القاهرة – هشام شاهين
القاهرة – هشام شاهين
سقط النادي الأهلي بثلاثية من دون رد في مفاجأة مدوية، والتي لم تكن متوقعة بالمرة، على ملعبه أمام فريق أورلاندو بطل جنوب أفريقيا في إطار مباريات الجولة الثانية لدوري المجموعات الأفريقي لفرق المجموعة الأولى، ليتجمد رصيد الأهلي عند نقطة واحدة ويصعد أورلاندو لقمة المجموعة بأربع نقاط.
ودفع الأهلي ثمن الظروف الصعبة التي لعب فيها سواء أرض نقل المباراة إلى ملعب الجونة في الغردقة أو اللعب في نهار
شهر رمضان، إضافة إلى توقف الأنشطة في مصر وغياب الإعداد الجيد.
وأصبح موقف الأهلي صعبًا في البطولة بعد خسارته للنقطة الخامسة في مباراتين على التوالي، وأصبح مطلوبًا من الأهلي الفوز خارج ملعبه لتعويض هذه الخسارة المذلة.
بدأ الأهلي المباراة بتشكيل به بعض التعديلات عندما دفع محمد يوسف المدير الفتي للفريق بتشكيل مكون من شريف إكرامي في حراسة المرمى ووائل جمعه وسعد الدين سمير قلبي دفاع وأحمد شديد قناوي ظهير أيسر وأحمد فتحي ظهير أيمن وحسام عاشور وشهاب الدين احمد في الوسط المدافع وأحمد شكري ووليد سليمان ومحمد أبو تريكة في الوسط المهاجم ورأس حربة وحيد أحمد عبد الظاهر.
وعلى عكس المتوقع فقد بدأ اللقاء سريعاً من الفريقين، لا سيما الأهلي والذي يبدو أن تعليمات الجهاز الفني له كانت واضحة بالضغط على الفريق المنافس لإيجاد الفرص أمام المرمى، وأعتمد الأهلي على جبهات ثنائية في لحظة الهجوم حيث شكل وليد سليمان وأحمد فتحي ثنائي في الجبهة اليمنى وأحمد شكري مع احمد شديد قناوي في اليسار، مع منح ظهيري الجنب أدوار دفاعية أكثر وحتى يتم توزيع الجهد بين اللاعبين الأربعة في أوقات الهجوم والدفاع.
لم ينتظر الأهلي كثيراً لاستكشاف منافسه أو حتى الانتظار لفترة جس النبض وحاول مبكراً السيطرة على وسط الملعب عن طريق التواجد المكثف من لاعبيه، والأمرنفسه بالنسبة لأورلاندو الذي لم يرهب أسم وقوة الأهلي وبدأ اللقاء بأسلوب ضاغط هو الأخر حتى أنه في الدقيقة السادسة من عمر المباراة تحصل على ثلاث ركنيات ولكن فشل في استغلالها بفضل صلابة دفاع الأهلي ويقظة شريف إكرامي.
وظهر أول شكل هجومي للفريق في الدقيقة التاسعة بمراوغة من أحمد شكري ومهارة تخلص بها من أكثر من لاعب ومرر لأبو تريكة الذي هيأ لشهاب الدين أحمد الذي سدد ضعيفة على يسار الحارس.
ثم رد أورلاندو بهجمة مرتدة سريعة هو الأخر عن طريق هابي الظهير الأيمن للفريق مستغلاً اندفاع أحمد شديد قناوي للأمام إلا أن سعد الدين سمير نجح في التغطية العكسية قبل أن تصل في يد شريف إكرامي.
هدف أول وسرحان دفاعي
وظهر من جديد فريق أورلاندو بهجمة منظمة متقنة تلاعب بها وسط الفريق بدفاع الأهلي لينجح نيتسو مايلو في تسديد كرة سهلة على يسار شريف إكرامي عانقت شباكه معلنة عن هدف أول في الدقيقة الحادية عشرة، بسبب نوبة سرحان وتمركز خاطيء من سعد الدين سمير كلف فريقه هدف.
وحاول الأهلي بعد الهدف التماسك من جديد وتعويض التأخر وبدأ في ترتيب صفوفه مرة أخرى، وكاد وليد سليمان يدرك التعادل سريعاً بعد تبادل تمرير مع أبو تريكة لكن تدخل معه بعنف الدفاع وتغاضى محمد بن نوزة من احتساب أي شيء وتنتهي الهجمة.
ثم هجمة خطيرة جداً بعد ارتباك شديد من دفاع أورلاندو أنتهت بتصويبة من أحمد شكري أخرجها المدافع روي من على خط المرمى ثم متابعة من شهاب ولكن بعيده عن المرمى لتضيع فرصة هدف أول للأهلي.
وبعد عدة محاولات عشوائية للأهلي هبط الأداء بشكل واضح وتحكم فريق أورلاندو في إيقاع المباراة بعدما أجبر الأهلي على الوجود في وسط الملعب من دون الاقتراب من منطقة مرماه وظهر التسرع على أداء بطل مصر بسبب الاستعجال في إدراك التعادل.
وظهرت الخطاء الدفاعية بشكل ملحوظ في دفاع فريق الأهلي مما شكلت خطورة على مرمى شريف إكرامي بسبب إجادة لاعبوا أورلاندو التصويب القوي والدقيق على المرمى.
وفي الدقيقة 36 وقع هانزي شالي قلب دفاع فريق اورلاندو خطأ جسيم بعرقة محمد أبو تريكة داخل منطقة الجزاء ولكن فشل وليد سليمان في ترجمتها إلى هدف عندما سددها في وسط المرمى نجح سينزو حارس مرمى أورلاندو في التصدي لها ببراعة ليضيع هدف التعادل للمرة الثانية على النادي الأهلي.
وتسلل بعض الإحباط إلى لاعبي الأهلي بعد ضياع فرصة العودة للمباراة، وحاول محمد يوسف المدير الفني رفع روح
اللاعبين المعنوية والشد من أزرهم من خارج الخطوط للعودة إلى المباراة من جديد.
وكثف الأهلي من وجوده الهجومي مع الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول قبل أن تفشل كل المحاولات، ووسط هذه المحاولات يتصدر أحمد عبد الظاهر المشهد ويحصل على بطاقة صفراء ثانية ليتم إشهار البطاقة الحمراء في وجهه ليزداد الوضع تأزم للنادي الأهلي قبل أن ينتهي الشوط بتأخر الأهلي بهدف لصالح أولارندو.
بدأ الأهلي الشوط الثاني بتغيير اضطراري بنزول السيد حمدي بدلاً من شهاب الدين أحمد بعد طرد المهاجم الوحيد أحمد عبد الظاهر، في مغامرة كروية بسحب احد لاعبي ارتكاز الوسط، ولكن يبدو أن الجهاز الفني لم يعد يبكي على شيء ويبحث عن التعادل.
وبدأ الأهلي بشكل أفضل من بداية الشوط الأول وظهر سريعاً أمام مرمى أورلاندو ولكن التكتل الدفاعي كان يقف أقدام لاعبوا الأهلي، وظهرت محاولات لمحمد فتحي الذي تحرر من واجباته الدفاعية بالإضافة إلى انطلاقات أبو تريكة.
ثم يدفع محمد يوسف بعبد الله السعيد بدلاً من أحمد شكري لإنعاش الهجوم وزيادة الفاعلية بعد أن هبط أداء شكري بسبب عوامل التعب من أثار الصيام والجهد الذي بذله في الشوط الأول.
وينشط الأهلي ويتراجع أورلاندو للدفاع والحفاظ على الهدف والتقدم ويعيب الأهلي فقط اللمسة الأخيرة التي لم تكن بالإتقان الذي يضمن الهدف الذي يبحث عنه، وكان أبوتريكة الأكثر خطأ في التمرير بسبب التسرع، ويظهر أحمد شديد قناوي في لقطة رائعة بتصويبة صاروخية فاجيء بها الجميع لكن تألق سينزو حارس أورلاندو قبل أن يشتتها الدفاع لركنية.
ويدفع يوسف بالورقة الأخيرة بدومنيك داسيلفا بدلاً من وليد سليمان في التبديل الثالث والأخير للفريق.
وعلى الرغم من محاولات الأهلي الهجومية، لكن أخطاء مدافعيه كانت هي الأخرى كثيرة وكادت تكلف شباك إكرامي هدف ثاني بسبب الأخطاء الساذجة .
وهبط الأداء بشكل كبير زادت الأخطاء القاتلة ووقع احمد فتحي في خطا ساذج كلف فريق ضربة جزاء تصدى لها أنديلي جالي نجح في زيادة الفارق لهدفين في الدقيقة 74.
وأزداد موقف الأهلي صعوبة بعد ان تملك الإحباط واليأس من نفوس لاعبيه وللمرة الثالثة تهتز شباك شريف إكرامي بهدف ثالث بعد أن نجح نيتسو مايلو في إحراز هدفه الثاني الشخصي في المباراة بعد أربع دقائق فقط من الهدف الثاني.
وعلى الرغم من الفرص التي لاحت للأهلي بعد الهدف، لكن غياب التركيز والسقوط المعنوي كان له أثر كبير لتنتهي المباراة بخسارة مذلة للأهلي على ملعبه ويتأزم موقفه في البطولة التي يحمل لقبها.