحية، حيث تظهر امرأة حسنة المظهر تدخل المستنقع من أجل اكتشاف هوية هؤلاء الغرباء، فيرحب بها سكان هذا المكان القذر ويظنون أنها قاضية، بإمكانها أن تساعدهم فيحاول كل واحد أن يروي لها قصته الغريبة، لكن في الأخير تخبرهم المرأة أنها عاملة نظافة وقد تفاجأت بحجم القاذورات التي يحتوي عليها هذا المستنقع لأنها اعـتادت على تطهير أماكن تغطيها الأوساخ والمياه الراكدة، لكن لا تشبه مستنقع البشر، ثم تتساءل المرأة عن سبب تواجد هؤلاء الأشخاص داخل المستنقع فيـــــجيبونها أنهم ينتظرون العدالة فتخبرهم أن اليوم يوم عطلة وأبواب العدالة ستكون مغلقة وعليهم تأجيل مطالبهم إلى إشعار آخر.
وجاءت سينوغرافيا هذه المسرحية واضحة إلى درجة أن الحركات على الخشبة بإمكانها أن تنقل للمتتبع لهذه المسرحية الرسالة والغاية منها خصوصًا وأن المخرج اعتمد على الزي البالي والممزق والمتسخ، بالإضافة إلى بروز ملامح التشرد والجوع والفقر، هي ثلاثية صنع منها المخرج الفنان عبد الحميد قوري رائعته في انتظار المحاكمة.