واشنطن ـ المغرب اليوم
أكدت مصادر الشرطة الأميركية أن منفذي هجوم سان برناردينو في كاليفورنيا هما سيد رضوان فاروق، الذي يعمل مفتشًا صحيًّا في المدينة، وامرأة تُدعى تشافين مالك، 27 سنة، قالت الشرطة إنها زوجته، وللاثنين طفلة في شهرها السادس، ومع أنه لا تزال دوافعهما مجهولة، بدأت التحقيقات تكشف خيوطًا مهمة في هذا الهجوم الذي أرعب كاليفورنيا.
وأوضح مسؤول فيديرالي كبير أن فاروق غادر احتفالًا ميلاديًّا في المركز الصحي الذي يعمل فيه، بعد دخوله في سجال مع بعض الأشخاص، ثم عاد مع مالك يحملان أسلحة. وفي سجلات المركز الصحي، يظهر أن فاروق يعمل هناك منذ خمس سنوات، وأنه حقق عام 2013 قرابة 53 ألف دولار، وهو متخرج من جامعة سان برناردينو في كاليفورنيا مع شهادة في الصحة البيئية عام 2009.
ووصفه زملاء له في العمل بأنه هادئ ومهذب.
وأبان باتريك بكاري أن المشتبه فيه غاب قرابة شهر في الربيع الماضي، ويقول البعض إنه ذهب إلى السعودية، وعندما عاد سمع أنه تزوج، والمرأة التي قال إنها صيدلانية تعرف عليها عبر الإنترنت، وقد رُزقا بطفلة لاحقًا، ولفت إلى أن فاروق المتحفظ لم تظهر عليه أية علامات على تصرف غير عادي، إلا أنه أرخى ذقنه قبل بضعة أشهر.
وأكّد بكاري وكريتسيان نوايديك أنه عمل معهما سنوات، ولكنه كان متحفظًا، ومع أن الرجل الطويل والنحيل كان مسلمًا ملتزمًا، الا أنه نادرًا ما ناقش مسألة الدين في العمل.
وصرحت غريزيلدا ريزنغر التي عملت مع فاروق حتى أيار/ مايو الماضي في حديث إلى "لوس انجليس تايمس" :"لم يلفت انتباهي يومًا أنه متطرف، ولا حتى أوحى لي بنيّات مشبوهة".
وأعلن بكاري أنه كان جالسًا إلى الطاولة نفسها مع فاروق، الأربعاء، قبل أن يغادر مسرعًا تاركًا معطفه على الكرسي.
وأشار فرحان خان، المتزوج من شقيقة فاروق، أنه عرف فاروق كل حياته، وأنه مصدوم كبقية العائلة مما حصل، ولفت إلى الصور التي توزع على الإنترنت ليست للمشتبه فيه، وإنما لشقيق فارق الذي كان في العمل أثناء الهجوم.
وعرّف فاروق على حسابه في موقع له عن نفسه بأنه "للاشخاص الذين يعانون إعاقات والمتزوجين مرة ثانية".
وأكّد فاروق في بروفايله أنه "يحب العمل في السيارات العصرية وقراءة الكتب الدينية ويحب تناول الطعام خارجًا أحيانًا"، وألمح أيضًا إلى أنه يحب السفر والخروج مع أخته الصغيرة وأصدقائه، وفي البروفايل نفسه، يقول إنه يتحدر من عائلة مسلمة مع قيم عائلية "شرقية وغربية". وليس واضحًا تاريخ فتح هذا الحساب، إلا أن والده أكّد "النيويورك ديلينيوز" أن فاروق كان متدينًا جدًّا، موضحًا أنه "كان يذهب إلى العمل ويعودللصلاة ثم يعود الى العمل".
ويحاول المحققون التكهن بدوافع فاروق، وسط روايات متضاربة عما حصل. ولم يستبعد مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية "إف بي آي" في لوس انجليس ديفيد بوديش فرضية الارهاب، قائلًا: "سنذهب إلى أين تقودنا الأدلة، نحن بالتأكيد نتحرك بالتأكيد على أساس أن الإرهاب هو احتمال".
وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى أن فاروق لم يكن هدفًا لأي تحقيق يتعلق بنشاط إرهابي، ولم يكن مصدر قلق للـ "إف بي آي" قبل هجوم، الأربعاء، بينما أفاد مسؤولون آخرون أن مكتب التحقيقات يبحث في صلة محتملة بين فاروق وشخص واحد على الأقل، مشتبه في تورطه بالإرهاب منذ سنوات.وتوحي الانطباعات الاولية بأن المهاجمين كانا مستعدين للاعتداء "وكانت هناك درجة ما من التخطيط".
وأكّد مسؤول في الشرطة أنهما كانا "مرتديين أزياء داكنة، نوع من العتاد التكتيكي، ويحملان بنادق وأسلحة أوتوماتيكية".
ويعود اثنان من الأسلحة التي عثر عليها يعودان إلى فاروق. اشتراهما في طريقة قانونية قبل ثلاث أو أربع سنوات، بحسب أحد المسؤولين، واثنان آخران من الاسلحة اشتراهما شخص آخر، ربما زميل سابق له في السكن، قبل ثلاث أو أربع سنوات، إلا أن المسؤولين لا يعتقدون أن لذلك الشخص صل بالهجوم.وَعَثَرَت الشرطة على كيس يعتقد أنه لمطلقي النار، داخل قاعة المؤتمرات. ووجد المحققون في داخله ثلاث عبوات بدائية مشحونة بمسحوق أسود ومثبتة بسيارة تسير من بعد.
وأعلن أحد مسؤولي إنفاذ القانون أنه أمكن العثور على جهاز التحكم للسيارة داخل السيارة الرباعية الدفع التي قُتل فيها فاروق ومالك برصاص الشرطة. وأوضح المسؤول أن هذا يعني أن الزوجين كانا ينويان استخدام جهاز التحكم لتفجير العبوات من بعد، فإما أن الجهاز لم يعمل وإما أنهما لم يحاولا استخدامه.