الرباط - المغرب اليوم
عكس ما يُلحَقُ بها من تهم الشّغب والفوضوية، ساهمَت نوادي الـ"أولتراس" المغربية في توعية المواطنين بضرورة وأهمية أن لزوم بيوتهم واحترام حالة الطوارئ الصحية المُعلنَة للوقاية من جائحة فيروس "كورونا" المستجدّ، وتجلّت أولى محطّات تضامن نوادي تشجيع فرق كرة القدم المغربية في استجابة جلّها لقرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في مطلع شهر مارس، بتنظيم جميع المباريات دون جمهور.
وانتشرت في مجموعة من المدن المغربية لافتات تقول: "لنستقرّ في البيوت محاربَةً للفيروس"، وملصقات تدعو إلى "تجنّب المواصلات والأماكن المزدحمة"، وتظهر كيفية انتشار العدوى، وتتوجّه إلى المواطنين قائلة بالعامية المغربية: "حْبَسْ الاستهتار وبْقَى فْالدَّار".
كما انتشرت ملصقات لـ"ألترا هيركوليس" تقول: "لا للتّهويل لا للتّهوين"، ولافتات لـ"ألترا الشارك" تدعو إلى تكريم الطّبيب، فضلا عن قافلات للتبرع شاركت فيها الألتراس في مدن من بينها آسفي، وفاس، والدار البيضاء... وحملات للتبرّع بالدّم.
وقال شكيب، متابع لعمل الألتراس في المغرب، إنّ "الألتراس" أظهرت خلال الأزمة الحالية "حسّا للانتماء للمجتمع، ونفت كل الأحكام المسبقة حول خلقها للشغب، وكونها فرقا مجنونة بفرقها فقط".
وأضاف المتحدّث أنّ جميع نوادي "الأُلتراس" بالمغرب نظّمت حملات تحسيسية حول ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية، وتجنّب المرافق العمومية، مقدّما مثالا بأُلترا "فاطال تيغرز" في فاس التي وزّعت مجموعة من المساعدات، عبارة عن قفف من المواد الغذائية الأساسية، على أزيد من ثلاثمائة أسرة في وضعيّة صعبة.
واستحضر المصرّح ما قامت به أُلترا "غرين بويز" وألترا "الإيغلز"، المساندتَين لفريق الرجاء البيضاوي، من حملات توعوية ونشر لملصقات تحثّ النّاس على احترام تدابير الوقاية، مع تأكيد ألترا "غرين بويز" على أنّ خروجها في مجموعات يكون مع مراعاة شروط السلامة الصحية.
ومن بين نوادي الألتراس التي ضرب بها المتحدّث المثال ألترا "الوينرز" المساندة لفريق الوداد البيضاوي، وحملاتها التحسيسية، و"ألترا هيركوليس" وملصقاتها التوعوية في طنجة، و"ألترا ريدمان" وملصقاتها التحسيسية في مكناس، و"ألترا عسكري"، التي قامت بمجهود تحسيسي لحث الناس على البقاء في منازلهم بالرباط، وساعدت المعوزين بقفف المؤونة، وقامن بالتبرع بالدّم.
وربط المتحدّث بين قدرة نوادي تشجيع الفرق الكروية هذه على التوعية والتضامن والمساندة، وبين "استقلاليتها عن المكاتب المسيرة للنادي"، وكون تمويلها "يأتي من بيع منتجاتها". وقال إنّ هذه الحملات تمحي "الصورة غير الإيجابية عن الأُلترا بكونهم شبابا غير واع وغير مسؤول"، مؤكّدا أنّها نوادٍ "تنخرط عندما يحتاجها المجتمع".
قد يهمك ايضا
"بلاك آرمي" المغربية تشن هجومًا على فصائل الألتراس المتعاونة مع الأمن