موسكو - حسن عمارة
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الحملة العسكرية التي تشنها بلاده في سورية لم تحقق ما يكفي حتى الآن وأن ثمة حاجة إلى مرحلة تالية، قائلًا: "يجري تحقيق أهدافنا... يجري ذلك جيدا؛ لكن هذا ليس كافيا حتى الآن لتطهير سورية من المتمردين والمتطرفين وحماية الروس من الهجمات المحتملة".
وأوضح بوتين في مؤتمر عبر الفيديو مع مسؤولين عسكريين: "أمامنا كثير من العمل وآمل في أن تنفذ المراحل التالية على المستوى العالي نفسه وبالاحترافية نفسها... وأن تسفر عن النتائج التي نتوقعها"؛ لكن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف صرح بأنه لم يجر أي نقاش في شأن عملية برية محتملة للقوات الروسية في سورية.
وأكد الكرملين أن بوتين سيلتقي الاثنين الزعيم الإيراني علي خامنئي في إطار زيارة إلى طهران، علمًا أن روسيا تدعو منذ أشهر عدة إلى إنشاء تحالف موسع يضم إيران لمحاربة "داعش" في سورية.
وصرح مستشار الكرملين يوري اوشاكوف، بأنَّ بوتين سيبحث مع المرشد الإيراني في "مسائل تتصل بالعلاقات الثنائية وخصوصًا في مجالات الطاقة النووية والنفط والغاز وكذلك التعاون (الروسي - الإيراني في قطاع) الدفاع"، وقال إن بوتين الذي سيجتمع أيضا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، لم يلتق خامنئي سوى مرة واحدة عام 2007.
وتأتي زيارة بوتين إلى إيران وقت تكثف فيه الدبلوماسية الروسية جهودها في شأن الملف السوري، وترغب موسكو في إنشاء تحالف دولي يضم إيران والأردن ودولًا أخرى في المنطقة وكذلك الغربيين من اجل محاربة "داعش" في سورية.
وفي مؤشر للجهود التي تبذلها الدبلوماسية الروسية في شأن الملف السوري سيلتقي بوتين الثلاثاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين في سوتشي جنوب روسيا.
وأعلن مستشار الكرملين أيضا تأجيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى "الأشهر الأولى" من 2016 بعدما كانت مقررة قبل نهاية 2015، مع العلم أن السعودية هي من الدول المتحفظة عن التحالف مع دمشق.
في موازاة ذلك، يتوقع إجراء "اتصال" بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال القمة الدولية حول المناخ المقرر عقدها في باريس اعتبارا من 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وميدانيا، دمر سلاح الجو الروسي الكثير من المنشآت النفطية العائدة إلى تنظيم "داعش" بما يفقد التنظيم بشكل حاد مداخيله، وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي سويغو الرئيس فلاديمير بوتين أن المقاتلات الروسية دمرت 15 مصفاة ومنشأة تخزين للنفط يستخدمها التنظيم المتطرف، إلى 525 صهريجا تحمل نفطًا. وقال أن ضرباتها حرمت "داعش" 1,5 مليون دولار يوميًا من عائدات النفط.
وكتبت طواقم أرضية روسية عبارة "من أجل باريس" على بعض القنابل المخصصة لضرب أهداف في سورية، في رسالة تضامن مع ضحايا هجمات باريس.
وأظهر شريط فيديو بثته وزارة الدفاع الروسية على موقع "يوتيوب" عسكريا يكتب "من أجل أحبابنا" على قنبلة في قاعدة جوية روسية في سورية، وجاء في وصف للفيديو: "طيارو وفنيو قاعدة حميميم الجوية يبعثون برسالتهم إلى المتطرفين بالبريد الجوي ذي الأولوية".