الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
بعض الصور التي التقطها ماريو جيرث في أفريقيا

برلين - جورج كرم

عبر المصور الذي جاب جميع أنحاء أفريقيا، ماريو جيرث، عن سعادته بتلك التجربة الفريدة، والتي أتاحت له مقابلة أسعد الناس الذين قابلهم في حياته، على الرغم من بساطة حالهم وظروفهم المعيشية التي قد تبدو صعبة.

وتجوَّل جيرث (38 عاما)، من ألمانيا، في القارة السمراء لمدة استمرت 7 أعوام، تعرف خلالها على المجتمعات التقليدية التي ترتدي ملابس من جلد الحيوان، كما عاش في أكواخ مصنوعة من روث البقر.

وأوضح: "إن أول شيء لاحظته عن تلك القبائل هو كيف أنهم جميعا سعداء للغاية، إنهم يعيشون في بيئات قاسية، ولكن يضيفون الألوان والضحكات إلى الأرض".

وكشف أنها ليست تلك المرة الأولى التي تتعامل فيها تلك القبائل مع شخص أبيض من القارة البيضاء، ولكن يفضلون أن يبقون على حالهم، فهم لا يرون حاجة للتغيير، وقد سافر ماريو إلى القرى مع دليل موثوق به، والذي حاز ثقة القبائل كصديق من قبل.

وأضاف: "شعرت بالفخر للغاية أن يكون لدي القدرة على تصوير تلك القبائل، لأنهم ينزعجون جدا من الزوار الجدد في البداية، ولكن بمجرد أن يعرفون أنك لا تشكل تهديدا، فإنهم يصبحون ودودين للغاية ومرحبين".

وتابع: "لقد أخبرني الكثيرون مما شاهدوا الصور، كيف أنها جعلتهم يفكرون في حياتهم الخاصة والمعنى الحقيقي للسعادة الحقيقية".

والتقى ماريو بمئات من أعضاء القبائل المختلفة، بمن في ذلك النساء ذوات أقراص الطين المدمجة في ثقوبهن، الرجال المحاربون، والأطفال الذين يصطادون الحيوانات من أجل الطعام، وخلال أسفاره، زار المصور قبيلة آربوري في وادي أومو في إثيوبيا، حيث يعيشون بأسلوب حياة لم يتغير منذ آلاف السنين.

الناس يعيشون حياة بسيطة على ضفاف نهر أومو، حيث يصطادون الحيوانات ويربون الماشية. وتغطي النساء رؤوسهن بقطعة قماش سوداء، ولكنهم مشهورون بالقلائد الملونة والأقراط، أما الأطفال فغالبا ما يرتدون القبعات التي تبدو وكأنها صدفة لحماية رؤوسهم من الشمس.

ويعتقدون في قوة الأغاني والرقص لدفع الطاقة السلبية بعيدا، وأن القبيلة سوف تزدهر مرة فور إبعاد تلك الطاقة السيئة، وفي إثيوبيا أيضا، التقى ماريو بالنساء من قبائل سورما وموريس، واللاتي يرتدين أقراصا ضخمة في شفاههن، باعتبارها علامة على الجمال، فعندما تبلغ الفتيات سن البلوغ يتعرضن لإزالة سنتان من فكهن السفلي، قبل أن يتم قطع ثقب صغير في الشفة السفلى، ثم يتم إدخال القرص الطيني في الثقب، والتي تزداد باطراد، ويتمدد الثقب كأنه نفق من اللحم.

وكلما ازداد حجم قرص الشفة ازداد عدد الأبقار التي يطلبها والد العروس من زوجها كمهر لها، عادة تكون  40 بقرة للشفة الصغيرة و60 للكبيرة.

ويشارك الرجال أيضا في طقوس أقل إيلاما، وهي الرسم على الجسد، حيث يتم تلوين الجسد بطلاء أساسي من الأعشاب والنباتات المختلطة مع التربة أمام رجال القبائل الذين يغطون أجسادهم بتلك الألوان بأشكال مختلفة.

وفي السنوات الأخيرة، رفضت بعض الشابات من بعض القبائل ثقب شفاههن وإزالة أسنانهن لأنها عملية عنيفة وصادمة في بعض الأحيان، وفي الوقت نفسه، من المعروف أن الرجال ينحتون أجسادهم بعد أن يقتلوا شخصا من قبيلة العدو، كنوع من الفخر.

هذه الطقوس المؤلمة للغاية، يقول بعض علماء الأنثروبولوجيا أنها نوع من العنف الخاضع للرقابة، هي طريقة لجعل صغار القبيلة على اعتياد رؤية الدم والشعور بالألم، فهو وسيلة للأطفال للتكيف مع بيئتهم العنيفة.

وهناك تقليد وحشي آخر تمارسه قبيلة الحمر في إثيوبيا، حيث يقضي رجالها غالبية الوقت في رعاية وتربية الماشية، والتي تستخدم أيضا لدفع المهر عند الزواج.

فعندما يبلغ الشاب سن الزواج، يشارك في حفل القفز على البقر، والذي يقضي على المتنافسين أن يحاولوا للقفز فوق صف مكون من 15 بقرة مغطاة بالروث، وإذا فشل يخسر الزيجة ويتم ضربه على يد النساء المتفرجات.

وفي نفس الحفل، تجلب أخت العريس أو إحدى قريباته، ويتم ضربها حتى تدمي لخلق دين من الدم، حتى يتذكر الرجل مساعدتهن عندما يواجهن الصعاب في المستقبل.

وزار ماريو أيضا قبيلة سامبورو بالقرب من بحيرة توركانا في شمال كينيا، هذا الشعب يشبه الرحل، حيث يربون أساسا الماشية والخراف والماعز والإبل.

وسافر أيضا إلى جنوب أنجولا، حيث زار ماريو قبيلة موموهويلا، والتي تعيش على طول حدود البلاد مع ناميبيا، وتشتهر نسائهن بقضاء عدة ساعات كل صباح لجعل أنفسهن جميلات بقدر الإمكان، ومهمتهن الأولى هي رعاية شعرهن.

وبيَّن ماريو: "إنهن يستخدمن عناصر مثل الزبدة والزيت وروث البقر والأعشاب، فهؤلاء النساء الرائعات يمكنهن خلق الجمال من كل شيء تقريبا".

وتابع: "أعتقد أن أكبر فرق بين حياة القبائل والعالم الغربي هو الوقت، فنحن نقيس الوقت باستمرار، نتسرع في الاجتماعات والمواعيد. فالوقت عندهم  دائما ما يكفي، ونحن دائما ينفد مننا الوقت على الرغم من أنهم لا يقيسون الوقت على الإطلاق".

وأشار إلى "أنَّ الناس يتمتعون بقضاء أيامهم مع أسرهم، والصيد والطبخ وصنع الأشياء، فهم أسعد الناس الذين قابلتهم في حياتي".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر…
مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…
وزير الثقافة يُوجيه بدعم الناشرين لجعل أسعار الكتب في…
جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية
مصر تضع اللمسات النهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير أحد…

اخر الاخبار

دعم ثابت لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب الراسخة على…
وفد مغربي يُشارك في فعاليات حدث رفيع المستوى حول…
2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
ناصر بوريطة يؤكد أن العلاقات بين المملكة المغربية والعراق…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

المغربي حكيم زياش لا يمانع الانضمام لصفوف الوداد في…
محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الغارات الإسرائيلية تهدّد المواقع التراثية في لبنان واجتماع في…
إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر…
مؤلفون غربيّون يدعون إلى مقاطعة المراكز الثقافية الإسرائيلية إحتجاجا…