مقديشيو - عبد الباسط دحلي
شنّت الولايات المتحدة الأميركيّة غارة جويّة في الصومال استهدفت معسكر تدريبي لمقاتلين من حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، ما أسفر عن مقتل نحو 150 من عناصرها، وذلك عقب ورود معلومات لأجهزة الاستخبارات الأميركية تؤكد استعداد الحركة لتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد بعثات الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي في البلاد.
واستخدم الطيران الأميركي طائرات من دون طيار، إضافةً إلى طائراتٍ أخرى مأهولة، لاستهداف معسكر راسو التدريبي التابع للحركة، والذي يبعد نحو 120 ميلاً شمال العاصمة مقديشيو، وأكد الجيش الأميركي أن المعسكر جرى رصده لأسابيع عدة، فضلاً عن جمع معلومات استخباراتية بما فيها التهديد الوشيك الذي يشكله المتدربون قبل الشروع في تنفيذ الهجوم.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، جيف ديفيس، إلى أنهم أدركوا استعداد الأفراد المتدربين في هذه الحركة لمغادرة المعسكر وتشكيل خطر وشيك على بعثات الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي الموجودة في الصومال، وأن ذلك الهجوم يعد الأكبر بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 من حيث عدد المصابين والقتلى، على الرغم من أن المتحدث باسم وزارة الدفاع، بيتر كوك، ذكر أن الجيش الأميركي لا يزال يقيّم نتائج العملية.
وتمكنت قوات حفظ السلام الأفريقية العام 2011 من طرد حركة الشباب خارج مقديشيو، ولكنها تبقى خصمًا قويًا وتشن هجمات متكررة على مقارٍ أمنية وحكومية فضلاً عن الفنادق والمطاعم في العاصمة؛ سعيًا إلى الإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب وفرض أحكام الشريعة الإسلامية الصارمة في الصومال، وامتدت هجمات الحركة إلى كينيـا وأوغندا.
وأكد ديفيس أن هناك اعتقادًا بوجود ما لا يقل عن 200 مقاتل كانوا يتلقون التدريبات في معسكر راسو وقت تنفيذ الغارة الجوية، معربًا عن ثقته بعدم وقوع إصابات بين المدنيين، وأن نشاطات حركة الشباب تشمل تجنيد أعضاء جدد والتخطيط لتنفيذ هجمات على القوات الأميركية وقوات أميسوم الموجودة هناك في الصومال، مؤكدًا عدم مشاركة قوات أميركية على الأرض في الهجمة التي استهدفت المعسكر.