دمشق - جورج الشامي
تفتتح، الثلاثاء، مباريات المربع الذهبي في بطولة الدوري السوري لكرة القدم، حيث تبدأ مباريات الجولة الأولى بمباراتين، الأولى في ملعب "تشرين" في دمشق، وتجمع فريق الشرطة، حامل اللقب، ومتصدر المجموعة الأولى، مع "مصفاة بانياس" ثاني المجموعة الثانية، فيما يلتقي في الثانية في التوقيت ذاته، الخامسة عصرًا، فريق الجيش، متصدر المجموعة الثانية، مع الحرية، وصيف الأولى، في ملعب "الفيحاء".
وكانت استعدادات الفرق الأربعة قد تباينت، حيث شارك فريقا الحرية وبانياس في دورة تشرين الكروية، فوصل الحرية لنصف النهائي قبل أن يخسر من تشرين برباعية، فيما ودع بانياس الدورة من دورها الأول.
أما فريق الجيش، فقد استعد من خلال معسكر قصير في مدينة السويداء، لعب خلاله مباراة ودية مع العربي، أنهاها برباعية نظيفة، فيما استعد الشرطة هو الآخر من خلال معسكر مغلق في دمشق، وثلاثة لقاءات مع جاره الوحدة، فاز في اثنتين منها بنتيجة (5-1) و(5-3)، وانتهى الثالث بالتعادل السلبي دون أهداف.
كل الفرق تدخل هذا الدوري بصفر من النقاط والأهداف والبطاقات الملونة، وبالتالي كلها مؤهلة لكي تقول حكمتها في الدوري الأصعب الذي لا يقبل التعويض في أي مباريات من مبارياته الست، فالنظام يقضي بلعب هذه المرحلة المهمة من دور واحد في مكان محايد، لكن الفرق اتفقت على أن تلعب في دمشق، وسيتحمل الاتحاد الرياضي العام نفقات إقامة فريقي الحرية ومصفاة بانياس.
كل الفرق نظريًّا مؤهلة للفوز ببطولة الدوري، ما دامت وصلت إلى هذه المرحلة، والكلمة الفَصل ستكون في الميدان، ولكل مجتهد نصيب، لكن من الوجهة العملية، فإن الحظوظ تبدو متفاوتة قياسًا على أوضاع الفرق، وإمكاناتها، واستعدادها، ومستوى اللاعبين الذين يمثلونها.
ويبرز الشرطة الذي حاز الدوري في الموسمين الماضيين، كأحد الفرق المرشحة للاحتفاظ بلقب الدوري للموسم الثالث على التوالي، وترشيح الشرطة لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة الإمكانات التي يتمتع بها، إضافة لاستعداداته الكاملة عبر تمارين صباحية ومسائية، ضمن معسكر داخلي مغلق، تخلله مباراتان مع الوحدة، فاز في الأولى (5/1)، وتعادل في الثانية سلبيًا.
والشرطة الوحيد الذي بدل من جلدته بتغيير بعض لاعبيه دعمًا لمراكز هجرها صانعوها، بعد أن انتهت عقودهم، مثل: عدي جفال، ومصعب بلحوس، وعمار زكور، وعلي غليوم.
أما مدرب الشرطة، باولو دا سيلفا، برازيلي الجنسية، مهتم جدًا بالمربع الذهبي، ليخطف أول انجاز له في سورية، وهو في الوقت ذاته يعتبره محطة استعدادية مهمة قبل دخول ثمانية الاتحاد الآسيوي.
وفي العموم فإن الشرطة تفوق على مصفاة بانياس في مواجهتين جمعتهما في مباريات دوري الأقوياء الموسم الماضي (2/1) و(1/صفر)، وكانا تعادلا في الدوري التمهيدي (1/1)، والتقى الحرية في دوري الموسم الحالي، فتعادلا ذهابًا بلا أهداف، وفاز الشرطة إيابًا (2/صفر)، وكانت الغلبة للشرطة على الجيش في دوري الموسم الماضي (1/صفر) و(2/1)، لكن الجيش أخرج الشرطة من كأس هذا الموسم بالفوز (2/1).
ويقول بعض المراقبين والمحللين الرياضيين "إن لم يفز الشرطة ببطولة الدوري، فالجيش ثاني المرشحين، لأن الجيش يملك إمكانية متساوية مع الشرطة بالفوز باللقب مع فارق مستوى بعض اللاعبين، وهذه الفرضية تنبع من العامل النفسي، فلاعبو الجيش يريدون أن يثبتوا أنهم لا يقلون مستوى ونجومية عن أقرانهم في فريق الشرطة، لذلك سيلعبون بجدية متناهية وتصميم وإرادة، وقد يستغلون الحالة النفسية التي يصاب بها لاعبو الشرطة أحيانًا بالثقة الزائدة التي قد تصل مرحلة الغرور".
ومن الناحية العملية، فآخر لقاء جمع الفريقين انتهى بفوز الجيش (2/1)، وهذا يؤكد إمكانية فوزه مرة أخرى، ويدعو بالمقابل لاعبي الشرطة لمحي آثار هذه الهزيمة بفوز يعوض عليهم خسارة الكأس ببطولة الدوري.
الجيش أفضل من مصفاة بانياس، وخلال أربعة لقاءات جمعتهما في الموسم الماضي والجاري فاز الجيش في ثلاث مواجهات (6/صفر)، و(3/صفر) مرتين، وتعادلا مرة واحدة (3/3)، ما يؤكد غزارة الأهداف في المباريات التي تجمعهما، ما يؤكد أن الجيش يسجل حالة تفوق واضحة على مصفاة بانياس.
والتقى "الجيش" مرة واحدة "الحرية" في الدوري التمهيدي الموسم الماضي، وفاز الجيش (2/1)، وعلى كل حال تبدلت أحوال الفريقين عن الموسم الماضي.
وأخيرًا، الجيش أقام معسكرًا الأسبوع الماضي في السويداء، تخلله مباراة كرنفالية مع العربي، فاز بها الجيش (4/صفر).
الحرية في وضع محير من حيث المستوى والأداء الذي يقدمه، ومع ذلك كان مفاجأة سارة، وظهر معقولًا ومنافسًا، وعلينا ألا ننكر أن الحظ واتحاد كرة القدم منحا الحرية فرصة العبور نحو المربع الذهبي عبر نقاط مجانية نالها الفريق بعد نهاية الدوري بأدائه اللقاءات المؤجلة، وقد عرفت كل الفرق مواقعها، فلعبت أمامه بلا حافز، وبالطبع خسرت وكأنها منحته نقاطًا مجانية.
الحرية لديه مجموعة من اللاعبين الموهوبين، وأصحاب الخبرة المخضرمين، يقودهم على المستطيل الأخضر، نهاد الحاج مصطفى، ومن خارج الملعب محمد خير حمدون، ولا شك أن توليفة الفريق الجيدة، وتفاهمه مع الكادرين الإداري والفني يعطيان الفريق دعمًا معنويًّا ليكون ذا شأن في هذه المحطة الحاسمة.
آخر مشاركات الفريق كانت دورة تشرين الكروية التي كانت بمنزلة الاستعداد النهائي للفريق، وفيها قدم أداء متوسطًا ومذبذبًا؛ فتعادل مع المحافظة (1/1)، وفاز على التضامن (6/2)، وعلى حطين (1/صفر)، لكنه خسر نصف النهائي أمام تشرين (صفر/4)، ما رسم العديد من إشارات الاستفهام حول هذا السقوط المريع.
ذكرنا لقاءات الحرية مع الشرطة والجيش، أما مع مصفاة بانياس، فلم يلتق معه إلا في مرحلة الكأس الموسم الماضي، وفاز المصفاة (2/1) ذهابًا، وتخلف عن لقاء الإياب المقرر في حلب.
وحالة كحال الحرية، فقد أعانه الحظ والحُكَّام على التأهل لهذا الدور، ولا نود العودة إلى الأحداث والأخطاء التحكيمية التي صبت بمصلحته، فاحتل مركز الوصيف بقدرة قادر.
على كل حال، أهلًا وسهلاً بهذا الفريق الجديد على أسرة أقوياء الدوري، ومن واجبنا أن نقدم له نصيحتين إن أراد لعب كرة قدم فيها جمال ونكهة، النصيحة الأولى: الابتعاد عن الاعتراض على الحكام والتأثير فيهم، وأعتقد أن هذا الأسلوب لن ينجح في المربع الذهبي بمواجهة الجيش والشرطة، لأنهما الأكثر تأثيراً في الميدان.
النصيحة الثانية: عدم استعمال الخشونة المفرطة في اللعب، وأنا هنا لا أوافق مدرب الفريق الذي يعتبرها رجولة، فشتان ما بين الخشونة والقسوة وبين الرجولة.
الفريق يضم لاعبين جيدين، وبإمكان المدرب تسخير قدرتهم لمصلحة اللعب، واستثمارها في العمل الجماعي الذي هو أساس كرة القدم ومصدر جمالها.
مشاركة الفريق في دورة تشرين كانت المحطة الأخيرة في استعداده، لكننا فوجئنا بالأداء غير الموزون الذي افتقر للانضباط والروح الرياضية، فخسر أمام منتخب الشباب (صفر/2)، وتعادل مع تشرين (2/2)، وفاز على جبلة (3/صفر)، وخرج من الدور الأول.
الجدير ذكره أن مباريات المربع الذهبي ستقام كلها في دمشق، بعد اتفاق الفرق الأربعة على أن يتحمل الاتحاد الرياضي واتحاد الكرة نفقات إقامة فريقي الحرية وبانياس، وتقام المباريات من ثلاثة مراحل على نظام الدوري من مباراة واحدة، أيام الثلاثاء 27 آب/أغسطس الجاري، والخميس 29 آب/أغسطس الجاري، وتختتم الأحد 1 أيلول/سبتمبر المقبل.