الدارالبيضاء: جميلة عمر
اعتُقل المغربي صلاح عبد السلام المطلوب الأول في هجمات باريس التى أسفرت عن مقتل العشرات فى 13 نوفمبر الماضي، وحي مولينبيك في بروكسل، أو ما يعرف ب بــ "عش الخليات الإرهابية"، بتبادل إطلاق النار بين قوات الأمن ومتشددين بلجيكيين.
كما أكدت مصادر أمنية بلجيكية أن وقوع انفجارين الذي حدث صباح الثلاثاء في مطار بروكسل ، جاء بسبب اعتقال الشرطة صلاح عبدالسلام، في الوقت الذي اعتقد أن اعتقال هذا الأخير مساء الجمعة الماضي طوى إحدى صفحات التحقيق في الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي، واعتبر صلاح عبد السلام لدى الاستخبارات الأمنية ، خاصة البلجيكية والفرنسية ،المتهم رقم واحد الذي يساوي ثقله ذهبًا .
موقع "المغرب اليوم" سيلقي الضوء عن رحلة صبي عاش حياته في الغرب المتقدم، لكنه اختار التطرف سبيلا في عاصمة الاتحاد الأوروبي، فمن يكون هذا الشاب الذي وصف بالخطير ، ؟ وكيف تم اعتقاله بعد فراره لأربعة أشهر؟ وهل سيسمح محاميه تسليمه للسلطات الفرنسية .
اتسمت حياة عبد السلام (27 عاما) بالبساطة والاعتيادية في بدايتها، فهو من مواليد بروكسل، من عائلة ذات أصول مغربية. ترعرع وعاش في ضاحية مولنبيك، المشهورة بسكانها العرب والمسلمين، حيث عمل مديرا لمقهى تم إغلاقه بقرار من المحكمة، بسبب الإتجار في المخدرات.
وبمرور الأيام أخذت حياة عبد السلام منحى أكثر إجراما، فأضحت تهمة "الإتجار بالمخدرات" بداية المشكلات القانونية لعبد السلام حتى تم توقيفه بتهم السرقة والإتجار وتعاطي الممنوعات، وحكم عليه بالسجن، وهناك التقى صديق طفولته عبد الحميد أباعود، الذي بدأ معه مسيرة التطرف، فالتحق أباعود عام 2013 بتنظيم داعش في سوريا، ثم عاد ليجند عددا من سكان مولنبييك، من بينهم الأخوان صلاح وإبراهيم عبد السلام، وتؤكد المعلومات الأمنية، التي نشرت في بروكسل وباريس، أن أباعود، الذي يشتبه في كونه العقل المدبر لهجمات باريس، هو المسؤول عن تجنيد صديق طفولته في السجن صلاح عبد السلام واستقطابه وسفره إلى سوريا
وكانت عائلة أباعود تشك في تصرفات ابنها وصديقه، وتأكد هذا الشك بعد وضعهما على لائحة طويلة أقرتها الشرطة البلجيكية لمن ذهبوا للقتال في سوريا، وبعد هجمات باريس في 13 نوفمبر الماضي ظل مصير صلاح عبد السلام مجهولا بعدما فجر شقيقه إبراهيم نفسه في مقهى فولتير، بينما اختفى هو في ظروف غامضة، حتى قيل أنه استطاع العبور إلى بلجيكيا المجاورة
// بطنه سبب اعتقاله
وصف عبد السلام كأحد أخطر المطلوبين للسلطات في كل من فرنسا وبلجيكا، وتحول من شاب مجهول تماما إلى المطلوب الأول بعد هجمات باريس في 13 نوفمبر، حتى صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، ونشرت الشرطة البلجيكية تحذيرا من كونه مسلح خطير جدا.
وجاء اعتقال صلاح بعدما عثرت الشرطة البلجيكية على بصماته في شقة داهمتها يوم الأربعاء الماضي في بلدة فورست ببلجيكا، يوم الجمعة الماضي وبعدما كانت الشرطة البلجيكية تقتفي أثر المتهم الذي اتجه لشراء "البيتزا" من أجل تناولها رفقة رفاقه كوجبة غذائية ، وما إن عاد إلى البيت حتى هاجمتها الشرطة الفيدرالية ، وحين حاول صلاح عبد السلام الفرار سقط جريحا لتلقي أجهزة الأمن القبض عليه بالإضافة الى شريكه امين شكرية وثلاثة أشخاص من أفراد العائلة.
// دفاع صلاح سيقاضي المحقق الفرنسي مولان لانتهاكه سرية التحقيق
وصرح سفن ماري محامي صلاح عبد السلام المشتبه به الأوحد الذي يعتقل حيا للضلوع في هجمات باريس موكله يساوي ثقله" ذهبا" بالنسبة للشرطة، مضيفا أنه سيقاضي المحقق الفرنسي مولان لانتهاكه سرية التحقيق وكذلك انتهاك لسرية القضا، ،مردفا أن عبد السلام جد ايجابي خلال الاستماع إليه من طرف الشرطة بتعاون بالكامل الآن مع المحققين. ولا يمارس حقه في البقاء صامتا.
وأكد ماري ، أنه سيعترض تسليم موكله إلى السلطات الفرنسية،. وأكد ماري أن باريس طلبت تسليمها عبدالسلام و"أننا سنرفض ذلك"، وفق مذكرة الجلب الأوروبية التي أطلقتها فرنسا، وأن الاعتراض سيستند على معايير تقنية قانونية.
// صلاح يعترف للمحققين
وصرح المحقق الفرنسي فرانسوا مولان لوسائل الإعلام ، أن عبد السلام اعترف للمحققين إنه كان يريد تفجير نفسه مع آخرين في إستاد فرنسا ليلة الهجوم الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه لكنه تراجع عن تفجير نفسه فيما بعد