الدار البيضاء - جميلة عمر
يعيش عشرات الشباب المغاربة حالة من الذعر والرعب في دول البلقان، بخاصة بسبب الثلوج والبرد القارص التي تشهدها المنطقة، وكذلك بسبب الخوف من الاعتقال وإعادة ترحيلهم إلى المغرب.
وخرج الشباب من ديارهم واتجهوا صوب تركيا بحجة رحلة ترفيهية منظمة، ليركبوا قوارب الموت في اتجاه جزيرة ليسبوس اليونانية، في أفق تحقيق الحلم الأكبر المتمثل في الوصول إلى ألمانيا التي يعتبرونها معبرًا للوصول إلى ألمانيا.
يدفعون مقابل مسيرة 10 كيلومترات ما بين 10 و20 ألف درهم إلى سماسرة من جنسيات مختلفة، سماسرة يشعرونهم مند البداية على أنهم بين مطرقة الاعتقال وسندان النجاة والفوز بالعيش فوق تراب القارة العجوز.
وترفض السلطات اليونانية منحهم صفة لاجئين، لأنها تعتبرهم مجرد مهاجرين غير شرعيين معيشيين اقتصاديين، مما يجعلهم عرضة للطرد والترحيل في أي وقت، هذا هو السبب الذي يجعل العديد من المغاربة لا يغامرون بالولوج إلى الداخل اليوناني، والاكتفاء بالعيش في مخيم "موريا" جزيرة "ليسبوس" في انتظار الفرصة المناسبة لذلك الأمر قد يجعلهم ينتظرون شهور من أجل تحقيق حلمهم، وقد يتطلب الأمر أيام معدودة.
وتضم أماكن مخيمات الإيواء اليونانية 50 نزيلًا بسبب الهجرة غير الشرعية، ينتظرون الفرصة لترحيلهم، وفي هذه الحالة يعيش المغاربة الذين سيتم ترحيلهم حالة نفسية صعبة.
وأكدت ناشطة ومتطوعة أسبانية تعمل في المخيم سارا مورينو لوسائل الإعلام، أن المغاربة مثلهم مثل باقي الأشخاص الذين سيتم ترحيلهم، يشعرون بالخوف من مغادرة المخيم، لهذا يقررون البقاء هنا بما في ذلك الذين يعانون منهم من أمراض خطيرة يرفضون التوجه إلى المستشفى خوفًا من أن يتم الاتصال هناك بالشرطة ويتم اعتقالهم، لأنهم لا يتوفرون على بطاقة التسجيل التي تخول لهم الحصول على صفة لاجئ.