القاهرة ـ حسام السيد
تسببت الأوضاع السياسية في مصر في أزمة جديدة داخل أروقة الرياضة المصرية، وألقت بظلالها على الأحداث في الفترة الأخيرة، فبعد دخول "الأولتراس" في المعادلة السياسية في مصر تفجرت خلال الأسابيع الأخيرة أزمة الألعاب القتالية وعلى رأسها "الكونغ فو" بعد أن قام اللاعب المصري محمد يوسف برفع شعار "رابعة العدوية"، وارتداء قميص يرفض عزل الرئيس السابق
محمد مرسي وجماعة "الإخوان" خلال تسلمه الميدالية الذهبية في بطولة العالم في روسيا، ثم تلاه قيام اللاعب هشام عبد الحميد برفع شعار "رابعة" بعد تأهله إلى دور الـ8 في بطولة ماليزيا، تضمانًا مع اللاعب ورفض قرارات اتحاد اللعبة في مصر بإيقافه عن اللعب لمدة عامين وحرمانه من تمثيل مصر في البطولات المقبلة، فيما ويفكر وزير الرياضة المصري طاهر أبوزيد في القيام بحل مجلس إدارة الاتحاد المصري للكونغ فو بعد أن تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" صورة لمنتخب مصر للعبة في حمام السباحة خلال التدريبات وأثناء التلويح بإشارة رابعة العدوية ، خاصة أن هناك اتجاه إلى تجميد الألعاب القتالية في مصر او اعادتها إلى احضان الحكم العسكري من جديد بعد أن أصبحت لعبة سياسية.وزادت حساسية ملف الألعاب القتالية في مصر بعد أن سربت الجهات الأمنية معلومات بخصوص لجوء الجماعات الاسلامية بشكل عام إلى تدريب المنتمين إليها على مثل هذه الألعاب التي تستخدم في قتال الشوارع، وتعتبر نوعًا من الرياضيات التي كانت محرمة في مصر في وقت سابق قبل أن يتم تحريرها من قبضة الجماعات التي وصل بها الأمر في وقت سابق إلى السيطرة على الاتحاد ، حيث اضطرت الحكومة المصرية في وقت سابق إلى حظر اللعبة، وعادت بعد ذلك عن طريق مجالس إدارة من العسكريين ورجال الشرطة لمنع استخدامها كسلاح في ايدي الجماعات ذات التوجهات الإسلامية والدينية بشكل عام .وكشف القائم بأعمال المدير التنفيذي للاتحاد المصري لـ"الكونغ فو" اللواء جمال الجزار عن وجود مخطط سابق لجماعة "الإخوان" في مصر للسيطرة على مقاليد الأمور بالنسبة للعبة منذ تولي الدكتور محمد مرسي سدة الحكم قبل أن يتم عزله ، مؤكدا أن المسؤولين عن اللعبة في الوقت الراهن لن يسمحوا بأن تتحول الأمور إلى أسوأ من قيام لاعبين باستخدام إشارات ذات بعد سياسي في المناسبات الرياضية على اعتبار أن ذلك يمثل خرقًا للوائح والقواعد الخاصة بالاتحاد، كما أنه يضع مصر في موقف حرج بالنسبة للميثاق الأوليمبي الذي حرم تمامًا اقحام السياسة في المجالات الرياضية .وأبدى الجزار استنكاره من قيام لاعبين مصريين بالتدرب لمدة شهور طويلة في المركز الأوليمبي في ضاحية المعادي واستلام ملابس رياضية مصرية ثم الخروج بتصرفات تتعارض مع سياسات الدولة بشكل عام ، وأكد أن جماعة الإخوان التي قام اللاعبان بدعمهما تعتبر جماعة محظورة بحكم قضائي مصري، وبالتالي لا يمكن أن تظهر في مناسبات رياضية تتعلق بمشاركة مصر بالخارج .ويفكر وزير الرياضة المصري طاهر أبوزيد في القيام بحل مجلس إدارة الاتحاد المصري للكونغ فو بعد أن تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بط صورة لمنتخب مصر للعبة في حمام السباحة خلال التدريبات وأثناء التلويح بإشارة "رابعة العدوية"، خاصة أن هناك اتجاه إلى تجميد الألعاب القتالية في مصر أو إعادتها إلى أحضان الحكم العسكري من جديد بعد أن أصبحت لعبة سياسية، حيث رصدت كاميرات التلفزيون خلال تظاهرات "رابعة العدوية" ميدان "النهضة" قيام بعض الأشخاص بتدريب شباب الجماعات الإسلامية على الفنون القتالية للدفاع عن النفس وسط مخاوف من استخدامها ضد المدنيين غير المسلحين .وعلى الجانب الآخر دافع اللاعب محمد يوسف عن تصرفاته مؤكدًا أنه لا ينتمي إلى جماعة "الإخوان" على الإطلاق، وأن ما دفعه إلى ذلك أشعره بالتعاطف مع الضحايا الذين سقطوا خلال تظاهرات فض اعتصام "رابعة العدوية"، و"ميدان النهضة" قبل عدة شهور، مؤكدا أنها مسألة حرية شخصية ولم يقصد على الاطلاق أن يسيئ إلى سمعة مصر .
وفي السياق ذاته دافع مدرب اللاعب هشام عبدالحميد الكابتن خالد محجوب عن موقف اللاعب خلال بطولة العالم في ماليزيا مؤكدا أنه لم يسيئ إلى أحد وأن من حق أي لاعب التعبير عن وجهة نظره، ودلل على ذلك بقيام المحترف المصري لكرة القدم في قبرص أمير عزمي مجاهد بارتداء قميص يحمل عبارات تأييد لوزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أنه كان يتوجب أيضا محاكمة من جانب المعنيين بالشأن الرياضي في مصر بما يضمن المعاملة نفسها بالنسبة للمؤيدين والمعارضين .