لندن ـ سامر شهاب
حذر الرئيس الجديد للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم غريغ دايك من أن إنكلترا سوف "تفشل في المنافسة بجدية على المسرح العالمي" تمامًا إذا لم يتمّ التصدي لظاهرة عدم وجود مواهب محلية على وجه السرعة، وقال دايك إن الهدف للفوز بكأس العالم لكرة القدم في 2022 هو التركيز على العقول.
وقال دايك في أول خطاب رئيسي له، داعيًا كل مسؤولي اللعبة إلى توحيد صفوفهم لمواجهة هذه المشكلة "إن المشكلة خطيرة، وخطيرة جدًا".
وحذَّر من "الاتجاه المخيف" من وجود لاعبين محليين قليلين يلعبون في دوري الدرجة الأولى، قائلاً "كرة القدم الإنكليزية بمثابة الشاحنة التي تحتاج لتغيير اتجاهها. أريد أن أضع هدفين للكرة الإنكليزية: الأول هو لمنتخب إنكلترا للوصول على الأقل إلى الدور نصف النهائي من بطولة اليورو في العام 2020، والثاني هو فوزنا بكأس العالم في العام 2022".
وتحدث دايك عشية دخول إنكلترا تصفيات كأس العالم، ووسط مخاوف جديدة بشأن ندرة المواهب المتاحة لمدرب المنتخب الوطني الإنكليزي روي هودغسون، استشهد دايك بالإحصاءات التي أظهرت عدد اللاعبين الإنكليز في تشكيلة الفريق من أندية دوري الدرجة الأولى، التي انخفضت من 69 ٪ إلى 32 ٪ في السنوات الـ 20 الماضية.
وبخصوص فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، قال دايك "إن نسبة التعاقدات الجديدة من قِبل أندية الدوري الممتاز والمؤهلة للعب لإنكلترا انخفضت من 37 ٪ إلى 25 ٪ في العامين الماضيين، وفي نهاية الأسبوع الماضي بدأ فقط 65 لاعبًا إنكليزيًا في اللعب في الدوري الممتاز مع وجود 14 آخرين يجلسون كبدلاء، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض هؤلاء اللاعبين ليسوا على مستوى المعايير الدولية، وأعتقد أنه من الإنصاف أن نقول إن لدينا بالفعل مواهب قليلة جدًا، كما أنها تتقلص".
وأعلن المدير العام السابق لـ"بي بي سي"، والذي تولى منصبه في اتحاد كرة القدم في شهر حزيران/ يونيو، تشكيل لجنة جديدة لدراسة هذه المسألة، من شأنها أن تشمل الرئيس الجديد للدوري الممتاز أنطوني فراي، ورئيس دوري كرة القدم غريغ كلارك.
وقال إنه سيقدم تقريرًا مع حلول كانون الثاني/ يناير ودراسة مجموعة من الحلول الممكنة، بما في ذلك دراسة جدوى لنظام الحصص للاعبين المحليين، وإعادة النظر في نظام تصاريح العمل، نظرة جديدة على نظام القروض وإمكان إدخال العطلة الشتوية.
وأردف دايك "إن الكرة الإنكليزية ، والتي يلعب فيها لاعبون إنكليز، فيها مشكلة وهي مشكلة أكبر من مجرد لعب مباراتين بشكل غير جيد، وكما قلت، إنكلترا هي بالفعل لديها عجز في اللاعبين الذين يصعدون بانتظام في المستوى الأعلى لأنديتهم ومؤهلون للعب لإنكلترا، ولكن المشكلة الحقيقية هي أنه، سنة بعد سنة، الموقف يزداد سوءًا".
وأشاد رئيس اتحاد كرة القدم، الذي أعطى نفسه أربع سنوات ليكون له تأثير على بعض العقبات الثابتة التي عرقلت أسلافه عندما يتعلق الأمر بتحسين الجانب الوطني، بافتتاح حديقة سانت جورج، والتركيز على تدريب المزيد من المدربين الجيّدين وإصلاح أكاديميات النخبة، التي تتكلف 340 مليون جنيه إسترليني، والتي تهدف لتنمية أداء ومهارات اللاعبين.
ولكنه أضاف: "حيث يبدو أننا لا يزال لدينا مشكلة خطيرة وهي في مرحلة انتقال من اللاعبين الشباب، وتحديدًا اللاعبين الإنكليز الصغار، الذين يتخرجون من أكاديميات كرة القدم إلى الفريق الأول".
ومع الأخذ في الاعتبار العواقب المحتملة من الانجرار إلى طريق سيئ مع الدوري الممتاز، أصرّ دايك على أنه لا يريد أن يدخل إلى "لعبة اللوم"، ولكنه قال "إنه كان هناك شكّ قليلٌ في أن ّالوضع وصل الآن إلى نقطة الأزمة.
واقتبس دايك تقريرًا يعود للعام 2007 عن لاعبي كرة القدم المحترفين، ويحمل عنوان " الانصهار"، والذي حذَّر من أن الدوري الممتاز قد يصبح "مدرسة منتهية بالنسبة إلى بقية المدارس في العالم"، و"يأتي ذلك على حساب لاعبينا"، وقال "إنه منذ ذلك الحين والوضع يزداد سوءًا".
وستضع اللجنة الجديدة دايك في مكانة مهمة في منصبه الجديد، بالنظر إلى إصرار الدوري الممتاز على أن نجاحه لم يُعِق الجانب الوطني.
وقال دايك إن اللجنة الجديدة ستُجيب عن "ثلاثة أسئلة بسيطة: لماذا حدث ذلك، وثانيًا ما يمكن عمله حيال ذلك، وثالثًا العمل على كيفية الخروج من هذه المشكلة، إذا كان ذلك ممكنًا"، مؤكِّدًا أنه سيتم تشجيع اللجنة للبحث عن حلول جذرية.
وأضاف دايك إنه استطلع الرأي بشأن اللعبة، بما في ذلك اللاعبين البارزين والمديرين، قبل كتابة خطابه "باختصار علينا جميعًا مسئولية أن نبذل قصارى جهدنا لتحويل هذا الاتجاه المخيف؛ لأنه إذا فشلنا فنحن سنسمح للكرة الإنكليزية بالسقوط، والسماح للأمة بالسقوط أيضًا".
وأضاف "إنني أومن بعملي، بصفتي رئيسًا لاتحاد كرة القدم، وهو التأكد من أن الهياكل المعمول بها ستظل كما هي لمنح فرق إنكلترا المستقبلية أفضل فرصة ممكنة لتحقيق النجاح، وهذا ما أنوي القيام به".