صنعاء- طارق نصر
كشفت مصادر محلية في منطقة "نهم" التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، عن ارتفاع عدد القتلى في صفوف قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التابعة للحكومة الشرعية إلى 17 قتيلاً و22 جريحاً سقطوا خلال الـ24 ساعة الماضية في المواجهات الدائرة مع ميليشيا "الحوثي" والقوات التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح. كما سقط العشرات من "الحوثيين" وقوات صالح بين قتيل وجريح.
وأكدت المصادر أن مواجهات عنيفة ما تزال تدور بين الجانبين، موجهة الاتهام لميليشيا الحوثي وقوات صالح بخرق الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين والذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد الاثنين الماضي، وهو ما دفع المقاومة والقوات التابعة للحكومة الشرعية للرد على الهجمات التي شنها "الحوثيون" واستهدفت مواقع المقاومة والجيش الوطني. وقد احتدمت المواجهات بين الطرفين في مديرية نهم، شمال شرقي صنعاء، إثر تنفيذها هجوما استهدف مواقع القوات الحكومية.
ونفى المتحدث باسم المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء عبد الله الشندقي، قيام طيران التحالف بشن غارات أو حتى التحليق في سماء "نهم"، مؤكدا أن التحالف ملتزم بالهدنة، رغم استمرار خروقات مليشيا الحوثي، وتوافد تعزيزاتها العسكرية إلى جبهة نهم، وقال الشندقي، إن أكثر من عشرين طقما وصلت إلى منطقة مسورة في نهم، عصر الأربعاء، و10 أطقم أخرى وصلت خلال ساعات المساء، ما يؤكد عدم جدية المليشيا في الالتزام بالهدنة، ونيتها مواصلة الخروقات والتقدم على الأرض.
وتزامنت تلك المعارك مع هجوم صاروخي شنته الميليشيا الحوثية والقوات التابعة لصالح على محافظة مأرب في الساعات الأولى من اليوم الخميس، وأكدت المصادر أن الميليشيا استهدفت محافظة مأرب بصاروخين بالستيين، غير أنهما فشلا في الوصول إلى أهدافهما، وأن بطاريات "باتريوت" الدفاعية التابعة لدول التحالف في مأرب وتمكنت من اعتراض الصاروخين وتفجيرهما في سماء المحافظة.
وفي محافظة الجوف شمال البلاد تستمر المواجهات بين المقاومة والجيش الوطني والحوثيين وأتباع صالح وبخاصة في مديرية المتون، وأكدت مصادر محلية أن الميليشيا لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وأنها قامت اليوم الخميس بمهاجمة مواقع تابعة للمقاومة والجيش الوطني، في مناطق المشرب والحيال بمديرية المتون، وهو ما دفع أفراد الجيش والمقاومة للرد على مصادر النيران، وقالت المصادر أن معارك عنيفة ما تزال تدور حاليا في منطقتي معيمرة ومزارع المشرب.
وفي محافظة تعز جنوب غرب البلاد قالت مصادر ميدانية أن ميليشيا الحوثي وقوات صالح واصلت قصف الأحياء السكنية ومواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جميع المواقع التي تتمركز فيها شرق وشمال وغرب المدينة، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأكدت المصادر أن أشد الهجمات التي استهدفت مواقع الجيش الوطني كانت على معسكر اللواء 35 ومواقع المقاومة في الضباب، وأن رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني تمكنوا من كسر هجمات المليشيا وكبدتهم خسائر فادحة ما أجبرها على التراجع.
وأشارت المصادر إلى أن المقاومة الشعبية والجيش صدوا هجوماً آخر للميليشيا على مواقع في الشقب إلى جانب إفشالها عدة محاولات تسلل يقوم بها مسلحين تابعين للميليشيا في محيط مواقع المقاومة، وأكدت المصادر أن قوات الجيش والمقاومة ورغم إعلان التزامها باتفاق الهدنة إلا أنها تواجه الحوثيين وأتباع صالح في العديد من مناطق محافظة تعز.
وكشفت مصادر محلية في محافظة إب وسط اليمن أن مسلحين حوثيين وقوات تابعة لصالح اقتحمت اليوم مدينة إب القديمة بعدد من الأطقم المسلحة، وأحرقت منزلين لأسرة آل شحرة وبيت الصامت، وقامت بقتل الشاب بشير شحرة أمام أطفاله وأسرته بالرصاص الحي، دون وجود أسباب تستحق تلك الأفعال بحسب مصادر مقربة من الأسرتين.
وقال شهود عيان أن ميليشيا الحوثي وصالح بررت إحراق المنزلين وقتل الشاب شحرة، بعد تلقيها معلومات أنه وأصدقائه من بيت الصامت سجلوا أسماءهم مع المقاومة الشعبية،غير أن ذات المصادر أكدت أن السبب كان انتقاما من بشير شحرة لاعتراضه على محاولات الحوثيين فرض احد مسلحيها خطيبا للجامع الكبير في مدينة إب القديمة وإفشال جهودهم في السيطرة على الجامع.
كما شنت الميليشيا الحوثية وأتباع صالح حملة اعتقالات في مدينتي إب ويريم طالت أربعة مواطنين وأقتادتهم إلى مناطق مجهولة.