الدار البيضاء - جميلة عمر
وجه سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، نداءًا إلى المجموعة الدولية لتقديم مساعدتها من أجل "سد العجز" في مجال تمويل الانتخابات في جمهورية إفريقيا الوسطى، في سياق ظروف إقليمية حرجة جدًا.
وأوضح هلال، الذي كان يتحدث بصفته رئيسًا لتشكيلة جمهورية أفريقيا الوسطى التابعة إلى لجنة تعزيز السلام في الأمم المتحدة، أنه "ينبغي سد هذا العجز في أقرب وقت ممكن، ولا يجب أن يعرقل أو يرهن" هذه الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة نهاية العام، لأن الأمر يرتبط "بمستقبل، وبأمن واستقرار هذا البلد"، ويذكر أنه لم يتم وصول سوى 21 مليون دولار من بين 44 مليون دولار، التي تعهدت المجموعة الدولية بمنحها.
ووجه هلال النداء خلال لقاء لتشكيلة جمهورية أفريقيا الوسطى، ضم العديد من الشخصيات، من بينها وزير إدارة التراب الوطني واللامركزية والجهوية في جمهورية أفريقيا الوسطى بشير واليدو موديبو، الذي أطلع الحضور على مختلف المبادرات التي تقوم بها حكومته للتحضير للانتخابات المقبلة.
وحذر الدبلوماسي المغربي في هذا الصدد، من "انهيار هذا المسلسل" خصوصًا "في ظروف إقليمية حرجة"، تتحين فيها الجماعات المتطرفة كـ"بوكو حرام" و"الشباب" و"القاعدة" و"داعش"، مثل هذه الفرص.
وتابع هلال "إننا محظوظون لأن مختلف الفاعلين في هذا البلد لم يستسلموا لدعوات المتطرفين ولأيديولوجياتهم"، محذرًا من استمرار هذا الوضع إذا ما تخلت المجموعة الدولية عن مسؤوليتها وواجبها التضامني مع جمهورية أفريقيا الوسطى، مؤكدًا أن "مستقبل أفريقيا رهين في منطقة الساحل جنوب الصحراء"، مضيفًا أن الاستقرار وتسوية المشاكل القائمة بهذه المنطقة سيكونان حاسمان خلال العقود المقبلة لتحقيق السلام والأمن الدولي.
وذكر هلال بأنه استشعر خلال المنتدى الوطني في بانغي، الذي حضره إلى جانب مختلف الأطراف في الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة من 4 إلى 22 أيار/مايو الماضي، "رغبة عميقة لدى محاوريه لطي الصفحة، وإعادة البلاد إلى طريق السلام والاستقرار، لافتًا إلى أن عودة الأمور إلى طبيعتها لن يكون ممكنًا دون تنظيم انتخابات نزيهة وشاملة وذات مصداقية.
وأشار إلى أن مواطني جمهورية أفريقيا الوسطى عبروا عن "التزامهم من خلال إنجاح منتدى بانغي، وهو ما يشجع على تمكينهم من جميع الوسائل الضرورية لتنظيم هذه الانتخابات في الآجال المحددة".
وشارك في هذا اللقاء أيضًا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى ومساعد الوسيط في أزمة أفريقيا الوسطى عبدولاي باتيلي، ونائب الأمين العام المكلف بعمليات حفظ السلام ديميتري تيتوف، ومدير المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للتنمية عبدولاي مارديي، والممثل الخاص المساعد للأمين العام، الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للتنمية والمنسق الإنساني إوريليان أغبينوسي، ونائب الأمين العام لتعزيز السلام أوسكار فيرنانديز ترانكو، والممثل الخاص للولايات المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى السفير سمينغتون.