عمان – حسون الشيخ
عمان – حسون الشيخ
استدرج منتخب أوزبكستان مضيفه الأردني إلى نتيجة التعادل "1-1" في المباراة التي جمعتهما مساء الجمعة على استاد الملك عبد الله الثاني في القويسمة في ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم بكرة القدم.
وبات التعادل بطعم الفوز لمنتخب أوزبكستان الملقب بـ "الذئاب البيضاء" كونه سيلعب بخيارات متعددة في لقاء الرد المقرر الثلاثاء المقبل في طشقند، إذ يحتاج للتعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة، ليتأهل
رسميا ويلتقي بالتالي خامس قارة أميركا الجنوبية، ومع ذلك فإن حظوظ المنتخب الأردني ما تزال قائمة، إذ يحتاج للتعادل بأكثر من "1-1" أو الفوز للتأهل، وفي حال انتهى لقاء الرد بذات نتيجة مباراة الذهاب، فإنه سيتم الاحتكام لشوطيين إضافيين وركلات ترجيح.
وتقدم المنتخب الأردني في المباراة التي حظيت بحضور الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الإتحاد الدولي، رئيس الإتحاد الأردني، بهدف السبق في الدقيقة "30" وحمل توقيع مصعب اللحام، لكن الضيوف نجحوا في إدراك التعادل سريعا في الدقيقة "35" عبر جيباروف.
عمل منتخب أوزبكستان منذ البداية على بناء هجمات سريعة تفرض على منتخب الأردن المتسلح بأرضه وجماهيره التراجع وإشغاله، بالتالي بتأمين مواقعه الدفاعية على حساب تطلعاته الهجومية، لينجح الضيوف في "حشر" النشامى في ملعبهم عندما اضطر لاعبوه للتراجع للوقوف كسد منيع أمام الأطماع الأوزبكية من دون أن يبادروا لشن أي هجمة تباغت شباك زاكيروف حارس مرمى الضيوف.
منتخب الأردن الذي خاض المباراة بتشكيلته المعتادة مع تغيير بسيط يتمثل بمشاركة بني عطية وجلوس عامر ذيب على مقاعد الاحتياط عانى من عبء الضغط النفسي العالي، وحاول التعامل بحذر وتركيز كبيرين مع الهجمات الأوزباكية التي امتازت بالسرعة والتنوع، وذلك من خلال الإعتماد على مبدأ تشتيت الكرات الخطرة أولا بأول وبعيدا عن أي فلسفة قد توقعهم في المحظور.
واستوعب منتخب الأردن إلى حد كبير الحضور الهجومي لخصمه شيئًا فشيئًا، وبدأ يبحث عن "ردة الفعل" من خلال بناء هجمات منسقة معتمدا على وجود شادي أبو هشهش وسعيد مرجان في منتصف الميدان وبمساندة من حسن عبد الفتاح ومصعب اللحام من اليسار وخليل بني عطية من الجهة اليمنى حيث حاول هؤلاء البحث عن منافذ تقود أحمد هايل لشباك زاكيروف.
وعانت هجمات المنتخب الأردني من محدودية الخيارات وميل بعض لاعبيه للحلول الفردية وضعف المساتدة المطلوبة لهايل في المناطق الأمامية مما سهل على خط دفاع أوزباكستان المكون من إيجور ترايمس وانزور اسماعيلوف وحسنوف التعامل مع الخطورة الأردنية، في الوقت الذي كان فيه ناسيموف يرسل كرة مباغتة من منتصف الملعب حولها شفيع ببسالة لركنية.
وعلى الرغم من المحاولات الهجومية للمنتخبين، إلا أن الحذر ظل سمة بارزة طغت على أدائهما خشية من تعرض الشباك للأهداف مما غيب مشاهد الخطورة المباشرة لوقت ليس بالقصير على المرميين مع أفضلية نسبية لصالح منتخب اوزبكستان الذي كان الأكثرانضباطا من الناحية النفسية والفنية بل والأكثر استحواذا على الكرة بفضل حالة الإنسجام بين لاعبيه ناسيموف ونورسينوف وكاباتزا ودينيسوف وايناموف.
ومن هجمة منسقة ومن تمريرات نموذجية "ملعوبة" اخترق مصعب الدفاع الأوزبكي ومرر الكرة لحسن عبد الفتاح الذي لعبها بسرعة البرق لأحمد هايل ليعيدها للمتقدم مصعب اللحام الذي سددها بإتقان أرضية زاحفة داخل شباك زاكيروف معلنا تقدم الأردن.
وأعطى حسام حسن مدرب منتخب الأردن للاعبيه بتعليمات واضحة تتمثل بضرورة المحافظة على هدف السبق حتى نهاية الشوط الأول، لكن النشامى لم يتنبهوا جيدا للجهة اليسرى لمنتخب أوزبكستان والتي شكلت نقطة الارتكاز لهجماته وهو ما شكل عبئا كبيرا على عدي زهران وإلى جانبه بني ياسين ومحمد مصطفى والدميري.
ولم يستهلك منتخب أوزبكستان وقتا طويلا لتعديل النتيجة في الدقيقة "34" عندما شن هجمة من الجهة اليسرى ليمرر كاباتزا كرة نموذجية لجيباروف الذي وجد نفسه بلا رقابة داخل منطقة الجزاء مطلقا تسديدة قوية أخذت يد شفيع وسكنت شباكه محرزا هدف التعادل "1-1".
ومال أداء المنتخبين في الدقائق المتبقية للهدوء والعمل على تأمين المواقع الدفاعية تفاديا لأي أهداف جديدة لتمر الدقائق وتشهد تسديدة قوية من جيباروف تصدى لها عامر شفيع بثقة وينتهي الشوط الأول بالتعادل "1-1".
البحث عن الفوز كان شعارًا واضحًا لحسام حسن مع مطلع الشوط الثاني عندما ضحى بلاعب ارتكاز هو شادي أبو هشهش ودفع بعدي الصيفي، لتعزيز قدرات النشامى الهجومية ولاسيما أن نتيجة التعادل "1-1" لا تخدم تطلعاته وهو يلعب في أرضه وبين جماهيره.
تعامل المنتخب الأوزباكي مع المباراة باريحية كون النتيجة تصب في صالحه بدليل أنه تخلى عن مبادراته الهجومية وعمد إلى تأمين مواقعه الدفاعية مبكرا كخطوة هدفت لامتصاص الفورة الهجومية المتوقعة لمنتخب الأردن.
وأجرى حسام حسن في الدقيقة "57" تبديله الثاني بالدفع بعبد الله ذيب مكان حسن عبد الفتاح من أجل إعادة الحيوية لقدرات خط الوسط الذي افتقد للتماسك وصانع الألعاب، ليرد عليه مدرب أوزباكستان قاسيموف بالدفع باللاعب اولوجييك باكاييف.
ومضى الوقت مندون أي مستجدات وغابت ملامح الإثارة والندية في ظل انخفاض الإيقاع الهجومي، فالحذر الدفاعي تسيد تحركات المنتخبين مع تحسن واضح صب في صالح المنتخب الأردني، إذ لاحت لعدي الصيفي كرة نموذجية داخل منطقة الجزاء سددها على الطاير بدون تركيز.
ولأن حسام حسن شعر بأن التبديلات التي أجراها لم تأت بالمطلوب في ظل سوء تمركز لاعبيه في منتصف الملعب فقام باشراك عامر ذيب بدلا من سعيد مرجان عل وعسى ينجح في تفعيل قدرات منتخب الأردن الهجومية .
وعمل منتخب أوزباكستان في الربع الأخير على استهلاك الوقت والإكتفاء بشن هجمات مرتدة في الوقت الذي فرضت فيه رقابة صارمة على المهاجم أحمد هايل، لينجح في النهاية منتخب اوزبكستان في استدراج مضيفه الأردني للخروج بنتيجة التعادل "1-1".