لندن - سليم كرم
ضربت حالة من الفرحة الجنونية أرجاء دولة بيرو الواقعة في قارة أميركا الجنوبية بعد تأهل منتخبها الأول لكرة القدم للمرة الأولى منذ 36 عامًا إلى بطولة كأس العالم 2018 في روسيا بعد فترة عصيبة شهدت الكثير من الاحباطات واللحظات المريرة.
وأصيبت جماهير بيرو الأربعاء بحالة غريبة من التخبط واختلاط المشاعر وطغت حالة من الارتباك احتفالاتها التي عجت بها شوارع عاصمتها ليما، حيث انقسم المشجعون إلى مجموعات جاءت تعبيراتها عن فرحة التأهل متباينة بين الصراخ والبكاء والرقص وإشعال الألعاب النارية في مظهر احتفالي بدأ كما لو أنه لا نهاية له.
وقالت جماهير بيرو "سنذهب إلى المونديال"، أمام إحدى الشاشات العملاقة التي وضعت داخل حديقة حي "ميرافلوريس" ذو الكثافة السكانية العالية في ليما, وتكرر هذا المشهد في مدن عدة داخل الدولة الأميركية الجنوبية بعد أن حصدت أخر بطاقات التأهل إلى مونديال روسيا 2018.
وعقب إطلاق حكم لقاء بيرو ونيوزيلاندا صافرة نهاية المباراة التي جمعت بين البلدين الأربعاء في إياب الملحق الفاصل المؤهل إلى المونديال, وفازت بها بيرو بهدفين نظيفين، وبدأت الجماهير في القفز والصراخ من دون انقطاع.
وكشف أحد المشجعين"40 عامًا" في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" "قبل ذلك كنا نرتدي قميص الأرجنتين أو البرازيل أو كولومبيا ولكن الآن سنستخدم القميص الخاص ببيرو بكل فخر، إنه شعور رائع للغاية", وقامت مجموعة من الجماهير البيروفية بالسير في صفوف, وفتح ممرات لها داخل شوارع ليما يتقدمهم الأشخاص الذين ينقرون الدفوف وهؤلاء الذين يحملون الأعلام.
وقال مشجع أخر "تهانينا، إنه شعور جديد لا يمكنني وصفه، يا له من فخر، كنت أعرف أننا سنحقق هذا", وأضيئت سماء ليما بالألعاب النارية، فيما أطلق بعض المشجعين من أعلى أسطح البيانات بالونات وراح بعضهم يلوح بأعلام بيرو.
وفتحت المقاهي أبوابها للجماهير لأخذ قسط من الراحة خلال الاحتفالات، ولم يكن هناك حرج بين الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم البعض عند تبادلهم العناق والبكاء سويًا وافتراش الأرض معربين عن فرحتهم الطاغية, ولم يسبق لشعب بيرو أن حظى بهذا الاتحاد والتواصل الإيجابي بين أفراده خلال أحد الاحتفالات منذ ثلاثة عقود